هل يجوز إلزام الأطفال بالصوم ومتى يبدأ تعويدهم؟ الإفتاء والأزهر يجيبان

هل يجوز إلزام الأطفال بالصوم ومتى يبدأ تعويدهم؟ سؤالٌ يردده البعض منذ بداية شهر رمضان خلال الأيام الماضية، خاصة مع صغر الأطفال وعدم مقدرتهم على الصيام ليوم كامل.
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ذكر أنه من المستحب تعويد الأطفال على الصيام إذا أطاقوه، حيث كان الصحابة يعوِّدون أطفالهم على الصوم منذ صغرهم، ويربونهم على هذا.
تحديد سن صيام الأطفال
وأشار إلى أنه اختُلِف في تحديد السن التي يؤمر الصبي عندها بالصيام فقيل سبع سنين، وقيل عشر سنين، للحديث الوارد في ذلك عن الربيع بنت معوذ قالت: (فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ) أخرجه البخاري.
ولفت إلى أنه إذا كان الصبي مُميزا صحّ صومه أمَّا قبل التمييز فلا يصح منه وإن حصل الأجر والثواب لوالدَيه على تعويدهما له على الطاعة من صِغَره.
وتعويد الأطفال على الصوم والصلاة، شيء مستحب بهدف التدريب والتعويد ولكن بدون إجبار، حسبما ذكر مفتي مصر السابع، الدكتور شوقي علَّام في لقاء تليفزيوني له.
وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعهَّد أهله ويحسن إليهم في رمضان، بل كان في مهنة أهله يساعدهم، وكان يوفيهم حقهم من المعاشرة.
معاملة الأطفال بالحكمة والرحمة
وأضاف أنه لم يكن يعنفهم ولا ينهرهم وكان يعامل الأطفال بالحكمة والرحمة، بل يدخل السرور في نفوسهم، يأكل مما وجد، فإن أحبه أكل منه وإن كرهه لم يأكل من غير أن يعيبه.
وتابع أن النبي القدوة يؤسس في هَدْيِهِ الرمضاني لفهم عالٍ لطبيعة التشريع، القائم على التيسير، وجلب المنافع للبشر، ويؤسس لعلاقة بين العبد وربه قائمة على المحبة والقرب، ويؤسس لعلاقات مجتمعية قائمة على الود والتراحم والتكافل.
وتطرق إلى تكليف الأطفال والصبيان غير المكلفين بالصيام، قائلًا: التكليف عمومًا مرتبط بالقدرة عليه، وهذا مرتبط بالبلوغ والعقل.
مدى جواز إلزام الأطفال بالصوم
وأوضح أنه من المحبَّب أن نعوِّد الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام دون إكراه، أو عنف؛ فالعقاب البدني -وهو ما يطلق عليه “العنف الأسرى”- مرفوض شرعًا.
وشدد على أنه يجب على جميع البشر الوقوف ضده، وممارسة العنف الشديد ضد الزوجة أو الأبناء لا علاقة له بالإسلام، بل المصادر التشريعية للمسلمين تحث على الرحمة والمودة في الحياة الأسرية ولا تدعو بحال إلى ضرب النساء وظلمهنَّ ولا لضرب الأطفال ضربًا شديدًا.
وأضاف أن الدراسات التربوية والنفسية أكد ضرره البالغ والذي قد يؤدي أحيانًا لكثير من الأمراض النفسية كالوسواس القهري وغيره.
وأكد أن العنف الأسرى يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة.
وشدد على أنه يهدد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية.
وذلك يعتبر مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء.
اقرأ أيضًا: تشغيل أول مسجد يعمل بالطاقة الشمسية.. وخطة لتعميم التجربة في المساجد الكبرى