مواجهة مفتوحة مع واشنطن وتل أبيب.. إيران تستعد لـ”نفس طويل” وتعلن جاهزيتها لحرب عامين

في واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على نية إيران خوض صراع طويل الأمد، صرَّح مسؤول إيراني كبير لشبكة CNN بأن الجمهورية الإسلامية مستعدة لخوض حرب قد تمتد إلى عامين، في ظل تصاعد العداء مع إسرائيل وتورُّط مباشر من الولايات المتحدة.

وجاء هذا التصريح في ظلّ استمرار الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، والتي تفاقمتْ إثر ضربة عسكرية أمريكية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، أمر بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهو ما أثار موجة غضب عارمة في طهران وتظاهرات ضخمة طالبت بالرد السريع والحازم.

وتُسلّط هذه التعليقات الضوء على تطوّر موقف إيران الحربي وإحباطها الاستراتيجي من الدور الأمريكي في الصراع.

طهران تُطالب واشنطن بدفع ثمن الحرب

وأوضح المسؤول الإيراني، في تصريحاته لشبكة “سي إن إن” إن طهران لم تعد تقبل أن تدير واشنطن الصراع من خلف الكواليس عبر دعمها المستمر لإسرائيل.

وقال: “الحكومة الإيرانية تريد من الولايات المتحدة أن تدفع ثمن الحرب مباشرة، بدلاً من الوقوف خلف إسرائيل ومواصلة مشروعها دون دفع الثمن”.

ويعكس هذا التصريح تحوّلًا في خطاب طهران السياسي، من لغة التحذير إلى لغة الاتهام المباشر والمطالبة بالمحاسبة، في وقت ترى فيه القيادة الإيرانية أن واشنطن أصبحت لاعبا رئيسيا في تأجيج النزاع، لا سيما بعد الضربات التي استهدفت مواقع حساسة داخل البلاد.

المشاعر العامة تُؤجج التصعيد

ولم تكن الاستجابة الشعبية لتلك التطورات أقل حدّة؛ فقد خرجت حشود كبيرة في شوارع طهران تندّد بالولايات المتحدة وإسرائيل، وتدعو إلى الانتقام.

وقال المسؤول: “المعنويات مرتفعة، والمطالبة الهائلة من الشعب الإيراني بضرب إسرائيل غير مسبوقة”، مضيفا أن هذه المطالب أصبحت “عنصرا أساسيا في تكثيف الخطط العسكرية الإيرانية”.

ووفقًا للمسؤول الإيراني نفسه، ترى الحكومة أن هذه الصرخة الشعبية بمثابة تأييد لمواجهة مطولة.

ويُبرز هذا المشهد تداخلًا بين الرأي العام المحلي وصناعة القرار العسكري، إذ أصبحت الأصوات الشعبية جزءًا لا يتجزأ من رسم السياسة الخارجية الإيرانية.

تبادل إطلاق نار يومي مميت

بدأت المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل قبل 11 يومًا عندما نفذت تل أبيب هجوما مفاجئا على أهداف إيرانية. ومنذ ذلك الحين، يتبادل الطرفان الضربات بشكل شبه يومي، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا من الجانبين، وسط قلق دولي من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

ووفقا للمسؤول الإيراني، فإن طهران ترى محاولات التهدئة الدولية ودعوات وقف إطلاق النار بأنها ليست سوى “خدعة لتقييم مدى استعداد إيران لمواصلة الحرب”، مشيرا إلى أن تلك الجهود تفتقر إلى الجدية، ولا تعبّر عن رغبة حقيقية في إنهاء الصراع.

اقرأ أيضًا: سيناريوهات الرد الإيراني.. 5 خيارات خطيرة قد تهز العالم وتُهدد استقرار النظام

الاستعداد للحرب على المدى الطويل

مع استمرار تبادل الضربات واستنفار القوات، يؤكد المسؤول أن إيران مستعدة لمواجهة طويلة قد تمتد لعامين، موضحًا أن “إيران كانت مستعدة لذلك”، في إشارة إلى ثقة طهران بقدرتها على التحمل العسكري والاقتصادي والسياسي واستعدادها لخوض حرب طويلة الأمد إذا لزم الأمر.

ويعكس هذا الموقف تبني إيران لاستراتيجية “النَفَس الطويل”، حيث لا تكتفي بالرد الفوري، بل تستعد لحرب استنزاف قد تضعف خصومها إقليميا ودوليا، وتُظهر، في الوقت ذاته، موقفا متماسكا أمام شعبها.

زر الذهاب إلى الأعلى