هوندا تتجنب ضرائب ترامب بصفقة استراتيجية مع تويوتا لشراء البطاريات

أعلنت هوندا عن اتفاقية جديدة مع تويوتا لشراء بطاريات السيارات الهجينة من مصنع تويوتا في الولايات المتحدة، وهو ما سيساعد شركة هوندا على تفادي ضرائب ترامب الجمركية على الواردات، في خطوة استراتيجية وذكية.
وتتعلَّق الصفقة بتزويد هوندا بالبطاريات لعدد من سياراتها الهجينة مثل سي آر في وغيرها من الموديلات التي لم يتم تحديدها بعد، مما يتيح لها تعزيز وجودها في السوق الأمريكي دون تحمل أعباء إضافية بسبب التوترات التجارية.
هوندا وتفادي الضغوط الجمركية
تعتبر هذه الخطوة بمثابة تحول استراتيجي لشركة هوندا التي كانت تعتمد على مصادر البطاريات من الصين واليابان، لتقرر الآن التحول إلى مصنع تويوتا الأمريكي لإنتاج البطاريات.
وتأتي هذه الصفقة في وقت حساس للغاية، بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب عن فرض ضرائب جمركية إضافية على الواردات من الصين واليابان.
فرضت الإدارة الأمريكية 10% رسوم جمركية على المنتجات الصينية في فبراير الماضي، وأتبعتها بضرائب أخرى إضافية في مارس، بينما يعد ترامب الآن لفرض ضرائب قد تصل إلى 25% على واردات السيارات وقطع غيارها من اليابان.
- هوندا
تويوتا والاستثمار الأمريكي المثمر
أحد أذكى القرارات التي اتخذتها تويوتا في السنوات الأخيرة هو استثمارها الكبير في مصنع البطاريات في كارولينا الشمالية، الذي تقدر تكلفته بحوالي 14 مليار دولار.
الهدف من هذا المصنع هو توفير البطاريات اللازمة لتشغيل السيارات الهجينة والكهربائية في السوق الأمريكي، وهذا الاستثمار أثبت كفاءته في التخفيف من تأثير الرسوم الجمركية، حيث يُعد مصنع تويوتا الأمريكي هو المصدر الرئيسي لبطاريات سيارات هوندا الهجينة في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: سعر ومواصفات هيونداي سانتافي 2025.. كل ما تحتاج معرفته عن الأداء والمميزات
هوندا تكمل خطتها الاستراتيجية بنقل الإنتاج إلى أمريكا
في خطوة أخرى ضمن إستراتيجيتها لمواجهة الضغوط الجمركية الأمريكية، قررت هوندا نقل إنتاج الجيل القادم من سيارة سيفيك هايبرد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدلاً من المكسيك كما كان مخططًا في البداية.
وهذه الخطوة تأتي في سياق الاستجابة للضرائب الجمركية التي كانت ستزيد من تكاليف الإنتاج في المكسيك، وبالتالي مع انتقال الإنتاج إلى الأراضي الأمريكية، ستتمكن هوندا من توفير التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية، مما يعزز قدرتها على المنافسة في السوق الأمريكي.
التأثير الكبير للضرائب الجمركية على صناعة السيارات
يُظهر التحول في استراتيجية هوندا كيفية تأثير الضرائب الجمركية التي فرضها ترامب على صناعة السيارات العالمية، وعلى الشركات الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على استيراد المكونات والبطاريات من الخارج.
وهذا التغيير يأتي في وقت يتزايد فيه الطلب على السيارات الهجينة والكهربائية، ومع فرض الرسوم الجمركية على البطاريات من الصين واليابان، فإن الأسعار ستتأثر بشدة، مما يجعل من الضروري على الشركات مثل هوندا وتويوتا اتخاذ تدابير وقائية لتقليل الخسائر المحتملة.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن الاستثمار في المصانع المحلية هو الخيار الأفضل لتجنب الأعباء الإضافية الناتجة عن الرسوم الجمركية، وهو ما يفسر لماذا توجهت العديد من الشركات مثل هوندا و تويوتا إلى إنشاء مصانع في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: سعر ومواصفات فورد إكسبيديشن 2025.. الأداء والتكنولوجيا في سيارة واحدة
مستقبل صناعة السيارات في ظل التوترات التجارية
مع هذه التغيرات، يمكن أن تُغير هوندا و تويوتا معًا ملامح صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستسهم هذه الاستثمارات في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، لكن الضرائب الجمركية التي يفرضها ترامب على المنتجات المستوردة قد تواصل تحدي الشركات، مما يجعلها بحاجة إلى إعادة ترتيب استراتيجيات الإنتاج والتوريد.
ويُعد الاتفاق بين هوندا و تويوتا خطوة ذكية في وقت عصيب للعديد من الشركات العاملة في صناعة السيارات، في ظل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات من الصين واليابان، يسعى كلا الجانبين إلى الحفاظ على استقرار الأسعار و تعزيز الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة.
ومن خلال هذه الاتفاقية، تتجنب هوندا الزيادة المحتملة في التكاليف، مما يعزز من قدرتها التنافسية في السوق الأمريكي. هذه الصفقة تعد من بين الخطوات الاستراتيجية التي تُظهر كيف يمكن أن تؤثر السياسات التجارية على التوريد العالمي و استراتيجيات الشركات في الصناعات العالمية الكبرى مثل صناعة السيارات.