أزمة جديدة بين دمشق وبغداد.. هل خطط عمال سوريون لتسميم المطاعم بالعراق؟

ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام في العراق بحالة من الغضب بعد تداول ما قيل إنها وثيقة مسرَّبة تشير إلى ورود معلومات عن نية عمال سوريين تسميم الطعام في المطاعم التي يعملون بها في العراق.
وجاء في الوثيقة المتداولة: “وردتنا معلومات من قيادة عمليات بغداد عن نية مجاميع من العمال السوريين العاملين في المطاعم العراقية بتسميم الطعام في وقت واحد وإسقاط آلاف من النساء والأطفال والرجال في وقت واحد بالتسمم المميت وإرباك الوضع في العراق”.
برقية منسوبة لشرطة الرصافة: عمال سوريون بصدد تسميم الطعام بوقت واحد وإسقاط آلاف العراقيين وإرباك الوضع بالعراق#الرابعةTV pic.twitter.com/8THUd3hFmQ
— قناة الرابعة – Al Rabiaa TV (@alrabiaatv) March 22, 2025
وثيقة مزيفة حول تسميم مطاعم بالعراق
من جانبها، نفتْ قيادة عمليات بغداد بشدة تداول وثيقة مسرَّبة زعمت أن عمالاً سوريين كانوا ينوون تسميم الطعام في مطاعم عراقية، بهدف خلق فوضى في البلاد.
#البومة_تگول ان الوثيقة المرفقة هي صحيحة ١٠٠٪ وعملية اعتقال السوريين المخالفين ((عددهم ٧٠٠)) اليوم هو بسبب هذه الوثيقة .. pic.twitter.com/LiCGzvFZFN
— Yasser Eljuboori (@YasserEljuboori) March 23, 2025
وأوضحت القيادة في بيان رسمي أن مثل هذه الأخبار “مجرد شائعات” لا أساس لها من الصحة، ودعت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية إلى التأكد من المصادر الرسمية قبل نقل أي معلومات، في ظل ما يشهده المشهد الإعلامي حالياً من تنافس على جذب الانتباه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
توتر العلاقات بين سوريا والعراق
وتأتي هذه الشائعة في وقت تشهد فيه العلاقات بين سوريا والعراق توتراً متزايداً، خاصة بعد سقوط النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي.
فمنذ ذلك الحين، تصاعدت المخاوف حول تسلل عناصر إرهابية أو فرار “فلول” من النظام السابق إلى داخل الأراضي العراقية، مما دفع السلطات إلى تشديد الرقابة على الحدود بين البلدين.
وقد أدت هذه الإجراءات الأمنية إلى خلق بيئة من الحذر والشك بين الجانبين، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من اللاجئين والعمال السوريين الذين يقيمون في العراق.
انتهاكات ضد سوريين في العراق
وفي سياق متصل، وردت تقارير عن تعرض عدد من العمال السوريين في العراق لهجمات من قبل مجموعة مسلحة ملثمة تُعرف باسم “تشكيلات يا علي الشعبية”.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد اعتداء وحشي يتضمن ضرب العاملين وتفتيش هواتفهم الشخصية.
وقد نُسبت هذه الاعتداءات إلى هذه الميليشيا التي تدعي أنها تتبع توجهات معينة ضد العناصر التي يُعتقد أنها تدعم توجهات النظام السابق أو الجماعات المعارضة في سوريا.
تحرك عراقي بعد اعتداءات على سوريين
وقد أعرب المسؤولون في العراق عن استيائهم الشديد من هذه الاعتداءات، حيث وصفها الناطق باسم القوات المسلحة “أعمالاً مشينة لا تمت بصلة لأخلاق الشعب العراقي، الذي يُعرف بكرم الضيافة والتعايش السلمي”.
وفي إطار الرد الحكومي، أمر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة مرتكبي هذه الأعمال وتقديمهم للعدالة دون تمييز، مؤكداً على أن جميع الجنسيات العاملة في العراق محمية بموجب القانون، وذلك في ظل حرص الحكومة على الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الجيران وتأكيد مبدأ سيادة القانون.
إدانة سورية
من جهة أخرى، أدانت وزارة الخارجية السورية الاعتداءات التي يتعرض لها مواطنوها في العراق، معتبرة إياها انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان وللقانون الدولي.
ودعت الوزارة الحكومة العراقية إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين في أراضيها، مشددة على أهمية التنسيق الثنائي بين البلدين لتفادي أي تصعيد قد يؤثر سلباً على العلاقات التاريخية بين الشعبين.
اقرأ أيضا: مناهج عبرية وتوسع استيطاني.. كيف تخطط إسرائيل لطمس هوية الجولان السوري؟