نيويورك تايمز تنشر نتائج تحقيقات إسرائيل حول إخفاقات 7 أكتوبر العسكرية

القاهرة (خاص عن مصر)- أصدر الجيش الإسرائيلي أول نتائج تحقيقات إسرائيل الداخلية في الإخفاقات التي أدت إلى الهجوم المدمر الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023.

يوضح التقرير كيف قلل كبار الضباط بشكل كبير من قدرات حماس وأساءوا قراءة علامات الإنذار المبكر، مما ساهم في واحدة من أكثر الخروقات الأمنية كارثية في تاريخ إسرائيل.

إخفاقات استخباراتية

وفقًا للتقرير الذي نشرته نيويورك تايمز، عملت القيادة العسكرية الإسرائيلية تحت افتراض خاطئ بأن حماس مهتمة بالحفاظ على الاستقرار وتحسين الظروف الاقتصادية في غزة.

ونتيجة لذلك، ركزت الموارد الاستخباراتية والعسكرية في المقام الأول على التهديدات التي تشكلها إيران وحزب الله، مما أدى إلى تهميش إمكانية شن هجوم واسع النطاق من غزة.

كان الكشف الحاسم في النتائج هو اكتشاف خطة غزو حماس، التي أطلق عليها اسم “جدار أريحا”، والتي تم تصورها في البداية عام 2016 واكتشفتها المخابرات الإسرائيلية عام 2022.

وعلى الرغم من وصفها الصريح لسيناريو هجوم مماثل لما حدث في السابع من أكتوبر، فقد رفض المسؤولون الإسرائيليون ذلك باعتباره غير واقعي وغير قابل للتنفيذ.

كما يسلط التقرير الضوء على سلسلة من علامات التحذير المفقودة، بما في ذلك تفعيل العشرات من الهواتف المحمولة المزودة ببطاقات SIM إسرائيلية في غزة في الليلة التي سبقت الهجوم.

وبدلاً من دفع اليقظة المتزايدة، تم تفسير هذه الإشارات من خلال عدسة الافتراضات القائمة بأن حماس لم تكن تستعد لهجوم واسع النطاق.

اقرأ أيضا.. إيداع 100 ألف بذرة أفريقية بقبو يوم القيامة.. للحفاظ على تنوع المحاصيل في حالة الكوارث

رد عسكري فوضوي

في صباح السابع من أكتوبر، شن حوالي 1200 من قوات الكوماندوز التابعة لحماس المرحلة الأولية من الهجوم، وسرعان ما تغلبوا على القوات الإسرائيلية المتمركزة على طول الحدود، وتبع ذلك موجتان إضافيتان، شملت الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين شجعتهم قيادة حماس.

بحلول الساعة الواحدة ظهراً، بدأ القادة الإسرائيليون في تجميع تفاصيل الهجوم بالكامل، لكن الأمر استغرق حتى ليلة التاسع من أكتوبر لاستعادة الجيش السيطرة العملياتية على منطقة الحدود، وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأسر 250 رهينة.

تحقيقات إسرائيل حول 7 أكتوبر

في حين لا يحدد التقرير المسؤولية الفردية، فإنه يعترف بوجود إخفاقات واسعة النطاق في الاستعداد العسكري وتقييمات الاستخبارات.

وقد قبل رئيس الأركان المنتهية ولايته الفريق هيرتسي هاليفي المسؤولية وأعلن استقالته، إلى جانب أهارون حاليفا، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق. ومن المتوقع المزيد من الاستقالات مع تقدم التحقيق.

على الرغم من الضغوط العامة المتزايدة، قاوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدعوات إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، قائلاً إنه لن يعالج الأسئلة الصعبة إلا بعد الحرب.

ردود الفعل العامة والصراع المستمر

أثار إصدار تحقيقات إسرائيل حول 7 أكتوبر ردود فعل متباينة من الناجين والمحللين العسكريين، وقد أعرب بعض سكان المجتمعات التي تعرضت للهجوم عن إحباطهم، قائلين إن النتائج فشلت في تقديم رواية كاملة عن الإخفاقات التي تركتهم عرضة للخطر.

وأشاد آخرون، مثل الصحفي أمير تيبون، بالتحقيق لعمقه لكنهم أكدوا على الحاجة إلى تحقيق مستقل.

وأدى هجوم السابع من أكتوبر إلى إشعال فتيل حملة عسكرية مطولة من جانب إسرائيل في غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وقد دمرت الحرب جزءاً كبيراً من الجيب وساهمت في تصعيد التوترات الإقليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى