نتنياهو يدرس خطة لعزل شمال غزة وقطع المساعدات.. خطة الجنرالات للتجويع

إسرائيل تدرس اتخاذ تدابير لعزل شمال غزة

يراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة تجويع الفلسطينيين في شمال غزة من خلال وقف المساعدات الإنسانية، بحسب ما نشره بيزنس ستاندرد.

بحسب خاص عن مصر، تقترح “خطة الجنرالات” المقترحة، التي قدمها مسؤولون عسكريون إسرائيليون متقاعدون، إعطاء المدنيين في شمال غزة أسبوعًا لإخلاء المنطقة قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، مما يعني قطع إمدادات الغذاء والماء والأدوية فعليًا. والهدف هو تشديد السيطرة على المنطقة الشمالية، التي تضم مدينة غزة، وبناء المنطقة تحت إدارة جديدة – بدون حماس.

تصعيد التوترات: خطر على المدنيين؟

تأتي خطة الجنرالات في وقت يتصاعد فيه الإحباط بسبب عدم القدرة على هزيمة حماس في الشمال. يزعم مهندسو الخطة أن الطريقة الوحيدة لكسر قبضة حماس هي من خلال الضغط المستمر، حتى لو كان ذلك يخاطر باحتجاز المدنيين في ظروف مزرية.

بحسب جيورا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق والمهندس الرئيسي للخطة، فإن قطع الموارد سيجبر حماس على الاستسلام أو إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم منذ بداية الصراع.

مع ذلك، أثارت هذه الاستراتيجية نقاشاً حاداً، ليس فقط في إسرائيل بل وأيضاً على المستوى الدولي. وقد أطلقت جماعات حقوق الإنسان ناقوس الخطر، مشيرة إلى أنها قد ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وهو انتهاك للقانون الدولي.

انتقدت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لمنظمة جيشا، وهي منظمة حقوق إنسان إسرائيلية، فكرة اعتبار المدنيين الذين يبقون في القطاع أهدافاً عسكرية مشروعة.

المخاوف الإنسانية والرفض الدولي

بينما لا تزال الخطة قيد الدراسة، كانت إسرائيل تنفذ بالفعل عمليات أصغر نطاقاً في الشمال، حيث كثفت الهجمات في مناطق مثل مخيم جباليا للاجئين. وأصبح الوضع على الأرض يائساً، مع تحذير وكالات الإغاثة من أن مئات الآلاف من الفلسطينيين محاصرون دون الوصول إلى الضروريات الأساسية.

أفاد فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بأن الجوع ينتشر بسرعة في شمال غزة.

أعربت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن معارضتهما الشديدة لأي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى احتلال إسرائيلي دائم لقطاع غزة أو تقليص حجمه بشكل أكبر. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر أن مثل هذه الخطط سوف تواجه إدانة شبه عالمية.

حرب بلا نهاية في الأفق

بعد عام من القتال، تجاوز عدد الشهداء في غزة 42 ألف شهيد وفقاً لوزارة الصحة في غزة، وكان أكثر من نصف الشهداء من النساء والأطفال. وعلى الرغم من الهجوم الإسرائيلي المستمر، تواصل حماس إعادة تجميع صفوفها وشن الهجمات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ على تل أبيب. وفي الوقت نفسه، حولت إسرائيل الكثير من تركيزها إلى لبنان، حيث تصاعدت التوترات مع حزب الله.

بينما تفكر إسرائيل في خطواتها التالية، يظل الوضع في غزة قاتماً. ومع إحراز تقدم ضئيل نحو وقف إطلاق النار وتدهور الظروف الإنسانية، يبدو احتمال نشوب صراع طويل الأمد أمراً لا مفر منه. وبالنسبة لشعب غزة، فإن المستقبل غير مؤكد، ويراقب المجتمع الدولي عن كثب بينما يستمر الصراع في التكشف.

زر الذهاب إلى الأعلى