سياسة

وزير الخارجية الإيراني يصل القاهرة وسط تصعيد إقليمي

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة يوم الأربعاء، في أول زيارة رفيعة المستوى يقوم بها مسؤول إيراني إلى مصر منذ عام 2013،

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة يوم الأربعاء، في أول زيارة رفيعة المستوى يقوم بها مسؤول إيراني إلى مصر منذ عام 2013، وفقا لما نشرته وكالة الانباء الإيرانية.

تؤكد هذه الزيارة، التي تعد جزءًا من جولة إقليمية أوسع نطاقًا، على تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وخاصة بين إيران وإسرائيل، حيث تتبادل الدولتان التهديدات في أعقاب التصعيد العسكري الأخير.

زيارة في الوقت المناسب وسط التوترات الإقليمية

تأتي زيارة عراقجي في منعطف حرج، حيث يعيش الشرق الأوسط حالة من التوتر بعد الضربة الصاروخية الباليستية التي شنتها إيران ضد إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر. وكانت الضربة، التي شملت ما يقرب من 200 صاروخ باليستي، بمثابة رد انتقامي من طهران على اغتيال شخصيات بارزة من حماس وحزب الله في غارات جوية إسرائيلية منفصلة. وقد أدى الهجوم الإيراني، وهو الثاني ضد إسرائيل منذ أبريل، إلى تفاقم التوترات بين القوتين الإقليميتين.

بحسب خاص عن مصر، صاغ البيان الرسمي الإيراني الضربة الصاروخية باعتبارها انتقاما لمقتل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وكلاهما قُتلا في عمليات إسرائيلية. وكان رد إسرائيل سريعا، حيث حذر وزير الدفاع يوآف غالانت من أن أي رد إسرائيلي مستقبلي سيكون “قاتلا ودقيقا ومفاجئا”.

المشاركة الدبلوماسية: جولة إيران الإقليمية

إن زيارة عراقجي للقاهرة هي جزء من جولة دبلوماسية أوسع نطاقا عبر اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، بما في ذلك الأردن ولبنان وسوريا والعراق والمملكة العربية السعودية وقطر وعمان. وتأتي جهوده الإقليمية بعد فترة حساسة من المواقف العسكرية والدبلوماسية بين طهران وتل أبيب، حيث يبدو أن الدولتين مستعدتان لمزيد من التصعيد إذا استفزتهما.

لقد ظلت إيران ثابتة في موقفها، محذرة من رد حازم على أي عدوان إسرائيلي. ويُنظر إلى المشاركات الدبلوماسية لعراقجي على أنها جهد لحشد الدعم من الدول المجاورة مع نقل موقف طهران بشأن الصراع المتصاعد. وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية، فإن المحطة التالية لعراقجي ستكون تركيا، حيث من المتوقع أن تجري المزيد من المناقشات.

أقرا أيضا.. الخطاب الأخير قبل الهزيمة والنفي.. حميدتي يتهم حلفائه السابقين بالخيانة

مصر وإيران: علاقة دافئة

تشير زيارة عراقجي إلى مصر إلى ذوبان محتمل في العلاقات بين القاهرة وطهران، والتي كانت متوترة تاريخيا. كانت آخر زيارة رفيعة المستوى من مسؤول إيراني إلى القاهرة في عام 2013، عندما زار وزير الخارجية آنذاك علي أكبر صالحي مصر كجزء من جولة أفريقية. شهدت العلاقات بين البلدين تحسنًا تدريجيًا في الأشهر الأخيرة، ويُنظر إلى زيارة عراقجي على أنها خطوة نحو المزيد من المشاركة الدبلوماسية.

في حين حافظت مصر على موقف محايد وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، فإن العلاقات الدافئة بين القاهرة وطهران قد تشير إلى تحول في الدبلوماسية الإقليمية لمصر، مما يضعها كوسيط محتمل في الصراعات المستقبلية. ويشير المحللون إلى أن المصالح الاستراتيجية لمصر في الاستقرار الإقليمي وعلاقاتها مع كل من الدول الغربية والشرق الأوسط قد تؤثر على نهجها تجاه التنافس بين إيران وإسرائيل.

الاستجابات الدبلوماسية والمخاوف العالمية

لا يزال المجتمع الدولي يشعر بقلق عميق إزاء احتمالات المزيد من التصعيد. ففي الأيام التي سبقت جولته الإقليمية، أجرى عراقجي مناقشات هاتفية مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وتركزت هذه المحادثات حول الصراع الدائر والحاجة إلى حلول دبلوماسية لمنع الوضع من الخروج عن السيطرة.

وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل الاستعداد لأي ضربات انتقامية إيرانية، حيث صرح كبار المسؤولين بأن أي إجراءات عسكرية أخرى من طهران ستقابل بقوة حاسمة. ويعكس تحذير جالانت من رد “قاتل ومفاجئ” التدابير الأمنية المشددة التي اتخذتها إسرائيل تحسبا للتحركات الإيرانية المحتملة.

زر الذهاب إلى الأعلى