نيسان تبحث عن شركاء جدد للتحالف بعد فشل مفاوضات الاندماج مع هوندا

في تطور مفاجئ في صناعة السيارات اليابانية، أعلنت شركة نيسان عن بحثها عن شركاء استراتيجيين جدد بعد انهيار مفاوضات الاندماج التاريخية مع شركة هوندا، التي كانت تأمل في تشكيل تحالف قوي بين العملاقين اليابانيين.

ورغم الجهود المبذولة من الطرفين خلال الأشهر الماضية، إلا أن الخلافات حول هيكل الإدارة ومستوى التبعية كانت السبب الرئيس وراء فشل هذه المحادثات.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن NISSAN تتطلع إلى خيارات أخرى لتقوية مركزها في السوق العالمي، وتعتبر شركة فوكسكون أحد أبرز الأطراف التي يمكن أن تشارك في تحالف استراتيجي جديد.

مفاوضات نيسان
مفاوضات نيسان

خيار مثير للتحالف مع نيسان “فوكسكون”

أحد الأسماء التي ترددت في الأوساط الصحفية كأحد أبرز المرشحين لتكوين تحالف مع نيسان هي شركة فوكسكون التايوانية، والتي تشتهر بتصنيع الالكترونيات.

ومن المعروف أن فوكسكون قد أبدت اهتماماً واضحاً في السنوات الأخيرة بالتوسع في صناعة السيارات، وتحديداً في قطاع السيارات الكهربائية، وهو المجال الذي تسعى العديد من الشركات العالمية للاستثمار فيه نظراً للنمو الكبير المتوقع لهذا القطاع.

اقرأ أيضًا: سعر ومواصفات هيونداي سانتافي 2025.. كل ما تحتاج معرفته عن الأداء والمميزات

على الرغم من رفض NISSAN في وقت سابق لعرض فوكسكون بالاندماج معها، فإن الشركة التايوانية لم تتراجع عن اهتمامها بالتحالف مع نيسان، وعبرت عن رغبتها في شراء أسهم في الشركة اليابانية، وهو ما قد يمثل خطوة غير مسبوقة في تاريخ صناعة السيارات اليابانية.

والجدير بالذكر أن جون سيكي، الرئيس الحالي لقسم السيارات الكهربائية في فوكسكون، كان أحد كبار التنفيذيين في نيسان سابقاً، حيث كان مرشحاً لتولي منصب الرئيس التنفيذي لنيسان قبل أن تؤول الوظيفة إلى ماكوتو أوتشيدا، مما يضيف بُعداً شخصياً واحترافياً لهذا التعاون المحتمل.

أسباب فشل مفاوضات الاندماج مع هوندا

أما بالنسبة لفشل مفاوضات الاندماج بين نيسان وهوندا، فقد أشارت تقارير صحفية يابانية إلى أن أحد الأسباب الرئيسية كان طلب هوندا أن تصبح نيسان جزءاً تابعاً لها بالكامل، مثل العلامة التجارية أكيورا التابعة لها، وهو ما يضعها في موقف الهيمنة الكاملة.

لكن نيسان كانت ترفض هذا العرض بشكل قاطع، حيث كانت تأمل أن يتم الاندماج بين الطرفين على أساس المساواة، مع الحفاظ على استقلالية كل من الشركتين في السوق العالمية. وكان ذلك سبباً رئيسياً في تعثر المحادثات.

وبحسب بعض المصادر العالمية، فإن هوندا كانت ترغب في أن تكون هي الطرف الأكبر في التحالف، حيث تبلغ قيمتها السوقية 51 مليار دولار، بينما NISSAN كانت تبلغ قيمتها السوقية 9.4 مليار دولار فقط، وهذه الفجوة الكبيرة في القيم السوقية كانت قد أثارت قلق إدارة نيسان بشأن المستقبل التنظيمي والإداري للتحالف، وهو ما ساهم في انهيار المفاوضات.

اقرأ أيضًا: سعر ومواصفات فورد إكسبيديشن 2025.. الأداء والتكنولوجيا في سيارة واحدة

البحث عن تحالفات استراتيجية جديدة

من أجل التغلب على هذه التحديات، تسعى نيسان جاهدة إلى إيجاد شركاء جدد من شأنهم أن يعززوا مكانتها في صناعة السيارات العالمية، مثل التحالف مع شركة فوكسكون، التي تتمتع بقدرات تكنولوجية متطورة في مجالات متعددة، قد يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الابتكار في نيسان، خصوصاً في مجال السيارات الكهربائية.

في الوقت نفسه، تسعى NISSAN إلى التوسع في أسواق جديدة والتعاون مع شركات مبتكرة في مجالات مختلفة، لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها، ورغم تعثر مفاوضات الاندماج مع هوندا، إلا أن نيسان تبقى حريصة على تقوية تحالفاتها المستقبلية لتعزيز قدرتها على المنافسة في عالم السيارات المتغير.

ويعتبر انهيار مفاوضات الاندماج بين نيسان وهوندا محطة هامة في تاريخ صناعة السيارات اليابانية، ومع تزايد التحديات الاقتصادية، يبدو أن NISSAN على موعد مع تحولات كبيرة في استراتيجياتها المستقبلية، بما في ذلك البحث عن شركاء جدد قد يساهمون في إعادة الهيكلة وتعزيز مكانتها في أسواق السيارات العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى