صحة وتغذية

هل من حق مصر مقاضاة فايزر وأسترازينكا والمطالبة بتعويضات لضحايا اللقاح؟

أثارت الدعوى القضائية ضد شركة فايزر بشأن فاعلية اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، تساؤلا بين خبراء فى السياسات الصحية بشأن نصيب المصريين من التعويضات إذا ثبت صحة الاتهامات بشأن سلامة اللقاح.

وانتشرت مخاوف واسعة بين جموع من تلقى اللقاح محليًا وعالميًا، منذ أن أعلنت ولاية كانساس الأمريكية عن دعوى قضائية تتهم فيها شركة فايزر بالإعلان عن “معلومات مضللة”، بشأن سلامة اللقاح ضد فيروس كورونا.

دائرة الشكوك بشأن لقاح فايزر

وبحسب تقرير لصحيفة “تليغراف” البريطانية أن القضية تشير أن المعلومات المضللة بشأن ادعاء شركة فايزر أن لقاحها يمنع من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وبحسب “تليغراف” البريطانية، فإن الشركة أصرت على إخفاء الأثار الجانبية الناتجة عن التطعيم بلقاح “فايزر”، حيث شمل الاتهام إخفاء البيانات التي تثبت أن للقاح آثار جانبية على الحوامل وعلى عضلة القلب.

كما شككت الاتهامات في صحة البيانات المعلنة عن نسب الحماية التي يوفرها اللقاح ضد مشتقات فيروس كورونا المستجد.

كما تتهم ولاية كانساس الأمريكية أيضا شركة فايزر بالعمل مع موظفي مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى “لفرض رقابة على المحتوى الذي ينتقد اللقاحات، بحسب ما أكده تقرير لصحيفة “تلغراف” الأمريكية.

اقرأ أيضًا.. ارتفاع الإصابات بمتحور جديد لفيروس كورونا فى أمريكيا وفرنسا

بينما جاء رد شركة فايزر بنفي هذه الاتهامات، معلنة في بيان لها أن الدعوى القضائية ليس لها أي أساس، وأنها مستعدة للرد على الادعاءات في الوقت المناسب.

وقد حرصت اللجنة العلمية لمكافحة كورونا فى وزارة الصحة على توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد فور ظهورها فى العالم وبعد التأكد من خضوعها لاختبارات دقيقة، وبعد حصولها على موافقة هيئة الدواء والغذاء ومنظمة الصحة العالمية.

سجل “فايزر” في إخفاء البيانات

وقد كانت لشركة فايزر سوابق فى الدعاوى القضائية التى اتهمت فيها بإخفاء البيانات حول أدوية من إنتاج الشركة.

ففي 5 مايو 2024 وافقت شركة فايزر على دفع تسوية لأكثر من 10 آلاف دعوى لضحايا عقار “زانتاك” بعد اتهامها بإخفاء آثار العقار الجانية في الإصابة بالأورام السرطانية.

واللغط المثار حول سلامة اللقاحات وآثارها الجانبية ليس حديث العهد، فقد اعترفت شركة أسترازينيكا خلال شهر فبراير الماضي، أمام المحكمة بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا، يمكن أن يكون سببا لآثار جانبية مميتة تسبب تجلط الدم.

واتفقت خبراء تحدثت لـ”خاص عن مصر” على ضرورة حفظ حق المصريين والدولة المصرية التي بذلت جهودا فى توفير كميات كبيرة من اللقاحات في حالة إثبات صحة الشكوك المثارة حول سلامة اللقاحات عالميًا.

خبراء يطالبون بدراسات بحثية لحصر الضحايا

ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد الحميد، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق: “حاليا فايزر وبالأمس كان اعتراف شركة أسترازينكا بآثار جانبية للقاح ولم نعلم ما الذي تظهره الأبحاث في المستقبل؟”، مطالبا بضرورة إجراء الجهات البحثية أبحاث على الأشخاص اللذين تلقوا تطعيمات فايزر وأسترزيكنا بهدف تحديد نسب الضحايا.

وأضاف “عبد الحميد “أن وزارة الصحة يجب أن تعلن عن إحصائيات واضحة عن نتائج الدراسات وتجيب بشفافية هل بالفعل ظهرت مضاعفات صحية على بعض الأشخاص التي تم تطعيمها بلقاح ضد فيروس كورونا المستجد؟

من حق “الصحة ” طلب تعويضات

ومن ناحية أخرى رأى الدكتور محمد حسين خليل عضو لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة: “أننا كأطباء لم نلوم وزارة الصحة بالعكس قد بذلت قصارى جهدها من أجل توفير اللقاحات لحماية المواطنين عامة والأطباء بشكل خاص من فيروس كورونا المستجد، ولكن عليها البحث في هذه الشأن والتأكد من سلامة اللقاحات وفى حالة إثبات عالميا صحة الشكوك المثارة حول سلامة اللقاحات فعليها أن تطالب بتعويض مادي لكل الأشخاص الذين تلقوا اللقاح وفقا للقوانين الدولية”.

ووفقا للقوانين الدولية يحق لوزارة الصحة أن تطلب تعويضا في مواجهة استغلال الشركات الدولية متعددة الجنسية الأزمات والأوبئة لإخفاء بيانات بهدف جني المزيد من الأرباح على حساب صحة المرضى.

ومثلما هو الحال بالنسبة إلى أي منتج طبي، قد يكون للقاح ضد فيروس كورونا آثار جانبية على بعض الحالات النادرة، وفي هذه الحالات، ينبغي أن يحصل هؤلاء الأشخاص على تعويض، بحسب ما يوضح “خليل” ل”خاص عن مصر”.

برنامج عالمي يقدم تعويضات لضحايا اللقاح

ويُقر برنامج “كوفاكس” حق التعويض عن الضرر الناتج عن التطعيم بلقاح ضد فيروس كورونا بغض النظر عن الطرف المسؤول، وهو يعد أول برنامج عالمي للتعويض ضد أضرار الناجمة من اللقاحات على مستوى العالم.

ويوضح موقع “كوفاكس” آلية التقدم بطلب الحصول على تعويضات، مؤكدة أن يحق لأي أفراد الذين عانوا من مضاعفات صحية خطير أدت إلى العاهة الدائمة أو الوفاة الناجمة عن لقاح كوفيد-19 التقدم بطلب تعويضات.

ولا تزال منظمة الصحة العالمية تجري المزيد من الأبحاث على اللقاحات لضمان مأمونيتها وفعاليتها ضد مشتقات الفيروس ومتحوراته.

زر الذهاب إلى الأعلى