هجوم تحت الماء يستهدف رمزا للسيطرة الروسية.. كييف تكثف ضغوطها وتوجه ضربة موجعة لبوتين

في تصعيد كبير جديد للهجمات الاستراتيجية الأوكرانية على البنية التحتية الروسية، أعلن جهاز الأمن الأوكراني، أنه نفذ عملية قصف وهجوم تحت الماء على جسر كيرتش، وهو رابط نقل حيوي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وأفادت التقارير أن الانفجار استخدم أكثر من طن متري من مادة تي إن تي، ما أدى إلى “إلحاق أضرار جسيمة” بقاعدة دعامات الجسر تحت الماء، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
أضرار في دعامات الجسر بعد الهجوم الأوكرانييوُعدّ الجسر، الذي يبلغ طوله 12 ميلًا، والذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018، رمزًا لسيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم منذ ضمها عام 2014. ووفقًا لرئيس جهاز الأمن الأوكراني، الفريق فاسيل ماليوك، الذي أشرف على العملية، فإن هذا الجسر “هدف مشروع” نظرا لدوره في إمداد القوات العسكرية الروسية.
كييف تغير استراتيجيتها بغارات رفيعة المستوى
وهذه هي المرة الثالثة التي تضرب فيها أوكرانيا جسر كيرتش منذ بدء الحرب الروسية عام 2022، وقد تسببت الهجمات السابقة في أكتوبر 2022 ويوليو 2023 بأضرارٍ مؤقتة، لكن القوات الروسية أصلحتها في النهاية، ومع ذلك، تتميز هذه العملية الأخيرة بتعقيدها التقني ورمزيتها، مظهرة استعداد كييف لضرب أهداف بالغة الأهمية بعيدا عن خطوط المواجهة.
وبعد يومين فقط من غارةٍ بطائرات مسيرة بعيدة المدى على قواعد جوية روسية، أفادت التقارير أنها ألحقت أضرارا بـ 34٪ من حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية لموسكو، كما تُبرهن هذه العملية على استراتيجية أوكرانيا المتطورة.
وتُركز كييف الآن على إعادة صياغة المفاهيم – عالميا ومحليا – لا سيما ردا على تلميحات إدارة ترامب بأن أوكرانيا تفقد نفوذها في الحرب الدائرة.
تعطيل حركة المرور على الجسر
أكد مسؤولون روس تعليق حركة المرور على جسر كيرتش مؤقتا عقب الانفجار، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الإغلاق استمر قرابة أربع ساعات، وتظهر صور نشرها جهاز الأمن الأوكراني حطاما متطايرا من انفجار مائي، مما يبرز حجم العملية.

وأدى الهجوم إلى تعطيل أحد أهم شرايين الخدمات اللوجستية الروسية، والذي يُستخدم على نطاق واسع لنقل المعدات والأفراد العسكريين إلى الأراضي المحتلة في جنوب أوكرانيا.

تصاعد التوترات الدبلوماسية وسط تعثر محادثات السلام
وقد تزامنت الضربة العسكرية مع استئناف مفاوضات السلام في إسطنبول، وإن كانت غير مثمرة، ويوم الاثنين، طالبت كييف بوقف إطلاق نار غير مشروط، وهو اقتراح سارعت موسكو إلى رفضه. وبدلا من ذلك، عرضت روسيا هدنة محدودة لمدة يومين إلى ثلاثة أيام في مناطق محددة.
وحذر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، من أنه لا ينبغي توقع أي اختراقات سريعة، واستبعد إمكانية عقد قمة رفيعة المستوى تضم قادة روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة.
وصرح بيسكوف قائلاً: “قضية التسوية معقدة للغاية وتنطوي على العديد من التفاصيل الدقيقة”.
وأكدت المفاوضات، التي لم تُسفر إلا عن تبادل للأسرى، استمرار الجمود بعد أكثر من ثلاث سنوات من حرب أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين.
اقرأ أيضا.. بعد “بيرل هاربور” الروسية.. أوكرانيا وروسيا تستأنفان محادثات إسطنبول وسط غضب موسكو
زيلينسكي يحضر قمة الناتو وسط حساسيات سياسية
ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين، تلقيه دعوة رسمية لحضور قمة الناتو في لاهاي، المقرر عقدها في الفترة من 24 إلى 26 يونيو. وتأتي دعوته وسط تكهنات حول التوترات بين إدارته والحكومة الأمريكية بقيادة ترامب.
وقال زيلينسكي بعد لقائه بالأمين العام لحلف الناتو مارك روته في فيلنيوس: “أعتقد أن هذا مهم”، وستكون القمة منصة حاسمة لأوكرانيا لتعزيز الدعم الدولي، لا سيما فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية والعقوبات المفروضة على روسيا.
في غضون ذلك، وصل أندريه يرماك، كبير مساعدي زيلينسكي، ونائبة رئيس الوزراء يوليا سفريدينكو، إلى واشنطن هذا الأسبوع للدعوة إلى فرض عقوبات أشد على موسكو وتقديم دعم دفاعي إضافي. وأشار يرماك عبر تيليجرام: “نخطط لمناقشة الدعم الدفاعي والوضع في ساحة المعركة”.