نيسان تبحث عن مستثمر رئيسي لإدارة عام إعادة الهيكلة الحرج
القاهرة (خاص عن مصر)- تشرع نيسان في رحلة محورية لتأمين مستقبلها، بحثًا عن مستثمر رئيسي لاستقرار الشركة في مواجهة عام حاسم.
يأتي هذا في وقت تقوم فيه رينو، حليفة نيسان منذ فترة طويلة، بتقليص حصتها في شركة صناعة السيارات اليابانية، بحسب فاينانشال تايمز. يكشف المطلعون أن نيسان لديها “12 إلى 14 شهرًا للبقاء على قيد الحياة”، مما يؤكد الضغوط على الشركة للتكيف وسط انخفاض المبيعات والمنافسة الشرسة.
دور هوندا في مستقبل نيسان
تستكشف نيسان إمكانية تدخل هوندا كمساهم. وبينما يؤكد المسؤولون أن هذا الخيار يظل “الملاذ الأخير”، فإنه يسلط الضوء على الحاجة الملحة للاستقرار والتعاون.
كثفت هوندا ونيسان بالفعل جهود الشراكة بينهما، مع التركيز على المركبات الكهربائية وتطوير البرمجيات للتنافس ضد شركات صناعة السيارات الصينية الصاعدة.
أعربت شركة رينو أيضًا عن انفتاحها على الفكرة، مشيرة إلى أن تحالف هوندا ونيسان الأقوى يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على المجموعة الفرنسية، التي قلصت تدريجيًا حصتها في نيسان بعد سنوات من العلاقة المتوترة.
أقرا أيضا.. وفد أمني مصري يتوجه لإسرائيل للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة
التحديات وسياق الصناعة
تتشكل جهود إعادة هيكلة نيسان من خلال عدة عوامل، بما في ذلك زيادة المنافسة في الصين، وعدم اليقين في سوق السيارات الأمريكية بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب، والمشهد المتطور لتقنيات السيارات الهجينة والكهربائية.
من المقرر أن تطلق الشركة منتجات رئيسية في الأشهر المقبلة، بهدف استعادة موطئ قدم في أسواق مهمة مثل الولايات المتحدة واليابان.
ومع ذلك، زاد المستثمرون النشطاء مثل Effissimo Capital Management وOasis Management من حصصهم، مما يعكس التحديات التي تواجهها نيسان في الحفاظ على السيطرة خلال هذه الفترة المضطربة.
إعادة تشكيل التحالفات الاستراتيجية
شهد تحالف نيسان ورينو، الذي بدأ في عام 1999 عندما أنقذت رينو نيسان من الإفلاس تقريبًا، إعادة تقييم كبيرة.
خفضت رينو حصتها من 43% إلى أقل من 36%، ونقلت بعض الأسهم إلى صندوق فرنسي. وقد منحت هذه التغييرات نيسان حقوق التصويت على حصتها البالغة 15% في رينو مع الحد من نفوذ شركة صناعة السيارات الفرنسية.
تخطط نيسان أيضًا لخفض حصتها البالغة 34% في ميتسوبيشي موتورز إلى 24% كجزء من استراتيجية التحول.
وتظل ميتسوبيشي، التي تتمتع بمكانة قوية في جنوب شرق آسيا، شريكًا لا يتجزأ في التحالف، وخاصة لتكنولوجيا الهجينة المتقدمة.
الصورة الأكبر للتعاون
قد يوفر التعاون الأوسع نطاقًا الذي يضم رينو وهوندا وميتسوبيشي مزايا استراتيجية، إن الجمع بين نقاط القوة الجغرافية لنيسان في الصين والولايات المتحدة واليابان مع موطئ قدم رينو في أوروبا والميزة التنافسية لميتسوبيشي في جنوب شرق آسيا من شأنه أن يخلق تحالفًا أكثر مرونة.
بينما لا تشارك رينو بشكل مباشر في المناقشات الحالية، تظل داعمة للتآزر المحتمل.
ويشير الخبراء إلى أن نتيجة هذه المحادثات ستكون بمثابة اختبار حاسم لقدرة صناعة السيارات على التكيف مع التغيرات التكنولوجية والسوقية السريعة.
آراء الخبراء والأسئلة الاستراتيجية
“ستكون هذه مهمة صعبة”، أقر مسؤول كبير في نيسان، في معرض حديثه عن الديناميكيات المعقدة للشراكات الصناعية. كما طرح المسؤول سؤالاً أوسع نطاقاً: “هل الأكبر هو الأفضل حقاً؟ أم أن نموذج الشراكة أفضل؟”
تعتبر المناقشات الحالية محورية، ليس فقط بالنسبة لنيسان بل وأيضاً لصناعة السيارات الأوسع نطاقاً. تقدم شركات مثل ستيلانتيس، التي تشكلت من خلال عمليات الاندماج الضخمة، نموذجاً متناقضاً مع تحالفات مثل نيسان-رينو-هوندا، والتي تركز على التآزر التعاوني.
الطريق إلى الأمام
مع مواجهة نيسان لهذه التحديات، من المرجح أن تحدد قدرة الشركة على تأمين مستثمر ثابت وتعميق شراكاتها مستقبلها.
وفي حين أن التعاون مع هوندا يحمل وعداً، فإنه يؤكد أيضاً على الحاجة الملحة إلى الابتكار والقدرة على التكيف في صناعة تخضع لتغيير تحويلي.