مواجهة ومعارك مفتوحة بين إيران وإسرائيل انتهت بالهدنة الأمريكية.. من المنتصر في حرب الـ 12 يوما؟

شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأول من شهر يونيو واحدة من أخطر موجات التصعيد العسكري في تاريخ الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث اندلعت مواجهات مباشرة استمرت 12 يومًا بينهما، انتهت بكشف نتائج ميدانية واستراتيجية كانت صادمة لكلا الطرفين.
أشعلت إسرائيل الحرب بضربة أولى على الدفاعات الجوية الإيرانية، أعقبتها هجمات على منشآت نطنز وأصفهان النووية.

قصف مكثف بالأرقام: 600 صاروخ إيراني و1000 طائرة مسيّرة
ثم أطلقت إيران ما يقارب 600 صاروخ باليستي من طرازات مختلفة، إلى جانب أكثر من 1000 طائرة مسيّرة انتحارية، استهدفت مناطق متفرقة داخل العمق الإسرائيلي.

أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 28 إسرائيليًا، بينهم جندي واحد فقط، بالإضافة إلى إصابة المئات، كما أدت إلى تدمير وإلحاق أضرار بمئات المنازل والمنشآت الحيوية، ما تسبب في تشريد مئات المدنيين.
الدرع الإسرائيلي يتصدى: أداء غير مسبوق أمام الصواريخ والمسيّرات
رغم كثافة الهجمات الإيرانية، فقد أظهرت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية كفاءة استثنائية في التعامل مع التهديدات.

وتمكنت أنظمة “مقلاع داوود” و”حيتس 3″ و”القبة الحديدية”، بدعم من سلاح الجو الإسرائيلي، من اعتراض حوالي 85% من الصواريخ الباليستية و99.99% من المسيّرات، حيث اخترقت واحدة فقط المجال الجوي الإسرائيلي دون أن تُحدث أضرارًا.
تفوق جوي مطلق لإسرائيل داخل إيران
في تطور لافت على مستوى العمل العسكري، نجح سلاح الجو الإسرائيلي، بمساعدة شبكة عملاء ميدانيين تابعين لجهاز الموساد، في فرض سيطرة شبه كاملة على المجال الجوي الإيراني، خاصة في المناطق الغربية والوسطى والشمالية من البلاد.

ونفذت القوات الإسرائيلية غارات مكثفة دمرت ما يُقدر بـ80 كتيبة من كتائب الدفاع الجوي الإيراني، شملت منصات إطلاق صواريخ أرض-جو ورادارات متطورة، مما شكل ضربة قاصمة لقدرات إيران على الدفاع الجوي.
ضربات صاروخية استباقية تُقيد القدرات الباليستية الإيرانية
استهدفت إسرائيل عددًا كبيرًا من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، شملت ما يُمثل حوالي 50% من القوة الصاروخية لطهران، إضافة إلى تدمير ما بين 800 إلى 1000 صاروخ جاهز للإطلاق.

ونتيجة لذلك، خرجت معظم القدرات الباليستية الإيرانية في غرب البلاد عن الخدمة، لتُركّز بقايا تلك القدرات في وسط وشرق البلاد فقط.
سلسلة اغتيالات غير مسبوقة تطال قيادات الصف الأول
عكست الحرب جانبًا خفيًا من التنسيق الاستخباراتي المتقدم، حيث نُفذت سلسلة من الاغتيالات الدقيقة طالت عشرات من قادة الحرس الثوري، والقوات الجوفضائية، وقوات الطوارئ، وفيلق القدس، بالإضافة إلى مئات من عناصر الباسيج، بما فيهم فرق تشغيل منصات الدفاع الجوي والصواريخ.

