هل تغير روسيا معادلة الحرب الإيرانية الإسرائيلية وتزود طهران بطائرات شبحية؟

في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على أهداف إيرانية حساسة في فجر 13 يونيو 2025 ، ورد طهران بسلسلة من الضربات الصاروخية، بدا أن مسار التصعيد العسكري مرشّح للاستمرار.
وقد حظيت إسرائيل بدعم غربي غير مسبوق، حيث نشرت الولايات المتحدة أنظمة دفاع جوي متقدمة برًا وبحرًا لصدّ الهجمات الإيرانية، وعزّزت المملكة المتحدة وجودها بطائرات مقاتلة في الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات بالطائرات المسيّرة.
وتُشير تقارير متداولة إلى مشاركة دول من حلف الناتو، من بينها ألمانيا، في عمليات التزود بالوقود جوًا، لدعم المقاتلات الإسرائيلية على مسافات بعيدة داخل العمق الإيراني.
في المقابل، تقف إيران شبه معزولة في الساحة الإقليمية، بعد خسارتها أحد أهم حلفائها، سوريا، أواخر 2024، فيما تظل كوريا الشمالية، شريكها الاستراتيجي في تطوير الصواريخ، غير قادرة على دعمها ميدانيًا بمعدات متطورة.
هل تتدخل روسيا وتمنح إيران المقاتلة الشبحية Su-35؟
وسط هذا التفاوت في ميزان الدعم، جاءت إدانة روسيا للهجمات الإسرائيلية لتفتح الباب أمام احتمالات تدخل موسكو عبر دعم الدفاعات الجوية الإيرانية.
ومع أن روسيا تُركّز معظم قدراتها البرية والدفاعية في مواجهة أوكرانيا والناتو، إلا أن مخزونها من الطائرات المقاتلة لا يزال نشطًا.
وتؤكد التقارير أن طهران سبق أن طلبت رسميًا طائرات Su-35 الروسية، وأن طياريها يتلقون التدريب في روسيا منذ 2022، كما أظهرت صور أقمار صناعية أن البنية التحتية الإيرانية جاهزة لاستقبال هذه الطائرات.
المقاتلة الشبحية Su-35 .. تهديد محتمل لتفوق إسرائيل الجوي
رغم أن عدد الطائرات التي طلبتها إيران يُعتقد أنه لا يتجاوز 24 مقاتلة — أي أقل من 10% من أسطولها — إلا أن دخول سو-35 إلى المعركة قد يُحدث تأثيرًا يفوق عددها.
وتتميز الطائرة بقدرات تتفوق على طائرات إف-15 وإف-16 الإسرائيلية، خاصة أن الأخيرة لم تُحدّث بشكل كامل إلى معيار “الجيل الرابع+”.
كذلك، فإن عمليات إف-35 داخل الأجواء الإيرانية تبقى محدودة بسبب حمولة الأسلحة الصغيرة التي يمكنها حملها داخليًا للحفاظ على خاصية التخفي.
في المقابل، قد تُستخدم سو-35 لمضايقة أو استهداف الطائرات الإسرائيلية من مسافات بعيدة باستخدام صواريخ بعيدة المدى، بل وحتى اعتراض طائرات إف-35 في الأجواء الإيرانية نفسها.
رادارات جبّارة وصواريخ بعيدة المدى
تلعب مقاتلات Su-35 دورًا مزدوجًا في ساحة المعركة، ليس فقط كطائرات هجومية بل أيضًا كنقاط مراقبة واستشعار جوي عالي المستوى، بفضل رادار “إيربيس-إي” ذي المصفوفة الطورية ورادارات النطاق L القادرة على رصد الطائرات الشبحية.
وفي حال زُوّدت هذه الطائرات بصواريخ R-37M بعيدة المدى، التي يتجاوز مداها 300 كم، يمكن أن تتحول إلى تهديد مباشر لطائرات الدعم وناقلات الوقود الإسرائيلية. ومن المعروف أن معظم المقاتلات الإسرائيلية، باستثناء إف-15، تعتمد بشكل كبير على التزود بالوقود جوًا لتنفيذ عملياتها ضد إيران، ما يجعلها أهدافًا مثالية لمثل هذه الصواريخ.
هل يُغيّر التسليم قواعد اللعبة؟
تأخر إيران في اقتناء مقاتلات متطورة منذ رفع الحظر الأممي على تسليحها في عام 2020 شكّل ثغرة استراتيجية في مواجهتها لإسرائيل. لكن إذا ما قررت موسكو تسريع تسليم طائرات سو-35 إلى طهران، فقد يكون ذلك نقطة تحوّل مفصلية في الصراع، يعيد رسم قواعد الاشتباك الجوي ويقيد حرية الحركة الجوية الإسرائيلية فوق المنطقة.
اقرأ أيضاً.. دول عربية متواطئة في تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود لضرب إيران.. تفاصيل