من يملك أسرع وأقوى الصواريخ الهجومية في العالم؟ دول إسلامية في الترتيب العالمي

مع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يومًا من المواجهات الصاروخية المكثفة، تصاعد الاهتمام العالمي بمخزون الدول من الصواريخ الهجومية بعيدة المدى، خصوصًا تلك القادرة على تغيير مسار الحروب خلال ساعات معدودة.

فقد برز في هذه الحرب الدور الحاسم للصواريخ الباليستية والمسيّرات الانتحارية، ما أعاد للأذهان سؤالًا محوريًا: من يمتلك اليوم أسرع وأقوى الصواريخ الهجومية؟ وهل أصبحت هذه الأسلحة عامل الحسم الأبرز في حروب العصر الحديث؟

سباق تسلح بالصواريخ .. ودول إسلامية في الترتيب العالمي

الولايات المتحدة: زعامة في الدقة والتكنولوجيا النووية

تمتلك الولايات المتحدة ترسانة ضخمة من الصواريخ الهجومية، من أبرزها:

Minuteman III: صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM)، مداه يفوق 13,000 كم، ويمكنه حمل رؤوس نووية متعددة.

Trident II D5: يُطلق من الغواصات النووية، بدقة عالية، ويصل مداه إلى أكثر من 12,000 كم.

-158 JASSM: صاروخ كروز شبحي بعيد المدى، يُطلق من المقاتلات ويبلغ مداه حوالي 1,000 كم.

كما تطور واشنطن حاليًا صواريخ فرط صوتية (Hypersonic) بسرعة تفوق 5 ماخ، لتعزيز قدرات الضربات الخاطفة.

صواريخ Minuteman III وMinuteman II الأمريكية

روسيا: قوة تفوق الصوت وسلاح الرعب العالمي

تُعد روسيا من الدول الرائدة في تطوير الصواريخ الأسرع والأقوى، وأبرزها:

RS-28 Sarmat (Satan-2): صاروخ باليستي استراتيجي عابر للقارات، قادر على حمل 10 رؤوس نووية، ومدى يفوق 18,000 كم.

Avangard: صاروخ فرط صوتي يُركّب على ICBMs، سرعته تفوق 20 ماخ، ويغير مساره خلال الطيران.

Iskander-M: صاروخ تكتيكي قصير المدى، دقيق ومستخدم بكثافة في أوكرانيا، مداه حتى 500 كم.

Zircon: صاروخ كروز فرط صوتي يُطلق من البحر، مداه 1000 كم وسرعته تصل إلى 9 ماخ.

الصين: قوة صاعدة في السماء والفضاء

تعوّل الصين على صواريخها كوسيلة ردع أساسية ضد أمريكا وحلفائها في آسيا، لا سيما في تايوان وبحر الصين الجنوبي.

DF-41: صاروخ باليستي عابر للقارات، قادر على إصابة أهداف على بُعد 15,000 كم ويحمل رؤوسًا متعددة.

DF-17: أول صاروخ عملياتي صيني برأس انزلاقي فرط صوتي.

CJ-100: صاروخ كروز استراتيجي بمدى قد يصل إلى 2,000 كم، طورته الصين لتجاوز الدفاعات الأمريكية.

الصاروخ الباليستي الصيني DF-17
صواريخ DF-17 الصينية الباليستية

فرنسا وبريطانيا: ترسانة نووية بحجم استراتيجي

فرنسا تمتلك صواريخ M51 الباليستية البحرية، والتي تحمل رؤوسًا نووية وتصل إلى مدى 10,000 كم.

بريطانيا تعتمد على صواريخ Trident II D5 (بالتعاون مع أمريكا) ضمن برنامج الردع النووي البحري.

الهند وباكستان: سباق صاروخي متصاعد في جنوب آسيا

الهند تمتلك صواريخ Agni-V بعيدة المدى (حتى 5,000 كم) ونسخًا مطورة من صواريخ BrahMos الأسرع من الصوت.

باكستان ترد بصواريخ مثل Shaheen-III (مدى حتى 2,750 كم) وهي موجهة ضد أهداف استراتيجية في الهند.

إيران وكوريا الشمالية: القدرات المقلقة تحت الحصار

إيران طوّرت ترسانة متنوعة من الصواريخ، مثل خرمشهر-4 بمدى حتى 2,000 كم ورؤوس متعددة، وقيام وذو الفقار، مع تقدم كبير في تقنيات الإخفاء والمناورة.

كوريا الشمالية تعمل على تطوير Hwasong-18 الباليستي العابر للقارات، وتختبر صواريخ فرط صوتية بانتظام، في تحدٍّ مباشر لواشنطن وسيؤول.

هل أصبحت الصواريخ عامل الحسم؟

تؤكد المواجهات الأخيرة بين إيران وإسرائيل أن الصواريخ الهجومية، خصوصًا الباليستية والمسيّرات، أصبحت عنصرًا حاسمًا في ميزان الردع والتصعيد، إذ باتت قادرة على إصابة أهداف عسكرية ومدنية حساسة بدقة عالية ومن مسافات بعيدة، دون الحاجة إلى تدخل مباشر للقوات البرية أو الجوية.

وتُظهر الاتجاهات الحديثة أن الصواريخ فرط الصوتية تغيّر قواعد الاشتباك التقليدية بسبب سرعتها الكبيرة ومناعتها النسبية ضد الاعتراض.

كما أن الصواريخ الدقيقة قصيرة المدى تُستخدم بكثافة في الحروب الهجينة، كما ظهر في أوكرانيا وغزة.

والترسانة النووية المحمولة بصواريخ باليستية تظل العامل الأبرز في “الردع الاستراتيجي” بين القوى الكبرى.

ومع تصاعد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التوجيه والتخفي، تدخل الصواريخ الهجومية مرحلة جديدة من الفاعلية والهيمنة، لتصبح “سلاح الردع الأول” بدلًا من الجيوش الجرارة أو التفوق الجوي وحده.

المواجهات القادمة .. الضرب بعيد المدى

في عصر تتزايد فيه احتمالات المواجهات المباشرة، لم تعد الحرب تُحسم فقط بتفوق الطائرات أو الدبابات، بل بصاروخ يُطلق من آلاف الكيلومترات ويصيب هدفًا في دقيقة.

وبينما تستثمر القوى الكبرى في سباق التسلح الصاروخي، تترقب بقية دول العالم موازين الردع الجديدة التي قد تعيد تشكيل النظام الأمني الدولي لعقود قادمة.

اقرأ أيضاً.. اليابان تُطلق لأول مرة صاروخ “تايب 88” أرض–بحر .. رسالة ردع قوية في ظل التوترات مع الصين

زر الذهاب إلى الأعلى