نسخة مقلدة من “شاهد” الإيرانية | روسيا تكثف إنتاج “جيران-2”.. 170 مسيرة يوميًا لضرب العمق الأوكراني

كشفت وزارة الدفاع الروسية مؤخرًا عن تسجيل معدل إنتاج غير مسبوق للطائرات الانتـ.ـحارية من طراز “جيران-2″، والتي تمثل النسخة الروسية المعدلة من المسيّرة الإيرانية “شاهد-136”.

وبحسب ما تم كشفه من داخل المجمع الصناعي المتقدم في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة بتتارستان، يبلغ الإنتاج اليومي حاليًا نحو 170 طائرة مسيّرة، مع خطط لزيادته إلى 190 طائرة يوميًا بحلول نهاية عام 2025.

المجمع الذي يقع قرب مدينة يليابوغا، ويبعد 210 كيلومترات عن قازان، أصبح منذ عام 2022 القاعدة الصناعية المركزية لإنتاج المسيّرات في روسيا، ويضم خطوط تجميع متقدمة لهياكل الطائرات المصنوعة من المواد المركبة، وأقسامًا لصناعة المحركات والمعادن.

روسيا تشن هجوماً كبيراً بالمسيرة “جيران-2” على أوكرانيا

خلال يوليو الجاري، شنّت روسيا هجومًا واسعًا بالطائرات الانتـ.ـحارية استُخدمت فيه مئات من طائرات “جيران-2” في مهمة قتالية واحدة، استهدفت منشآت عسكرية حيوية وبُنى تحتية للطاقة داخل أوكرانيا.

وأظهرت الصور الجوية والتقارير الميدانية استخدام تكتيك مزدوج، عبر إطلاق طائرات مسيّرة خداعية لاستنزاف الدفاعات الجوية، تلتها أسراب رئيسية من “جيران-2” لضرب الأهداف الفعلية.

ووفقًا لموقع “أوبورونكا”، فإن روسيا أطلقت نحو 4000 طائرة مسيّرة بين 1 و15 يوليو، في معدل هو الأعلى منذ بداية الحرب، ما يؤشر إلى مرحلة جديدة من التصعيد القائم على الإنتاج الكثيف وتكتيكات الإغراق الجوي.

تحوّلات تقنية: من “شاهد” إلى “جيران”

رغم أن “جيران-2” انطلقت أساسًا من النموذج الإيراني “شاهد-136″، فإن النسخة الروسية خضعت لتعديلات جوهرية، شملت استبدال نظام الملاحة الإيراني بوحدات طيران روسية تعتمد على منظومة “غلوناس” بدلًا من GPS الأمريكي.

بالإضافة إلى تطوير الهيكل باستخدام ألياف الزجاج والكربون بدلًا من البنية الخفيفة الأصلية، وتحديث الرأس الحربي ليصل إلى 90 كجم في بعض النسخ، واستحداث نسخ برؤوس تنغستن متشظية.

فضلاً عن دمج تقنيات جديدة تشمل أنظمة مسح طيفي وكاميرات حرارية، ومعالجات فيديو مدعومة بوحدات Nvidia Jetson .. وقد أدى ذلك إلى رفع تكلفة الإنتاج من نحو 30 ألف دولار إلى ما بين 70-80 ألف دولار، لكن بفعالية قتالية أعلى واستقلال صناعي شبه تام عن إيران.

دور “جيران-2” في حروب المستقبل

في ظل تطورها المستمر، باتت “جيران-2” تمثل نموذجًا لمفهوم “السلاح الذكي الرخيص”، القادر على تنفيذ ضربات دقيقة، وبأعداد ضخمة، لتجاوز الدفاعات التقليدية.

ويُتوقع أن تلعب مثل هذه المسيّرات دورًا محوريًا في حروب الاستنزاف المستقبلية، خاصة مع قدرتها على العمل في بيئات مُعقدة بفضل تقنيات التشويش والملاحة المستقلة.

كما أن دمج الذكاء الصناعي (AI) في المسيّرة الجديدة من سلسلة MS – بقدرتها على تحديد الأهداف ومعالجتها ذاتيًا – يفتح الباب أمام حقبة جديدة من المسيّرات ذاتية القرار، القادرة على تنفيذ مهام قتالية دون تدخل بشري مباشر، وهو ما يغيّر قواعد الاشتباك التقليدية ويهدد بتآكل الردع الدفاعي القائم على الأنظمة الثابتة.

روسيا تراهن على “الكمّ الفتّاك”

يُظهر التصعيد الروسي في استخدام “جيران-2” تحوّلًا استراتيجيًا نحو نموذج الحروب الكمية، حيث يصبح عدد المسيّرات واستخدامها المتزامن أكثر أهمية من الدقة الفردية لكل طلعة.

ويتيح هذا النموذج لموسكو تجاوز قيود سلاح الجو التقليدي، وتقليل الخسائر البشرية والمادية، مع إلحاق أضرار حقيقية بالبنية التحتية للخصم.

كما أن اللامركزية في تشغيل المسيّرات، وتنوع حمولة الرؤوس الحربية، يتيحان تنفيذ حملات متزامنة متعددة الأهداف، في توقيتات مرنة يصعب التنبؤ بها، مما يُرهق الدفاعات الجوية الأوكرانية، خاصة في ظل تقارير تشير إلى نقص الذخائر الدفاعية الغربية.

اقرأ أيضاً.. الهند تستفز باكستان بصواريخ نووية جديدة.. ما الرد المنتظر من إسلام أباد؟

زر الذهاب إلى الأعلى