هربوا من النار إلى الجحيم.. معاناة السودانيين في ليبيا عرض مستمر
ربما لن تجد أسوأ حظا من اللاجئين السودانيين في ليبيا الذي قادهم حظهم العاثر للهروب من الحرب الأهلية في بلادهم حيث الموت في كل مكان والسلب والنهب والاغتصاب على يد ميليشيا الدعم السريع.
كان السودانيون في ليبيا يبحثون عن أمن افتقدوه في بلادهم، وسكن بديلا عن بيوتهم التي تهدمت ولكن الواقع صدمهم من جديد.
وفيات واستغلال جسدي
وبحسب تقارير صحفية فإن الجالية السودانية في ليبيا تعاني أوضاعا إنسانية مأساوية لدرجة افتقاد الكثير منه للسكن أو الطعام فضلا عن الدواء.
خبراء لـ خاص عن مصر: هذا ما ينتظر ليبيا بعد المبادرة الأممية الجديدة
وتتفاقم معاناة اللاجئين السودانيين في ليبيا نتيجة لتكرار الجرائم المرتبطة بالاتجار بالبشر، بما في ذلك الاحتيال، والابتزاز، الاستغلال الجنسي، كما تتزايد الوفيات الناتجة عن محاولات الهجرة عبر قوارب غير آمنة.
مليونا سوداني في ليبيا منذ الحرب
وبحسب منظمة الحد من الهجرة والعودة الطوعية للجاليات السودانية، فإن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا ارتفع إلى نحو مليوني شخص بعد الحرب، مع تدفقهم عبر منافذ خطيرة مثل طبرق والكفرة.
ويعاني اللاجئون السودانيون من مخاطر مختلفة عبر الطرق التي يسلكونها مثل الألغام وتعرضهم للابتزاز وانفجار خزانات الوقود.
كما يعانون من مشكلات أخرى بعد وصولهم مثل نقص الوثائق الدراسية، التي تعقد تسجيل الأطفال في المدارس.
وتتزايد معاناتهم الآن مع قدوم فصل الشتاء في ظل افتقارهم للملابس الشتوية ووسائل التدفئة، كما يعانون من ارتفاع تكلفة إصدار الجوازات وتجديدها مما يعيق توفيق أوضاعهم.
قمع وانعدام الأمن
ووفقًا لتقرير منظمة العالم لمناهضة التعذيب (OMCT)، تُعد ليبيا، التي تعاني من الصراعات وانعدام الاستقرار، من أخطر نقاط العبور للمهاجرين.
اقرأ أيضا أزمة تغيير العملة.. هل أصبح انقسام السودان مسألة وقت؟
وأكد التقرير أن اللاجئين السودانيين في ليبيا يعيشون في بيئة قمعية تستهدف المهاجرين عبر التشريعات القاسية والظروف غير الإنسانية في مراكز الاحتجاز، والقيود المفروضة على المنظمات الإنسانية.
يتسولون في طرقات ليبيا
بدوره، أكد الأمين العام للجالية السودانية ببنغازي في تصريحات صحفية أن اللاجئين السودانيين في ليبيا يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بالسكن والغذاء والعلاج والتعليم.
وأوضح أن التعليم، رغم أهميته، تراجع إلى المرتبة الرابعة في ترتيب الأولويات، مشيراً إلى النزوح المستمر للأسر والعائلات التي لا تملك الإمكانيات لاستئجار مساكن، مما يضطرها إلى افتراش الطرقات وأحياناً التسول للحصول على لقمة العيش.
وأكد أن غياب المستندات الرسمية يضيّق فرص العمل أمام اللاجئين، في ظل وجود مسنين ومرضى يعانون من أمراض مزمنة تتطلب رعاية صحية مكثفة.
شبكات تهريب المهاجرين
وفيما يتعلق بتأثير شبكات تهريب البشر في تفاقم أوضاع اللاجئين، أوضح محمد عبد الرحيم أن تلك الشبكات تستغل المهاجرين بأساليب سيئة، حيث يتم وضعهم في معسكرات سرية تمهيداً لتهريبهم، مع استنزافهم مادياً.
وأشار إلى أن بعض اللاجئين يتعرضون لمخاطر الجوع وغياب الرعاية الطبية، بالإضافة إلى تعرض بعض النساء للاستغلال الجنسي مقابل الحصول على خدمات أو مساعدات مالية.
وأضاف أمين عام الجالية في طرابلس أن السلطات الليبية نظمت حملات مكثفة على المهربين أدت إلى الحد من الظاهرة، إلا أن تلك الشبكات تمتلك تنظيماً دقيقاً يمكّنها من تفادي الحملات الأمنية.
وناشد أمين عام الجالية المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنقاذ اللاجئين السودانيين في ليبيا، مؤكداً أن الوضع الإنساني المتدهور يتطلب جهوداً إضافية لتخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.