موجة قصف إسرائيلية تقتل العشرات في غزة.. بينهم 22 طفلا

أسفرت موجة قصف إسرائيلية على غزة عن سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم 22 طفلاً على الأقل، مسجلةً بذلك أحد أكثر الأيام دموية منذ أسابيع.
وفقا لتقرير الجارديان، يُشير القصف إلى تصعيد إضافي في الصراع الدائر، عقب توقف قصير للعمليات العسكرية عقب إطلاق حماس سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
مع ورود تقارير عن مقتل ما يصل إلى 50 شخصًا في الغارات الصباحية، يُسلط هذا العنف الأخير الضوء على هشاشة الوضع المتوتر أصلًا في المنطقة، وغموض آفاق السلام.
موجة قصف إسرائيلية: نطاق الهجوم والإصابات
استهدفت موجة قصف إسرائيلية، وقعت ليلة الأربعاء، مواقع مختلفة في أنحاء غزة، بما في ذلك مناطق سكنية في جباليا وبيت لاهيا. ووفقًا للمستشفيات المحلية، يُقدر عدد القتلى بما بين 30 و50 شخصًا، والعديد من الضحايا من المدنيين الذين سقطوا في الغارات.
من بين أكثر هذه الإصابات مأساوية، ما لا يقل عن 22 طفلاً، مما يُذكرنا بشدة بالتكلفة البشرية الباهظة للصراع. وجاءت الغارات الجوية الإسرائيلية عقب تحذيرات من الجيش الإسرائيلي من هجمات وشيكة على الأحياء الشمالية في غزة بعد إطلاق صواريخ من قِبل حركة الجهاد الإسلامي، المدعومة من إيران والمتحالفة مع حماس.
في أعقاب الغارات، تعرّض مجمع المستشفى الأوروبي قرب خان يونس للقصف أيضًا، مما أثار حالة من الذعر بين المرضى والعاملين في المستشفى. وأفاد شهود عيان بمشاهد فوضى عارمة حيث فر من كانوا داخل المنشأة خوفًا، بمن فيهم مرضى على عكازات وآخرون يصرخون طلبًا لأطفالهم.
يزعم الجيش الإسرائيلي أن هدف الهجوم كان مركز قيادة تابعًا لحماس، يزعم أنه كان يعمل أسفل المستشفى.
الغارات على المرافق الصحية الرئيسية
بالإضافة إلى المستشفى الأوروبي، أصابت غارة أيضًا مستشفى ناصر في جنوب غزة، مما أسفر عن مقتل العديد من الأفراد، بمن فيهم الصحفي الفلسطيني المعروف حسن عصليح. اتهمت إسرائيل أصيل بالتورط في أنشطة حماس، وخاصةً الهجمات على إسرائيل في أكتوبر 2023.
أثار هذا مخاوف بشأن استهداف المرافق الطبية، مع ورود تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في كلا المستشفيين، مما أثار المزيد من الإدانة من جانب منظمات حقوق الإنسان.
نفت حماس باستمرار استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية، بما في ذلك المستشفيات، على الرغم من مزاعم إسرائيل. ويؤكد جيش الدفاع الإسرائيلي أن عملياته تستهدف قيادة حماس وبنيتها التحتية العسكرية، على الرغم من أن مثل هذه الضربات لا تزال تُسفر عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين.
السياق السياسي: زيارة ترامب والحملة العسكرية الإسرائيلية
تأتي الغارات الجوية في وقت يقوم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة إلى الشرق الأوسط، حيث يقود جولة دبلوماسية تشمل دول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
صوّرت إسرائيل تورط ترامب في قضية الرهائن، بما في ذلك إطلاق سراح عيدان ألكسندر مؤخرًا، على أنه نتيجة ضغط عسكري وجهود دبلوماسية. وفّر الوضع المحيط بإطلاق سراح ألكسندر لحظة تفاؤل قصيرة لإسرائيل، على الرغم من أنه لم يُسهم كثيرًا في تهدئة العنف المستمر في غزة.
أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة ستستمر بلا هوادة، قائلاً: “سندخل في الأيام المقبلة بكل قوتنا لإكمال العملية”.
أوضح نتنياهو أن إسرائيل لن توقف هجومها حتى يتم تفكيك حماس بالكامل، رغم دعوات وقف إطلاق النار من مختلف الهيئات الدولية. وأقر بأنه على الرغم من إمكانية النظر في وقف إطلاق نار مؤقت، فإن الهدف النهائي هو القضاء على حماس بالكامل.
أقرا أيضا.. رفع العقوبات عن سوريا.. هل يتعافى اقتصاد دمشق قريبًا أم أنها خطوة تتبعها آلاف الخطوات؟
الأزمة الإنسانية في غزة: خطر المجاعة
مع استمرار الغارات الجوية، يتفاقم الوضع الإنساني في غزة. وقد دقّت الأمم المتحدة وخبراء الأمن الغذائي ناقوس الخطر بشأن خطر المجاعة الوشيك في المنطقة بسبب الحصار الذي قطع الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود.
أفادت وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، بمقتل ما لا يقل عن 52908 أشخاص، معظمهم من المدنيين، منذ تصاعد الصراع في أكتوبر 2023. وقد رددت الأمم المتحدة هذه المخاوف، حيث حذر خبراء الأمن الغذائي من أن غزة تواجه “خطرًا محدقًا بالمجاعة” في أعقاب انهيار بنيتها التحتية للأمن الغذائي.
وقد دفع هذا الوضع المتردي إلى دعوات للتدخل الدولي لإنهاء الحصار وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمنطقة. ومع ذلك، أصرت إسرائيل على أن إجراءاتها ضرورية لشل القدرات العسكرية لحماس والحد من التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة العاملة في غزة.
وقف إطلاق نار هش وردود الفعل الدولية
في ظل العنف المستمر، لا تزال آمال وقف إطلاق النار بعيدة المنال. كان إطلاق سراح عيدان ألكسندر لحظة نادرة من التقدم، لكنه لم يُخفف التوترات الكامنة. زعمت حماس أنها أجرت محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة للتفاوض على وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل رفضت أي تلميح إلى أن مثل هذا الاتفاق سيوقف جهودها العسكرية.
لا يزال المجتمع الدولي منقسمًا بشدة بشأن الصراع. يواصل حلفاء إسرائيل، بمن فيهم الولايات المتحدة والعديد من دول الخليج، دعم حقها في الدفاع عن نفسها ضد حماس. ومع ذلك، تدعو الانتقادات المتزايدة من منظمات حقوق الإنسان العالمية والقوى الإقليمية إسرائيل إلى إنهاء حصارها ووقف قصفها للبنية التحتية المدنية.