هل سيتمكن ترامب من إنهاء الحرب في غزة ولبنان؟

تحدث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كثيرًا عن التضخم والهجرة والجريمة خلال حملته التي استمرت عامين للرئاسة، حيث استندت محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض بشكل رئيسي على هذه القضايا الثلاثة.

اقرأ أيضا: اعتقال نتنياهو.. ماذا سيحدث عقب قرارات الجنائية الدولية؟

إعلان

ومع ذلك، لم يتجاهل ترامب قضية أخرى ذات صدى أقل لدى الناخبين الأمريكيين عمومًا، وهي السلام في الشرق الأوسط.

وفي بعض المناسبات، تحدث ترامب عن ضرورة إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، وأشار إلى أن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني سيكون، على حد تعبيره، “صعبًا للغاية” تنفيذه.

وترى صحيفة “جيروزاليم بوست” أن لا أحد يجادل في هذه النقطة الأخيرة، فقد كان حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بمثابة التحدي الأكبر للدبلوماسية الأمريكية منذ عهد جورج بوش الأب على الأقل.

وحقق الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بعض النجاح من خلال اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

لكن هذا الاتفاق، الذي كان يُنظر إليه في السابق كنجاح، أصبح الآن رمزًا للإحباط. فالضفة الغربية ما تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية فقدت مصداقيتها، والسياسيون الفلسطينيون منقسمون فيما بينهم.

في ولايته الأولى، تأخر ترامب كثيرًا في تقديم خطة للسلام في الشرق الأوسط، وعندما فعل ذلك، كانت مليئة بالعيوب لدرجة أن الفلسطينيين رفضوها تمامًا.

ومن الواضح أن الشرق الأوسط تغير بشكل كبير منذ تقديم تلك الخطة قبل أكثر من أربع سنوات، كما أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أدى إلى نسف كل القواعد التي اعتمدت عليها الإدارات الأمريكية السابقة.

وبينما ما يزال المسؤولون الأمريكيون يرون أن حل الدولتين هو أفضل طريقة لحل الصراع، إلا أن الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، والكراهية الشديدة بين الطرفين، تجعل الحديث عن هذا الحل غير واقعي تمامًا.

كما أصبحت غزة الآن منطقة مدمرة، تعاني من الجوع والموت والنزوح، مع أضرار في البنية التحتية تُقدّر بنحو 18.5 مليار دولار، ويعارض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قيام دولة فلسطينية، وهو نفس موقف شريحة متزايدة من الإسرائيليين.

ترامب والحرب في لبنان

في الوقت نفسه، هناك حرب أخرى تدور في لبنان، حيث تصاعدت المناوشات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله إلى صراع شامل، ونزح حوالي خمس السكان في لبنان، كما أُجبر نحو 60 ألف إسرائيلي على مغادرة منازلهم في الشمال بسبب هجمات حزب الله المستمرة بالطائرات المسيرة والصواريخ.

فيما تبدو الضواحي الجنوبية لبيروت وكأنها تعرضت لزلزال، وتوسّع إسرائيل نطاق حملتها الجوية ضد حزب الله، مستهدفة مواقع بعيدة عن معاقل الحزب في الجنوب.

وفي الوقت ذاته، لا يمكن استبعاد اندلاع مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل، مع استعداد ترامب للعودة إلى الرئاسة، تصاعدت الحرب الظل بين الدولتين، خصوصًا بعد هجوم إيراني في 1 أكتوبر على إسرائيل، وردّت إسرائيل في نهاية الشهر بضربات استهدفت مواقع إيرانية.

أزمة الشرق الأوسط

وسيدخل ترامب البيت الأبيض في يناير المقبل بمواجهة أزمة معقدة في الشرق الأوسط، فهل يستطيع حل أي من هذه النزاعات؟ بالنظر إلى اعتقاده بأنه المفاوض الأكثر نجاحًا في العالم، ربما يعتقد ذلك، لكن الواقع يشير إلى أن هذه القضايا عميقة الجذور لدرجة أن حتى أفضل الدبلوماسيين قد لا ينجحون.

الصراع بين إيران وإسرائيل يبدو مستعصيًا على الحل؛ فكل دولة تعتبر الأخرى السبب الرئيسي في اضطرابات المنطقة، وقد يكون نتنياهو وخامنئي مختلفين، لكن كلاهما عنيد للغاية، ولن يقدّم أي منهما تنازلات كبيرة.

على العكس، يمكن أن يكون الصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان قابلًا للحل، حيث يعمل المبعوث الأمريكي آموس هوكستين على مقترحات لوقف إطلاق النار، وتشير التوقعات إلى اتفاق محتمل يتضمن انسحاب حزب الله 20 ميلًا شمال الحدود، وانتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في الجنوب، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.

أما بالنسبة لغزة، فمن غير المرجح التوصل إلى تسوية في الوقت القريب، نتنياهو لا ينوي التفاوض مع حركة قتلت 1200 إسرائيلي، كما أن بقاءه السياسي يعتمد على الوزراء اليمينيين الذين يرون أن أي تسوية تعني الاستسلام، الحد الأقصى الذي قد يقدّمه هو وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، وهو ما ترفضه حماس التي تطالب بإنهاء دائم للحرب.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى