موجز الجمعة.. بعد أسبوع من الفوضى كوريا الجنوبية تتجه إلى عزل رئيسها

القاهرة (خاص عن مصر)- تشهد كوريا الجنوبية أزمة سياسية غير مسبوقة؛ حيث يواجه الرئيس يون سوك يول محاولة عزل ثانية بسبب إعلانه المثير للجدل للأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، وفقا لتقرير الجارديان.

أدت هذه الخطوة الدرامية، التي صدمت المواطنين والمشرعين على حد سواء، إلى احتجاجات واسعة النطاق واعتقال مسؤولين رئيسيين وتصاعد التوترات السياسية. وبينما يستعد البرلمان للتصويت على اقتراح العزل، فإن المخاطر عالية بالنسبة لرئاسة يون والمؤسسات الديمقراطية في البلاد.

الأحكام العرفية: إعلان محير

أحدث إعلان الرئيس للأحكام العرفية في وقت متأخر من الليل موجة من الصدمة عبر الأمة. واستشهاداً بمخاوف الحكم، نشر يون ما يقرب من 300 جندي في الجمعية الوطنية، ووصف ذلك بأنه إجراء “للحفاظ على النظام”. ومع ذلك، يزعم المنتقدون أن هذه الخطوة تجاوزت الحدود الدستورية، ووصفوها بأنها “تمرد غير دستوري”.

استجاب المشرعون بسرعة، بتصويت 190-0 لرفع الأمر، بما في ذلك أصوات 18 عضوًا من حزب يون المحافظ.

اعتذر يون لاحقًا ولكنه ضاعف موقفه منذ ذلك الحين، مدافعًا عن أفعاله باعتبارها قانونية. في خطاب متلفز، صور المعارضة على أنها “وحش” ​​يقوض النظام الدستوري للبلاد، وهو ادعاء رفضه المنتقدون باعتباره “وهميًا”.

وصف كيم مين سوك، وهو شخصية بارزة في الحزب الديمقراطي المعارض، خطاب يون بأنه “إعلان حرب ضد الشعب” وتعهد بالضغط من أجل عزله.

اقرأ أيضًا: الأرض في انتظار انفجار شمسي مدمر.. يعطل الحياة بكل صورها

معركة العزل

يحتاج الحزب الديمقراطي، الذي يشغل 192 مقعدًا في الجمعية الوطنية المكونة من 300 عضو، إلى دعم من ثمانية نواب على الأقل من الحزب الحاكم لتأمين أغلبية الثلثين المطلوبة لتمرير الاقتراح.

يزعم اقتراح العزل أن إعلان يون للأحكام العرفية انتهك المعايير الدستورية من خلال تعليق الحقوق المدنية ونشر القوات لمنع الأنشطة البرلمانية، وهي أفعال ترقى إلى التمرد.

في حالة عزله، سيتم تعليق عمل يون في انتظار قرار من المحكمة الدستورية. وسيتولى رئيس الوزراء هان داك سو مهام الرئاسة، مع فرض انتخابات جديدة في غضون 60 يومًا إذا تمت إقالة يون.

التحقيقات والاعتقالات

تتحقق السلطات من شرعية تصرفات يون، مع احتمال توجيه اتهامات بالتمرد وإساءة استخدام السلطة. وعلى الرغم من الحصانة الرئاسية من الملاحقة القضائية، توجد استثناءات للخيانة أو التمرد. ويواجه المحققون مقاومة من جانب فريق أمن يون، الذي منع مؤخرًا تفتيش الشرطة للمكتب الرئاسي.

وقد أوقعت الأزمة بالفعل كبار المسؤولين. فقد حاول وزير الدفاع السابق كيم يونج هيون، المتهم بتدبير الأحكام العرفية، الانتحار أثناء الاحتجاز لكنه نجا. كما تم اعتقال مسؤولين رفيعي المستوى آخرين، بما في ذلك رئيس شرطة كوريا الجنوبية.

الاحتجاجات والغضب العام

اندلعت احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد، حيث طالب الآلاف من المتظاهرين بإقالة يون. وانضمت النقابات العمالية الرئيسية إلى الحركة، ونظمت إضرابات للضغط على الحكومة. انخفضت معدلات موافقة الرئيس بشكل حاد وسط الفضائح المستمرة، بما في ذلك مزاعم استغلال النفوذ التي تورطت فيها زوجته.

رئاسة مضطربة

منذ توليه منصبه في عام 2022، واجه يون معارضة لا هوادة فيها، ويكافح من أجل تنفيذ سياساته في برلمان يهيمن عليه المنافسون. يزعم المنتقدون أن الاضطرابات الحالية تعكس خصومات سياسية أعمق، حيث يسعى الحزب الديمقراطي إلى الانتقام من تحقيقات الفساد التي تستهدف زعيمه، لي جاي ميونج، المرشح الأوفر حظًا في سباق الرئاسة لعام 2027.

التشابهات التاريخية

لإعلان الأحكام العرفية تاريخ مظلم في كوريا الجنوبية، وغالبًا ما يرتبط بالدكتاتوريات السابقة. استخدمت شخصيات مثل الجنرال بارك تشونغ هي واللواء تشون دو هوان مثل هذه التدابير لقمع المعارضة، مما أدى إلى حملات قمع عنيفة على الحركات المؤيدة للديمقراطية.

أعادت تصرفات يون إشعال المخاوف من الاستبداد، واستحضار ذكريات مؤلمة للأنظمة السابقة.

إن المواجهة السياسية بشأن عزل يون تؤكد على لحظة حاسمة للديمقراطية في كوريا الجنوبية. لقد أدت تصرفات الرئيس إلى استقطاب الأمة، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الحكم والحقوق المدنية وسيادة القانون.

بينما تستعد الجمعية الوطنية للتصويت، فإن النتيجة لن تحدد مستقبل يون فحسب، بل ستشكل أيضًا سابقة لمحاسبة القادة في دولة ديمقراطية حديثة.

زر الذهاب إلى الأعلى