هجمات الطائرات بدون طيار تقتل مئات المدنيين في مختلف أنحاء أفريقيا

القاهرة (خاص عن مصر)- وصلت هجمات الطائرات بدون طيار العسكرية في جميع أنحاء أفريقيا إلى مستويات مثيرة للقلق، حيث قُتل ما يقرب من 1000 مدني وجُرح مئات آخرون بسبب ضربات الطائرات بدون طيار في السنوات الثلاث الماضية، وفقًا لتقرير جديد.
مع انتشار حرب الطائرات بدون طيار بشكل متزايد، تتزايد المخاوف بشأن الافتقار إلى المساءلة والضرر غير المتناسب الذي يلحق بالسكان المدنيين في مناطق الصراع في جميع أنحاء القارة.
هجمات الطائرات بدون طيار: دون رادع والأذى المدني
أدى الانتشار السريع للطائرات بدون طيار المسلحة في أفريقيا إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، مع تأكيد وقوع ما لا يقل عن 50 ضربة قاتلة من قبل القوات العسكرية بين نوفمبر 2021 ونوفمبر 2024.
ظهر نمط مذهل من الضرر المدني، مع القليل من المساءلة عن التأثير المدمر على المجتمعات. وكان استخدام الطائرات بدون طيار الأرخص، وخاصة تلك المستوردة من تركيا والصين وإيران، محوريًا لهذا التحول في تكتيكات الحرب.
دعت كورا موريس، الناشطة في منظمة Drone Wars UK، التي نشرت تقرير Death on Delivery، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل المجتمع الدولي. وحذرت من أنه بدون نظام تحكم فعال، من المرجح أن يشهد العالم المزيد من عمليات قتل المدنيين من ضربات الطائرات بدون طيار.
قالت موريس: “ما لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة نحو تطوير وتنفيذ نظام تحكم جديد، فمن المرجح أن نرى المزيد من الأمثلة على قتل المدنيين من استخدام الطائرات بدون طيار المسلحة”.
الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار في الصراعات الأفريقية
تم نشر الطائرات بدون طيار في ستة صراعات رئيسية على الأقل في أفريقيا، بما في ذلك السودان والصومال ونيجيريا ومالي وبوركينا فاسو وإثيوبيا. ومن بين الحوادث الأكثر أهمية، أسفرت الضربات الإثيوبية بطائرات بدون طيار ضد جبهة تحرير شعب تيغراي عن مقتل أكثر من 490 مدنيًا.
بالمثل، شن جيش مالي تسع ضربات بطائرات بدون طيار، مما أسفر عن مقتل 64 مدنياً على الأقل، بينما في بوركينا فاسو، قُتل أكثر من 100 مدني في ضربات بطائرات بدون طيار نفذها جيش بوركينا فاسو.
يسلط التقرير الضوء على أن استخدام الطائرات بدون طيار في هذه المناطق، والتي غالبًا ما يتم تسويقها كأدوات دقيقة وفعالة، يؤدي في كثير من الأحيان إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
في كثير من الحالات، تكشف الروايات المحلية عن تناقض صارخ مع الروايات الرسمية، حيث تؤدي ضربات الطائرات بدون طيار، مثل تلك التي تستهدف الأسواق أو المناطق المأهولة بالسكان، إلى تدمير عشوائي.
اقرأ أيضًا: أوكرانيا تخسر أرضا في كورسك بعد تعليق الدعم العسكري الأمريكي
دور الطائرات بدون طيار المستوردة والقدرات بعيدة المدى
يتم استيراد معظم الطائرات بدون طيار المسلحة المستخدمة في أفريقيا من دول مثل تركيا والصين وإيران، مع نشر طائرات بدون طيار مثل طائرة Bayraktar TB2 التركية على نطاق واسع في مناطق الصراع.
هذه الطائرات بدون طيار، المصنفة على أنها طائرات بدون طيار متوسطة الارتفاع وطويلة الأمد (MALE)، قادرة على إجراء المراقبة والضربات الجوية على مناطق شاسعة، غالبًا دون أي إشراف في الوقت الفعلي أو مساءلة مباشرة.
في السودان، تم استخدام الطائرات بدون طيار في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، حيث تم استهداف الأسواق في ضربات دمرت حياة المدنيين. لقد اعتمد الجيش السوداني وخصومه، بما في ذلك قوات الدعم السريع، على طائرات بدون طيار.
يثير التقرير مخاوف بشأن سهولة استخدام هذه الطائرات بدون طيار في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى حماية المدنيين في مناطق الصراع.
بوركينا فاسو: دراسة حالة لفشل حرب الطائرات بدون طيار
بوركينا فاسو هي واحدة من البلدان التي حظيت فيها استخدام الطائرات بدون طيار بتغطية إعلامية مكثفة من قبل الحكومة، وخاصة في جهودها لمكافحة التمرد الجهادي.
استخدم الجيش البوركينابي طائرات بدون طيار مثل Bayraktar TB2 لاستهداف مواقع المتمردين، حيث احتفلت وسائل الإعلام التي ترعاها الدولة بانتظام بهذه الضربات باعتبارها ناجحة ودقيقة.
ومع ذلك، تروي التقارير المباشرة من الميدان قصة مختلفة. فقد وقعت ضربة مدمرة بشكل خاص في أغسطس 2023، عندما استهدفت طائرات بدون طيار سوقًا في قرية بورو، مما أسفر عن مقتل 28 مدنياً على الأقل.
إن تصوير الحكومة لهذه الهجمات على أنها دقيقة وفعالة يتناقض بشكل صارخ مع الواقع على الأرض، حيث تسببت ضربات الطائرات بدون طيار في أضرار واسعة النطاق للمجتمعات البريئة.
ويشير التقرير إلى أنه في حين تصور الحكومة حرب الطائرات بدون طيار كرمز للتقدم التكنولوجي، فإن الواقع هو أن هذه الضربات غالبًا ما تؤدي إلى عواقب غير منتظمة ومدمرة، مما يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المناطق الهشة بالفعل وزيادة انعدام الأمن.
الحاجة إلى الرقابة والمساءلة الدولية
إن الزيادة السريعة في ضربات الطائرات بدون طيار والوفيات بين المدنيين التي تصاحبها تؤكد على الحاجة الملحة إلى لوائح دولية أقوى. لقد أصبحت حرب الطائرات بدون طيار، التي كانت ذات يوم أداة للعمليات العسكرية المستهدفة للغاية، بسرعة أداة واسعة النطاق للتدمير في جميع أنحاء أفريقيا، مع القليل من الاهتمام بحياة المدنيين.
يتعين على المجتمع الدولي أن يعالج انتشار الطائرات بدون طيار المسلحة في الصراعات الأفريقية وأن يعمل على إنشاء إطار للمساءلة. وشدد موريس، من منظمة Drone Wars UK، على أهمية تطوير مثل هذا النظام الرقابي لمنع المزيد من الضرر للسكان الضعفاء.