كما استهدفت الاغتيالات مدنيين في محيط المنشآت العسكرية، في واحدة من أعقد العمليات الأمنية التي عرفتها إيران خلال السنوات الأخيرة.
تدمير واسع لمراكز القيادة والمنشآت العسكرية
وفق تقارير ميدانية، تم تدمير عدد كبير من مقرات الحرس الثوري، بالإضافة إلى منشآت ومرافق تابعة للقوات المسلحة الإيرانية، فيما طالت بعض الضربات منشآت الطاقة والبنية التحتية، لكنها خلفت أضرارًا محدودة في هذا الجانب.

البرنامج النووي الإيراني يتلقى ضربات موجعة
تعرض البرنامج النووي الإيراني لنكسة كبيرة، إذ جرى استهداف عشرات المؤسسات المعنية بالبحث والتطوير والإنتاج والتعليم النووي.

كما دُمرت مرافق إنتاج الأدوات والمعدات النووية، واغتيل عدد كبير من العلماء البارزين في مجال الطاقة النووية، بمن فيهم شخصيات قيادية في برنامج السلاح النووي الإيراني.
وفي تطور لافت، نفذت الولايات المتحدة ضربات مباشرة استهدفت المنشآت النووية الأربعة الرئيسية في إيران (نطنز، أصفهان، فوردو، آراك)، وأسفرت تلك الهجمات عن تعطيل كبير في البرنامج النووي. وتُعدّ هذه الضربات الأمريكية عاملاً حاسمًا في إنهاء الحرب وفرض وقف إطلاق النار.
غياب أذرع إيران الإقليمية عن ساحة المعركة
رغم تصاعد الهجوم الإسرائيلي، إلا أن الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران – مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين – لم تشارك في أي رد أو دعم عسكري مباشر.

وتُرجح التقارير أن هذا الغياب كان نتيجة لضربات استباقية استهدفت هذه الفصائل قبيل انطلاق الهجوم الإسرائيلي المباشر على إيران، ما شلّ قدرتها على التدخل.
خسائر إيرانية في المجال الجوي.. وطائرات F-35 خارج دائرة الخطر
على الصعيد الجوي، تمكنت الدفاعات الإيرانية من إسقاط طائرتين مسيّرتين فقط داخل الأراضي الإيرانية، باستخدام ما تبقى من أنظمتها الدفاعية.

بينما لم تُسجَّل أي إصابة لطائرات F-35 الإسرائيلية، رغم مزاعم وسائل إعلام إيرانية عن إسقاط أربع طائرات وأسر طيارين، وهي رواية نفتها إسرائيل بشكل قاطع.
تفوق إسرائيلي شامل.. وخلل واضح في منظومة الردع الإيرانية
كشفت الحرب التي استمرت 12 يومًا عن تفوق إسرائيلي واضح في مجالات الحرب الإلكترونية، والتخطيط الاستخباراتي، والسيطرة الجوية، في مقابل خسائر إيرانية فادحة شملت البنية العسكرية والباليستية وحتى النووية.

ورغم أن فعالية الدفاعات الإسرائيلية حدّت من التأثير الميداني للهجمات الإيرانية، إلا أن طهران أثبتت قدرتها على تنفيذ ضربة شاملة باستخدام الصواريخ والمسيّرات.
انعكاسات استراتيجية: المنطقة أمام منعطف جديد
أظهرت هذه المواجهة العسكرية نقطة تحوّل كبيرة في قواعد الاشتباك الإقليمي، وفتحت الباب أمام جولات جديدة من التصعيد أو إعادة الحسابات الاستراتيجية من قبل كافة الأطراف المعنية إقليميًا ودوليًا.
ويُتوقع أن تُعيد هذه الحرب رسم ملامح الردع والتحالفات، في ظل تزايد التعقيد في مشهد الأمن الإقليمي وسباق التسلح المتسارع.
اقرأ أيضاً.. أمريكا تطلق “LRDR”.. درع صاروخي جديد بمدى 2500 ميل لمواجهة تهديدات روسيا والصين وكوريا الشمالية