نمو غير نفطي بمعدل 6.2% في 2026.. السعودية ترفع توقعاتها الاقتصادية
رفعت المملكة العربية السعودية توقعاتها لنمو اقتصادها غير النفطي في عام 2026 إلى 6.2%، في خطوة تعكس التفاؤل بالتحولات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
جاء ذلك على لسان وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، خلال مشاركته في جلسة ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في دافوس.
وهذه التوقعات تمثل قفزة كبيرة مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 5%.
اقرأ أيضًا: في 160 دولة.. السعودية تكمل تغطية 1007 مهن ضمن خطة “التحقق المهني”
نمو غير نفطي مدفوع بالإنتاجية السعودية
وفي إطار حديثه، أشار الوزير الإبراهيم إلى أن الهدف الاستراتيجي الأساسي لمبادرة “رؤية 2030” هو تنويع اقتصاد المملكة بشكل ملموس، وتحقيق نمو مستدام تقوده الإنتاجية المحلية.
كما توقع أن يسجل الاقتصاد غير النفطي في السعودية نموًا بنحو 4.8% في العام الجاري، على أن يتسارع هذا النمو ليصل إلى 6.2% في العام 2026.
وكانت التوقعات السابقة للقطاع غير النفطي في السعودية تشير إلى نمو بنسبة 4% حتى نهاية العقد الحالي، وهو ما أعلنه وزير المالية، محمد الجدعان، في وقت سابق من العام الماضي.
ولكن التعديلات الأخيرة تشير إلى تطور ملحوظ في التوقعات، بما يعكس النمو المتسارع في القطاعات غير النفطية.
تنويع القطاعات وتعزيز الإنتاج في السعودية
وتواصل المملكة سعيها لتحقيق تنوع اقتصادي حقيقي عبر تقليص اعتمادها على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.
وفي هذا السياق، تسعى السعودية إلى خفض نسبة الاعتماد على النفط إلى 50% فقط من الإيرادات العامة بحلول عام 2030.
كما أن هذا التحول الاستراتيجي يأتي بعد عقود من الاعتماد شبه الكامل على عائدات النفط في تمويل الموازنة العامة.
ولتحقيق ذلك، تركز المملكة على تعزيز قطاعات أخرى مثل السياحة، والصناعة، والخدمات، والرياضة، والترفيه، وهي مجالات أساسية في إطار رؤية السعودية المستقبلية.
وفي هذا الشأن، أكد وزير الاقتصاد السعودي أن المملكة قد انتقلت في ظل رؤية 2030 من التخطيط قصير الأجل إلى التخطيط المالي طويل الأجل، مع الحفاظ على مرونة كافية لإجراء مراجعات دورية. وأضاف أن الزخم في تنفيذ خطط ومشاريع الرؤية لا يزال مستمرًا، مما يساهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
أثر السياسات الجديدة على علاقة السعودية وأمريكا
وفي رد على سؤال حول تأثير السياسات المعلنة للرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترمب، على السعودية بصفتها أحد أكبر مصدري النفط في العالم، أشار الإبراهيم إلى أن المملكة تتابع عن كثب التطورات السياسية وتقوم بتقييم مستمر للسياسات الجديدة.
كما أوضح أن السعودية تعتمد على الحوار والتعاون المستمر مع الولايات المتحدة، وهو ما يعزز العلاقات الثنائية التي تمتد لأكثر من 80 عامًا، بغض النظر عن تغييرات الإدارات.
وأضاف أن المملكة تأمل في استمرار هذه العلاقات الاستراتيجية تحت الإدارة الجديدة.
اقرأ أيضًا: بـ “نيوم والعلا”.. السعودية تسلط الضوء على مشاريعها الضخمة في “دافوس 2025”
التوجهات الاقتصادية العالمية والتكامل الإقليمي
كما أكد وزير الاقتصاد السعودي على أهمية دراسة التأثيرات المحتملة للسياسات الحمائية التي تتبناها بعض الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وأشار إلى أن المملكة تركز على تطوير اتفاقيات ثنائية تدعم تدفق التجارة، والخدمات، والأفكار، فضلاً عن تسهيل حركة الأشخاص.
وهذا التكامل سيعزز من قدرة المملكة على تحقيق أهدافها الاقتصادية وتحقيق الاستدامة في النمو بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
وتواصل السعودية تحقيق تقدم ملحوظ في تنفيذ استراتيجيات رؤية 2030، والتي تركز على بناء اقتصاد متنوع ومستدام.
ومع التوقعات الجديدة التي تشير إلى نمو غير نفطي بنسبة 6.2% في 2026، تبدو المملكة على المسار الصحيح نحو تقليص الاعتماد على النفط وتعزيز القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وهذه التحولات الاقتصادية تأتي في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث تواصل السعودية بناء علاقات استراتيجية مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، مع التركيز على تعزيز التكامل الإقليمي والاتفاقيات الاقتصادية التي تساهم في تعزيز التجارة والنمو.