نساء في مجلس السيادة وثاني رئيس وزراء خلال أسبوعين- ماذا يحدث في السودان؟

في تحركات مفاجئة تعكس اضطراب المشهد السياسي في السودان، أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الإثنين، تعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء، وتسمية امرأتين كعضوين جديدين في مجلس السيادة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب المدمرة في أبريل 2023.

ويثير هذا التغيير السريع في هرم السلطة – بعد أسبوعين فقط من تكليف دفع الله الحاج برئاسة الوزراء بالإنابة – تساؤلات حول دوافع هذه التعيينات، وتوقيتها، والرسائل السياسية التي تحملها داخليًا وخارجيًا.

ثاني رئيس وزراء في السودان خلال أسبوعين

وبحسب وسائل إعلام سودانية أصدر البرهان مرسومًا دستوريًا عيّن بموجبه كامل إدريس، المسؤول السابق في الأمم المتحدة، رئيسًا لمجلس الوزراء.

ويأتي هذا التعيين بعد أقل من 14 يومًا على تكليف دفع الله الحاج علي، أحد رموز النظام السابق، بإدارة الحكومة كقائم بالأعمال، وهو تكليف لم يُفعّل ميدانيًا.

ويُنظر إلى إدريس، وهو مدير سابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، كوجه دبلوماسي معتدل يُراد منه تحسين صورة حكومة بورتسودان خارجيًا، بعد تعرضها لانتقادات حادة وتراجع في الدعم الإقليمي والدولي.

امرأتان في مجلس السيادة لأول مرة منذ عامين بـ السودان

في خطوة متزامنة، أعلن البرهان ضم كلٍّ من سلمى عبد الجبار المبارك ونوارة أبو محمد طاهر إلى عضوية مجلس السيادة، لتكونا أول امرأتين تشغلان هذا المنصب منذ مغادرة العضوات المدنيّات إثر انقلاب أكتوبر 2021.

وبذلك يرتفع عدد أعضاء المجلس إلى تسعة، بينهم أربعة من العسكريين بقيادة البرهان، وثلاثة من قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، بالإضافة إلى العضوتين الجديدتين.

ارتباك في قرارات السلطة

وفق مراقبون فإن تعيين كامل إدريس بعد أقل من أسبوعين على إقالة سلفه المكلّف دليل على غياب الاستقرار السياسي داخل معسكر الحكومة الانتقالية في بورتسودان، خاصة في ظل انقسامات داخل المكون العسكري، وتدهور الوضع الميداني في العاصمة الخرطوم.

ويرى خبراء  أن تراجع البرهان عن تكليف دفع الله الحاج، الذي يُعد محسوبًا على النظام السابق، جاء تحت وطأة ضغط داخلي من القوى الحليفة، ومحاولة لتفادي المزيد من العزلة الدولية.

من هو كامل إدريس رئيس وزراء السودان الجديد ؟

كامل إدريس شخصية معروفة في الأوساط الدولية، لكنه لا يتمتع بثقل شعبي أو سياسي داخل السودان، ما يجعل مهمته محفوفة بالصعوبات، في ظل غياب مؤسسات مدنية فاعلة، واستمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

كما أن اختصاصاته لم تُعلن بوضوح، مما يفتح الباب أمام خلافات محتملة مع مجلس السيادة، خاصة أن السلطة الفعلية لا تزال بيد البرهان الذي يحتكر القرار السيادي والعسكري.

ماذا وراء تعيين النساء في هذا التوقيت؟

بحسب مراقبون يأتي تعيين سيدتين في مجلس السيادة بعد انقطاع تمثيل النساء في هرم السلطة لأكثر من عامين، ما قد يُفهم كخطوة رمزية لإظهار انفتاح سياسي وتحقيق توازن شكلي في تركيبة الحكم.

لكن التوقيت يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التعيينات تهدف إلى صرف الأنظار عن المأزق العسكري الذي تواجهه الحكومة في بورتسودان، خاصة مع تصاعد هجمات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة على منشآت حيوية في المدينة الساحلية.

مأساة إنسانية في السودان

مع استمرار الحرب، تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مع نزوح أكثر من 13 مليون شخص، وانهيار المؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية.

وقد حذرت الأمم المتحدة من كارثة غذائية وشيكة، بينما تعجز الحكومة والمؤسسات الدولية عن الوصول إلى العديد من المناطق المنكوبة.

اقرأ أيضًا: خان يونس ليست استثناء.. العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية تاريخ من الفشل الاستراتيجي

زر الذهاب إلى الأعلى