هل قامت إسرائيل ببناء قاعدة لإطلاق “المسيرات” داخل الأراضي الإيرانية؟

في تطور غير مسبوق في صراع الظل بين إسرائيل وإيران، كشفت تقارير استخبارية إسرائيلية عن قيام جهاز الموساد ببناء قاعدة سرية للطائرات بدون طيار داخل الأراضي الإيرانية، قرب العاصمة طهران.
هذا الكشف جاء في أعقاب الضربة الجوية الواسعة التي شنتها إسرائيل فجر الجمعة على أهداف نووية وصاروخية حساسة في إيران ضمن عملية عسكرية تحمل اسم “الأسد الصاعد”.
قاعدة “الدرونز” في قلب إيران: خرق نوعي أم خيال عسكري؟
العملية، التي وصفتها تل أبيب بأنها “ضربة استباقية دقيقة”، لم تقتصر على استخدام القوة الجوية فقط، بل مثّلت ذروة لاختراقات استخباراتية معقدة وخطة عسكرية متعددة الأبعاد، تم تنفيذها خلال سنوات من التحضير والعمليات السرية داخل العمق الإيراني.
مراقبة واستهداف منصات إطلاق صواريخ إيرانية
وفقًا لمسؤول أمني تحدث لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، تمكن عملاء تابعون للموساد من إنشاء قاعدة لطائرات بدون طيار داخل الأراضي الإيرانية، على مسافة غير بعيدة من طهران.
هذه القاعدة لم تُستخدم فقط في أعمال مراقبة، بل تم تفعيلها خلال العملية لضرب منصات صواريخ إيرانية موجهة نحو إسرائيل.

التفاصيل تُشير إلى أن تلك الطائرات المُسيّرة كانت جزءًا من هجوم منسق شمل أكثر من 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية، حيث نفذت ضربات على منشآت بالغة التحصين.
ويُعتقد أن القاعدة التي تم إنشاؤها سرًا عملت كـ”رأس جسر” تقني لتسهيل التفوق الجوي الإسرائيلي خلال العملية.
أدلة وشبهات حول الوجود الإسرائيلي داخل إيران
رغم عدم وجود تأكيد رسمي من جانب إيران على وجود قاعدة أجنبية داخل أراضيها، إلا أن عدة مؤشرات تدعم هذا الطرح ومنها: حدوث انفجارات دقيقة ومركزة وقعت في محيط العاصمة الإيرانية، يُرجح أنها نُفذت من الداخل وليس عبر اختراق جوي تقليدي.
وكذلك تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية بشكل شبه كامل خلال الضربات، ما يرجح وجود أجهزة تشويش أو هجمات سيبرانية مدعومة من الداخل.
فيما نُشرت تقارير أخرى كانت قد تحدثت خلال السنوات الأخيرة عن نشاطات مشبوهة في مواقع نائية قرب طهران، رجّح بعض الخبراء أن تكون مخازن أسلحة أو قواعد سرية.
الذراع الخفية: كوماندوز وصواريخ ذكية في الداخل
لم تقف الاختراقات الإسرائيلية عند حد بناء القاعدة الجوية، بل شملت تهريب مركبات وأنظمة تسليح متطورة إلى داخل إيران، استخدمت لتدمير دفاعات جوية حساسة، وفق ما أكده المصدر الأمني ذاته.
كما قامت وحدات كوماندوز تابعة للموساد بنشر صواريخ دقيقة التوجيه قرب مواقع مضادة للطائرات، ما هيّأ الأجواء لضربات ناجحة دون اعتراض فعّال.
ويقول المصدر: “تم تنفيذ هذه العمليات بجرأة غير مسبوقة، وبتقنيات متقدمة مكّنتنا من تجنب رصد الاستخبارات الإيرانية بالكامل.”

ثغرات أمنية وهشاشة دفاعية إيرانية
النجاح الظاهري للعملية الإسرائيلية يعكس فشلًا استخباراتيًا إيرانيًا مزدوجًا: أولًا، في رصد الأنشطة السرية الإسرائيلية على أراضيها، وثانيًا، في حماية منشآتها الاستراتيجية من هجوم واسع بهذا الحجم.
وبينما تعتمد إيران في دفاعاتها على منظومات مثل خرداد 15 وباور 373، فإن تعطيلها الفوري قد يشير إلى تعرضها إما لهجوم إلكتروني مركّز، أو إلى اختراقات تقنية داخلية – وهي نقطة مثيرة للقلق لدى طهران.
في المقابل، استخدمت إسرائيل طائرات مسيّرة من طرازات غير مُعلنة ضمن هجومها، ويُعتقد أن من بينها طائرات انتحارية مثل Harop، وأخرى للمراقبة والتشويش مثل Heron TP.
ردود الفعل وتداعيات محتملة
الهجوم لم يمرّ مرور الكرام. أعلنت إيران عن مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري والجيش، بينهم حسين سلامي ومحمد باقري، إضافة إلى علماء نوويين كبار.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت إسرائيل حالة تأهب قصوى، وأغلقت مجالها الجوي، تحسّبًا لرد إيراني قد يتجاوز حدود المنطقة.
كما جاء تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليحمل رسالة مزدوجة: تحذير للنظام الإيراني، ودعوة للشعب الإيراني للانفصال عنه.
نقلة نوعية في الحرب السرية
إذا صحّت الروايات حول إقامة قاعدة إسرائيلية للمسيّرات داخل إيران، فإن الأمر يمثل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في الحرب الخفية بين الطرفين.
هي ليست مجرد عملية عسكرية، بل إشارة إلى مدى عمق التغلغل الاستخباراتي الإسرائيلي في إيران، ومدى هشاشة البنية الأمنية للجمهورية الإسلامية.
هذا التطور يعيد صياغة مفهوم الردع، ويفتح الباب أمام مرحلة أكثر تصعيدًا، قد تشمل ضربات سيبرانية وهجمات انتقامية عابرة للحدود.
اقرأ أيضاً.. أنواع الطائرات الإسرائيلية المستخدمة في ضرب إيران ومدى قوتها واختراقها للرادارات