هل انتهت الحرب؟ ماذا بعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري بالخرطوم؟

اعتبر الخبير السوداني د. محمد تورشين أن سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري ومناطق وسط الخرطوم تُمثِّل تحولًا استراتيجيًا في مسار الحرب ضد قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن هذه الخطوة تُعيد رمزية الدولة إلى مكانها الطبيعي، رغم حجم الدمار الذي خلفته المعارك.
وقال تورشين، لـ “خاص عن مصر”، إن القصر الجمهوري يُعد رمزًا للسيادة ومقرًا لمؤسسات الحكم، واستعادته تعني أن الجيش أصبح في موقع أقوى سياسيًا وعسكريًا، مشيرًا إلى أن السيطرة على وسط الخرطوم تعكس تقدُّمًا حقيقيًا في العمليات الميدانية، لكنها لا تعني انتهاء المواجهات بشكل كامل.
إعادة ترتيب المشهد العسكري في الخرطوم
وأوضح تورشين أن الجيش يواصل عملياته لاستعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، حيث لا تزال هناك جيوب لقوات الدعم السريع في بعض المناطق، مثل سوق الأولياء وأجزاء من جنوب أم درمان، مؤكدًا أن حسم هذه الجيوب يحتاج إلى وقت وجهود عسكرية مكثفة.
وأضاف: “الدعم السريع خسر مساحات واسعة خلال الأيام الماضية، وكلما طالت المعارك، كلما تراجعت سيطرته على الأرض. الجيش، من جانبه، نجح خلال الأشهر الماضية في امتصاص الهجمات، وإعادة ترتيب صفوفه، وضمان تدفق الإمدادات العسكرية، ما مكنه الآن من الانتقال إلى مرحلة الهجوم والانفتاح الميداني”.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد توسعًا في العمليات العسكرية خارج الخرطوم، خاصة في ولايات غرب وجنوب كردفان، وربما دارفور، حيث لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على بعض المناطق.
مستقبل الدعم السريع بعد خسارة القصر الجمهوري بالخرطوم
وحول مستقبل قوات الدعم السريع، شدد تورشين على أنه لم يعد بإمكان هذه القوات العودة إلى سابق نفوذها، لافتًا إلى أنها استفادت في السابق من الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية، لكنها اليوم تواجه تحديات وجودية تهدد استمرارها ككيان مستقل.
وقال: “من المتوقع أن يتم دمج بعض عناصر الدعم السريع في الجيش، لكن العناصر المتورطة في انتهاكات وجرائم حرب ستواجه المحاسبة القانونية.
كما أن الجيش لن يقبل بأي سيناريو يعيد الدعم السريع إلى موقع سياسي أو عسكري مماثل لما كان عليه قبل الحرب”.
ما المعارك القادمة بعد القصر الجمهوري بالخرطوم؟
وأكد تورشين أن مناطق كردفان ودارفور قد تشهد عمليات عسكرية مكثفة خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد استكمال الجيش عملياته في الخرطوم.
وأضاف: “هذه المناطق مكشوفة عسكريًا، ومن المحتمل أن تكون المعارك فيها أكثر حسمًا وسرعة مقارنة بالخرطوم، حيث كانت الحرب تدور في بيئة حضرية معقدة”.
وختم الخبير السوداني حديثه بالقول: “السودان مقبل على مرحلة جديدة، والجيش سيعمل على إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والعسكرية، فيما يبدو أن الدعم السريع فقد فرصته في البقاء كقوة مستقلة، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات إعادة الهيكلة أو التفكيك الكامل”.
الجيش السوداني يعلن السيطرة على القصر الجمهوري بالخرطوم
وكان الجيش السوداني أعلن، الجمعة، أنه سيطر على القصر الجمهوري في الخرطوم، بعدما دخلته قواته من الناحية الشرقية.
وأصدر الجيش بيانًا وصف عملية استعادة القصر بـ”الملحمة”.
وقال البيان، إن قوات الجيش هزمت قوات الدعم السريع بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري (رمز سيادة وكرامة الامة السودانية) والوزارات”.
وأضاف أن القوات “دمرت أفراد ومعدات العدو تدميرا كاملا، واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة”.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على القصر عام 2023، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب مع الجيش السوداني.
اقرأ أيضًا: الجيش السوداني يدخل القصر الجمهوري في الخرطوم.. ماذا يعني ذلك؟