مياه قاتلة تتحرك بسرعة الرعب.. ماذا تعرف عن تسونامي كامتشاتكا؟

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 8.8 درجة على مقياس ريختر، أمس الثلاثاء، قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، ليصنّف ضمن أقوى الزلازل المسجلة عالميًا.

الهزة الأرضية العنيفة تسببت بتوليد موجات تسونامي ضربت سواحل روسيا واليابان، وأثارت تحذيرات من احتمال انتقالها إلى دول أخرى مطلة على المحيط الهادئ.

ورغم أن التحذيرات لم تتحول إلى كارثة على غرار تسونامي 2004، فإن الحادث أعاد إلى الواجهة أسئلة متكررة حول طبيعة هذه الظاهرة: ما هو التسونامي؟ وكيف يتشكل؟ ولماذا يكون أحيانًا قاتلًا رغم أنه لا يبدو خطرًا للوهلة الأولى؟

ما هو التسونامي وكيف يتكون؟

وفقًا لتعريف الهيئة الوطنية الأمريكية للأرصاد الجوية، فإن التسونامي ليس موجة واحدة، بل سلسلة من الموجات البحرية العاتية التي تنتج عن اضطراب مفاجئ في قاع المحيط، غالبًا ما يكون نتيجة زلزال، أو نشاط بركاني، أو انهيار أرضي تحت الماء.

ويؤدي هذا الاضطراب المفاجئ إلى تحريك كميات ضخمة من المياه، تنتشر عبر المحيط بسرعات هائلة تصل في بعض الأحيان إلى مئات الكيلومترات في الساعة.

ورغم هذه السرعة، فإن التسونامي لا يكون مرئيًا في عرض البحر، لكن مع اقترابه من الشاطئ تتباطأ سرعته ويزداد ارتفاعه، متحولًا إلى جدار مائي يجتاح اليابسة بشكل مفاجئ.

التسونامي ليس دائمًا كما تصورته السينما

بعكس الصورة السينمائية النمطية، لا يظهر التسونامي دائمًا كموجة عملاقة مهيبة. فقد يكون مجرد ارتفاع سريع في منسوب المياه يبدو كفيضان جارِ، لكنه في الحقيقة يحمل طاقة تدميرية هائلة.

البروفيسورة هيلين جانيسفسكي، أستاذة علوم الأرض في جامعة هاواي، أوضحت لشبكة CNN الأميركية أن “موجات التسونامي تختلف جذريًا عن موجات المحيط التقليدية التي تحركها الرياح”، مضيفة أن التسونامي “أشبه بسيول عنيفة تتحرك بسرعة هائلة نحو الساحل، ويمكن أن تستمر في الاندفاع لأكثر من مرة”.

كما لفتت إلى أن التضاريس البحرية تلعب دورًا مهمًا في تضخيم الأمواج أو إعادة توجيهها، ما يجعل تأثير التسونامي يختلف من منطقة لأخرى، حتى لو كانت متجاورة.

امتداد الموجة وتكرارها

من بين أبرز خصائص التسونامي أنه لا يتوقف عند موجة واحدة. فغالبًا ما تأتي الأمواج على شكل حلقات، تفصل بينها دقائق أو حتى ساعات، ما يجعل العودة إلى المناطق المنكوبة خطرًا حتى بعد انحسار الموجة الأولى.

وبحسب التقديرات، قد تصل موجات التسونامي إلى أكثر من 1.6 كيلومتر داخل اليابسة، خاصة في المناطق المنخفضة أو ذات التضاريس المفتوحة، ما يزيد من خطورتها على المجتمعات الساحلية.

تسونامي 2004 أسوأ كارثة في العصر الحديث

وتبقى كارثة 26 ديسمبر 2004 شاهدة على القوة التدميرية لهذه الظاهرة، حيث أدى زلزال بلغت قوته 9.1 درجة قبالة سواحل إقليم آتشيه الإندونيسي، إلى تسونامي هائل بلغ ارتفاع أمواجه 17.4 متر. اجتاحت الأمواج حينها سواحل إندونيسيا، تايلاند، سريلانكا، الهند، وتسع دول أخرى، مخلفة أكثر من 230 ألف قتيل، نصفهم تقريبًا في إندونيسيا وحدها.

ورغم الانتشار المتزايد لنظريات تربط بعض الزلازل والتسونامي بتجارب نووية أو أنشطة بشرية غير معلنة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي يربط بين زلزال كامتشاتكا الأخير وأي نشاط غير طبيعي. ومع ذلك، فإن استمرار وقوع الزلازل القوية على “حلقة النار” بالمحيط الهادئ يجعل الخبراء يؤكدون أن الخطر الطبيعي سيظل قائمًا في هذه المناطق لسنوات قادمة.

اقرأ أيضا.. زلزال مدمر وتسونامي.. ماذا حدث في كامتشاتكا بـ روسيا وما علاقة أمريكا | شاهد

زر الذهاب إلى الأعلى