نار وحداد في العراق.. حريق الكوت يشعل غضب أهالي الرافدين | ماذا حدث ؟

في مشهد مأساوي أعاد للأذهان سلسلة الفواجع المتكررة في العراق، أعلن مجلس الوزراء العراقي، اليوم الخميس  الحداد الرسمي لثلاثة أيام في عموم البلاد، إثر الحريق الهائل الذي اندلع في مركز تجاري حديث بمدينة الكوت، مركز محافظة واسط.

وأسفر الحادث عن مق.تل وجرح عشرات الأشخاص، وسط تضارب الروايات الرسمية والشعبية بشأن أعداد الضحايا وأسباب الكارثة.

القرار جاء عقب جلسة استثنائية عاجلة عقدها مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لمناقشة تداعيات الكارثة.

وأوضح بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن الحكومة قررت إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام تضامنًا مع العائلات المنكوبة، مؤكدًا أن ما حدث “فاجعة وطنية تتطلب محاسبة المسؤولين”.

تضارب أعداد ضحايا حريق الكوت

رغم مرور ساعات على الحادث، لا تزال أرقام الضحايا متضاربة. فقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية أن عدد القت.لى بلغ 61 شخصًا.

بينما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في الشرطة أن الحصيلة وصلت إلى 69 قتيلاً، في حين أفادت تقارير تلفزيونية بأن العدد ارتفع إلى 77 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات المصابين.

وقال مسؤول محلي في بلدية الكوت، علي المياحي، إن “عددًا من الجثث لا تزال تحت الأنقاض”، مشيرًا إلى وجود 11 مفقودًا لم يتم التعرف على مصيرهم حتى الآن. وأضاف أن “بعض الجثث تفحّمت بشكل كامل، مما يصعّب عملية التعرف عليها”.

ماذا حدث في مول الكورنيش؟

الحريق اندلع داخل مبنى “هايبرماركت الكورنيش”، المؤلف من ستة طوابق، والذي افتُتح قبل سبعة أيام فقط وسط احتفاء محلي بكونه من أحدث مشاريع التسوق في الكوت.

ووفق مصادر أمنية، بدأ الحريق في الطابق الأول ثم امتد بسرعة إلى بقية الطوابق، وسط غياب أنظمة إنذار مبكر وإطفاء تلقائي.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن النيران حاصرت عددًا كبيرًا من المتسوقين والعاملين داخل المبنى. وأفاد بيان لوزارة الداخلية أن “أغلب الضحايا لقوا حتفهم اختناقًا داخل الحمامات نتيجة الدخان الكثيف، ومن بينهم 14 جثة لم يتم التعرف عليها حتى اللحظة”.

شهود عيان ذكروا أن سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني بقيت تعمل حتى ساعات الفجر الأولى، بينما وثقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل لحظات اشتعال المبنى بالكامل، في مشهد وصفه الأهالي بأنه “أسوأ كارثة مدنية في تاريخ المحافظة”.

حريق الكوت ليس أول كارثة في العراق

الحادثة أعادت إلى الواجهة الحديث عن ضعف أنظمة السلامة في العراق، وغياب الرقابة على الأبنية التجارية. فبحسب مختصين في شؤون الدفاع المدني، لم يكن المبنى مزودًا بأنظمة إطفاء آلية، كما لم تكن هناك مخارج طوارئ كافية.

وفي بلد غني بالنفط مثل العراق، لا تزال البنية التحتية تعاني من تهالك واضح، ويُعد الالتزام بإجراءات السلامة العامة استثناءً لا قاعدة، سواء في المشاريع الحكومية أو الخاصة.

يُذكر أن هذه الكارثة تأتي بعد أقل من عامين على حادثة حريق قاعة الأعراس في بلدة قرقوش (2023) والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصًا.

وتسببت حينها بصدمة شعبية واسعة. كما سُجلت عشرات الحرائق في مستشفيات وأسواق بسبب التماس الكهربائي، وغياب الصيانة، وسوء التخطيط.

من يتحمل مسؤولية حريق الكوت؟

الغضب الشعبي تصاعد بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر استمرار عمل المول رغم غياب أدنى شروط السلامة. وطرح ناشطون على مواقع التواصل تساؤلات حادة من وافق على ترخيص البناء؟ من منح الإذن بالافتتاح؟ وأين كانت لجان السلامة؟

حتى اللحظة، لم تُعلن أية جهة حكومية عن استقالة أو إقالة مسؤول على خلفية الحادث، ما زاد من حدة الانتقادات الشعبية، وسط مطالبات بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، وتقديم المسؤولين عن الكارثة إلى العدالة.

اقرا أيضا.. مسلمون ولكن | الدروز.. حكاية عقيدة غامضة وديانة بلا شعائر.. ما علاقتهم بـ مصر؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى