هدنة الـ 60 يومًا تقترب بعد موافقة حماس.. هل ينجح ترامب في إنهاء حرب غزة؟

تقترب غزة من لحظة فارقة في حربها المستمرة منذ شهور، بعد أن أبدت حركة حماس موافقة مشروطة على المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار، والذي يطرح هدنة أولية تمتد ستين يومًا، وسط وساطة قطرية ومصرية وضمانات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
المقترح، الذي تنتظره المنطقة منذ أسابيع، يهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية، وفتح نافذة نحو تسوية أكثر ديمومة، لكن العقبات لا تزال قائمة، والمفاوضات الدقيقة على وشك الانطلاق.
حماس توافق “بشروط واضحة” على مقترح الهدنة الأمريكي
أكدت حركة حماس أنها قدّمت ردًا إيجابيًا على المقترح الأمريكي، بعد مشاورات واسعة أجرتها مع الفصائل الفلسطينية. لكنها في الوقت ذاته، وضعت شروطًا واضحة تتعلق بمسارات تنفيذ الاتفاق، وفي مقدمتها آلية إدخال المساعدات.
وشددت الحركة على ضرورة تمرير المساعدات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمنظمات الدولية، ورفضت أن تكون تحت إشراف “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا.
كما طالبت حماس بضمان انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، بعد مرحلة انسحاب تدريجي، وأكدت على أن أي تهدئة لا يمكن أن تُبنى دون الالتزام بوقف العمليات القتالية طالما استمرت المفاوضات.
موعد إعلان هدنة غزة
وفق تقارير صحفية فمن المتوقع أن تبدأ جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل مساء السبت أو الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة من الولايات المتحدة وقطر ومصر.
ومن المرجح، بحسب وسائل إعلام فلسطينية أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتفاق رسميًا يوم الاثنين، على أن يبدأ سريان الهدنة المؤقتة لمدة ستين يومًا فور الإعلان.
وبحسب ما ورد، سيُفرج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء على مرحلتين خلال الأسبوعين الأول والخامس من سريان الهدنة، إضافة إلى تسليم 18 جثمانًا ضمن جدول زمني واضح ودون أي مظاهر احتفالية.
ترامب يشيد بـرد حماس
في تصريحات أدلى بها صباح السبت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن هناك “اتفاقًا قد يتم خلال أيام بشأن غزة”، مضيفًا: “رد حماس كان جيدًا، ونحن نرسل الكثير من المال والمساعدات إلى غزة”.
وتابع ترامب قائلاً من على متن طائرته الرئاسية: “الناس في غزة عانوا الجحيم، ونريد أن يشعروا بالأمان”، مشيرًا إلى أن إسرائيل وافقت على الخطوط العامة للمقترح، وأنه سيناقش الملف الفلسطيني، إلى جانب الملف النووي الإيراني، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، يوم الإثنين.
إسرائيل تدرس رد حماس وترسل وفدًا للدوحة
في الجانب الآخر، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب تسلمت رسميًا رد حماس عبر الوسطاء، وتقوم حاليًا بدراسته. وأفادت القناة بأن وفدًا إسرائيليًا قد يتوجه إلى الدوحة خلال يوم أو يومين، بهدف التفاوض على التفاصيل الدقيقة للاتفاق.
وأكدت القناة 13 المعلومات ذاتها، مضيفة أن إسرائيل تسعى لتقريب وجهات النظر دون التنازل عن مطلبها الأساسي: نزع سلاح حركة حماس وإنهاء سيطرتها العسكرية على قطاع غزة.
النقاط الخلافية حول هدنة غزة
بحسب مصادر قريبة من المفاوضات، تتمحور النقاط الخلافية حول الانسحاب الإسرائيلي وتدفق المساعدات والضمانات المتعلقة بعدم استئناف الحرب.
وأكدت المصادر أن حماس لا تعارض تعديلات طفيفة على خطوط الانسحاب لما قبل 2 مارس/آذار، على أن يُتفق عليها خلال المحادثات غير المباشرة.
كما شددت الحركة على أن الهدنة المؤقتة يجب أن تُمهد لاستمرار التفاوض حتى الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، دون الحاجة إلى تحديد موعد مسبق لتمديد المحادثات بعد الستين يومًا.
اقرا أيضا.. محاكمة بشار الأسد.. هل اقترب الرئيس السوري السابق من دفع فاتورة جرائمه؟