واشنطن تُخلي قواعدها في الخليج.. هل اقتربت الضربة العسكرية الأمريكية لإيران؟

في تطور لافت على صعيد التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، كشفت شبكة CNN عن قيام أمريكا بإخلاء طائراتها “غير المحمية” من قاعدة العديد الجوية في قطر، فضلاً عن إعادة تمركز سفنها الحربية من القواعد البحرية في البحرين.

في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً قوياً على أن ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران باتت وشيكة. هذه التحركات التي وصفتها مصادر عسكرية أمريكية بـ”الاحترازية”، تأتي في ظل تقارير متزايدة عن احتمالات دخول واشنطن في عمل عسكري ضد منشآت إيرانية، وعلى رأسها الموقع النووي المحصن في “فوردو”.

التدخل الأمريكي المحتمل في الحرب ضد إيران

التوترات بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل ليست جديدة، لكنها تصاعدت في الآونة الأخيرة، مع نشوب الحرب بين طهران وتل أبيب منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران “الأسد الصاعد”، والرد الإيراني بعملية “الوعد الصادق3” ضد إسرائيل.

الإدارة الأمريكية، بحسب تسريبات من البنتاجون، وضعت عدة سيناريوهات للتعامل مع إيران، تتراوح بين الردع السياسي إلى توجيه ضربات عسكرية محدودة تستهدف المنشآت النووية الأكثر تحصينًا.

أحد أبرز الأهداف المحتملة، وفقًا لمصادر أمنية تحدثت لـCNN، هو مفاعل “فوردو”، الواقع في عمق الجبال ويُعد من أكثر المواقع الإيرانية تأمينًا، ما يعكس جدية النقاش داخل دوائر صنع القرار الأمريكي حول التصعيد العسكري.

في ذات السياق، تم إطلاع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مخاطر وفوائد شن هجوم على هذا الموقع، ما يعكس أن هذا الخيار ظل مطروحًا على الطاولة لفترة ليست بالقصيرة.

طائرات أمريكية في قاعدة العُديد الجوية في قطر

هل اقتربت الضربة الأمريكية؟

يشير نقل الطائرات من قطر وإعادة تموضع السفن الأمريكية من البحرين إلى استراتيجية دفاعية هجومية مزدوجة، تهدف من جهة إلى حماية الأصول الأمريكية تحسبًا لهجوم إيراني انتقامي، ومن جهة أخرى إلى تمهيد الأجواء لشن ضربة استباقية ضد طهران.

يُرجح محللون عسكريون أن هذا التحرك لا يمكن فصله عن التقديرات الأمريكية بوجود “نافذة مثالية” لتنفيذ عمل عسكري قبل الانتخابات الأمريكية القادمة، أو قبل أن تصل إيران إلى نقطة اللاعودة في تطوير برنامجها النووي.

متى تحين ساعة الصفر؟

من المتوقع توجيه ضربة أمريكية لمنشآت نووية إيرانية على المدى القصير .. “خلال أيام” مع ارتفاع مؤشرات الإخلاء والدعم اللوجستي قد تعني أن التحضيرات دخلت مرحلتها النهائية.

كما أن واشنطن بعمليات الإخلاء تلك تخشى رد الفعل الإيراني على مصالحها في المنطقة وقواعدها العسكرية المنتشرة في دول الخليج وعلى رأسها قاعد العُديد في قطر “أكبر قاعد جوية أمريكية”.

التحركات الأمريكية مقدمة لضربة عسكرية

التحركات الأمريكية الأخيرة في الخليج ليست مجرد إجراءات دفاعية، بل تحمل رسائل ردع قوية لإيران، وقد تكون مقدمة فعلية لضربة عسكرية تُعيد رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط.

ومع اشتعال الحرب بين إيران وإسرائيل، ومناشدة تل أبيب حليفتها واشنطن بسرعة التدخل لحمايتها من صواريخ طهران، وضرورة التدخل لإنهاء تلك الحرب بتوجيه ضربة شاملة للقضاء على البرنامج النووي الإيراني .. يجعل دخول الولايات المتحدة وشيكاً وأقرب من أي وقتٍ مضى.

اقرأ أيضًا.. الاختراق من الداخل.. الموساد يستخدم صواريخ “سبايك” ومسيرات لتدمير دفاعات إيران.. شاهد

زر الذهاب إلى الأعلى