هل يمهد لفشل الاتفاق.. لماذا يتخذ خامنئي موقفًا متشائمًا من مباحثات إيران وأمريكا؟
في أول تعليق له على المحادثات النووية غير المباشرة التي جرت مؤخرًا بين أمريكا وإيران في سلطنة عُمان، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، إنه “ليس متفائلًا أو متشائمًا أكثر مما ينبغي”، مشيرًا إلى استمرار حالة التشاؤم تجاه نوايا الولايات المتحدة.
خامنئي أشار في تصريحاته، التي نقلتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إلى أن الخطوات الأولى في هذه المحادثات “نُفذت بطريقة جيدة”، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة عدم ربط الملفات الوطنية الإيرانية بنتائج المفاوضات مع الجانب الأمريكي، مؤكدًا أن البلاد يجب أن تستمر في سياساتها الداخلية والخارجية بمعزل عن حسابات الاتفاق النووي.
تحذيرات من التفاؤل الزائد تجاه مباحثات إيران وأمريكا
وكان الموقع الرسمي لمكتب المرشد الأعلى قد نشر في وقت سابق مقالًا تحليليًا حول الجولة الجديدة من المفاوضات الجارية في مسقط، مؤكداً أن هذه المحادثات تقتصر على الملف النووي فقط، وأن الوفد الإيراني برئاسة عباس عراقجي لن يتطرق لأي قضايا غير نووية.
وحذّر المقال من ما وصفه بـ”الاندفاع العاطفي” سواء على مستوى المسؤولين أو وسائل الإعلام أو الشارع الإيراني، معتبرًا أن أي تفاؤل مفرط قد يبعث برسائل خاطئة للجانب الأمريكي ويُعرّض المفاوض الإيراني لضغوط غير مبررة.
وأضاف المقال: “العقل والحكمة يقتضيان تجنّب مشاعر الاندفاع؛ لأن التفاؤل المفرط يبعث برسائل خاطئة للعدو، ويُعرّض الفريق الإيراني لضغوط غير مبررة”، مشيرًا إلى أن طهران تدير المفاوضات الحالية بمنطق الحذر والتقييم المرحلي.
الاتفاق ليس حلاً اقتصادياً
وحول الرهانات الاقتصادية على نتائج المحادثات، شدد الموقع على أن التوصل إلى اتفاق محتمل مع الولايات المتحدة لا يجب أن يُنظر إليه باعتباره حلاً نهائيًا للأزمات الاقتصادية التي تعاني منها إيران.
واعتبر أن “التعويل على اتفاق خارجي مع طرف مثل أمريكا، المعروفة بنقض العهود، هو بمثابة تعليق الأمل على أوهام”.
صحيفة مقربة من المرشد تتوقع فشل مفاوضات إيران وأمريكا
من جهتها، هاجمت صحيفة “كيهان” الإيرانية، المقربة من مكتب المرشد الأعلى، الجولة الجديدة من المفاوضات، متوقعة فشلها مسبقًا.
وقالت إن الولايات المتحدة ما تزال تمارس سياسة “الابتزاز بالعقوبات”، وتسعى لفرض إرادتها على طهران من خلال الضغط الاقتصادي، دون نية حقيقية لحل الأزمة النووية.
واعتبرت الصحيفة، التي يشرف على تحريرها الصحفي المحافظ حسين شريعتمداري، أن إيران “ستخرج منتصرة سياسيًا من الجولة الحالية بمجرد فضح نوايا أمريكا أمام الرأي العام العالمي”، مشيرة إلى أن قبول طهران بمبدأ الحوار، رغم يقينها بعدم جدوى الطروحات الأمريكية، يُظهر حسن نيتها ويحافظ على كرامتها الوطنية.
توقعات حذرة باختراق محدود خلال مباحثات أمريكا وإيران
وتأتي هذه التصريحات والمواقف في وقت تتجه فيه الأنظار إلى الدولة التي ستضيف الجولة الجديدة من المحادثات بين طهران وواشنطن، وسط توقعات حذرة بإمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي محدود، دون رهانات كبيرة على تسوية شاملة في الوقت القريب.
اقرأ أيضا
تمهيدًا لإدارتها قطاع غزة.. الاتحاد الأوروبي يدعم السلطة الفلسطينية بـ 1.6 مليار يورو
