انهيار هدنة ترامب.. دماء المستوطنين تسيل إثر هجوم صاروخي إيراني جنوب إسرائيل وطهران تتأهب للأسوأ

رغم إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن وَقْف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وإيران، استيقظ سكان مدينة بئر السبع المحتلة جنوب إسرائيل على وقع هجوم صاروخي عنيف، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وتدمير مبنى سكني بالكامل.

وقد أثار هذا الهجوم مخاوف جدية من انزلاق المنطقة نحو صراع إقليمي أوسع، في ظل تبادل مكثف لإطلاق النار بين الطرفين خلال الساعات الماضية.

ووفقًا لهيئة الطوارئ الوطنية الإسرائيلية “نجمة داوود الحمراء” (MDA)، فإن الضحايا هم رجل في الأربعين من عمره، وامرأة في الثلاثين، وشاب في العشرين، فيما أُصيب ستة آخرون بجراح متفاوتة تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة.

فوضى في موقع الهجوم واستجابة عاجلة من فرق الإنقاذ

ووفقًا لشبكة “سي إن إن”، كان المشهد في موقع الانفجار مأساويا؛ الحطام متناثر في كل مكان، سيارات إسعاف وأطقم طوارئ تُسعف الجرحى، ووحدات إنقاذ تعمل على إخراج الضحايا من تحت الأنقاض.

ووصفت شيرال بن دافيد، المتحدثة باسم هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، الموقف بقولها: “هذا مشهد دمار شامل”، وأشارت إلى استمرار عمليات البحث والإنقاذ في ظل وجود تهديدات صاروخية إضافية.

وأكدت أن الاستجابة السريعة من نجمة داوود الحمراء كانت حاسمة في احتواء الموقف الطبي الطارئ وإخلاء المناطق المجاورة كإجراء احترازي، ما قد يكون أنقذ أرواحا إضافية.

وابل من الصواريخ في سماء القدس

وقبل الهجوم على بئر السبع، وثّقت كاميرات CNN مشاهد لصواريخ تنطلق في سماء القدس، بينما كانت صفارات الإنذار تُدوّي في مختلف أنحاء المدينة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الصواريخ أُطلقت من داخل الأراضي الإيرانية، ما اضطر السلطات إلى إصدار إنذارات فورية ودعوة المواطنين للتوجه إلى الملاجئ.

ووصف الجيش الإسرائيلي الموقف بأنه “موجة جديدة من الهجمات بعيدة المدى”، تُنذر بتصعيد غير مسبوق في المواجهة مع إيران.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الهجمات قد تكون محاولة لاستهداف الرموز السكنية لرفع الكلفة النفسية والمعنوية على المدنيين، بدلًا من الاكتفاء بالأهداف العسكرية.

الدفاعات الجوية الإيرانية لا تزال نشطة بعد إعلان ترامب

وفي طهران، لا تزال الأجواء متوترة. فحتى بعد إعلان وقف إطلاق النار، أفادت مراسلة “سي إن إن” بأن نيرانا مضادة للطائرات أضاءت سماء العاصمة الإيرانية، وسط حالة من التأهب القصوى داخل الجيش الإيراني. وهو ما يؤكد، بحسب مراقبين، هشاشة الهدنة المعلنة واحتمال عدم التزام الأطراف بها فعليًا على الأرض.

ويوحي استمرار تشغيل الدفاعات الجوية في إيران بمخاوف من ضربات إسرائيلية انتقامية أو حتى عمليات استباقية جديدة، مما قد يُفجّر المواجهة من جديد في أي لحظة.

حرب نفسية مفتوحة.. ما جرى ليس مجرد مواجهة عسكرية

ومن جهتها، لم تُعلن إيران رسميا مسؤوليتها عن الهجوم على بئر السبع، لكن السلطات الإسرائيلية سارعت إلى نسبه إلى الحملة الصاروخية الأوسع المنطلقة من الأراضي الإيرانية.

ويعتقد خبراء عسكريون أن استهداف منطقة سكنية، وليس منشأة عسكرية، يُمثل نقلة نوعية في طبيعة الصراع.

ويقول أحد المحللين الأمنيين الإسرائيليين: “ما نراه اليوم لم يعد مواجهة تقليدية بين جيوش. بل تحول إلى حرب نفسية مفتوحة. والمدنيون على الجانبين هم من يدفعون الثمن أولا”.

اقرأ أيضًا: إعلان وقف إطلاق نار تاريخي بين إسرائيل وإيران.. انتهاء حرب الـ 12 يومًا

وهذا التغيير في الاستراتيجية قد يُفضي إلى مزيد من الفوضى وعدم القدرة على ضبط التصعيد مستقبلاً.

 الكلفة الإنسانية تتجاوز حدود السياسة

ومع استمرار فرق الإنقاذ في عملها وسط أنقاض بئر السبع، تتزايد الضغوط الدولية على الأطراف الفاعلة لاحتواء الموقف دبلوماسيا. ويمثل الهجوم الصاروخي، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين، مؤشرا واضحا على خطورة الوضع وتآكل فرص التهدئة في حال استمرت مثل هذه العمليات.

زر الذهاب إلى الأعلى