فضيحة قيد التحقيق تهدد وزير الدفاع الأمريكي.. شارك معلومات حساسة مع أقاربه

القاهرة (خاص عن مصر)- وجد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث نفسه في قلب جدل بعد أن كشفت تقارير عن تثبيته تطبيق سيجنال على جهاز كمبيوتر خاص في مكتبه في البنتاجون.
استخدم هيجسيث، وزير الدفاع الأمريكي، هذا التطبيق، المعروف بتشفيره الشامل، للتواصل في بيئة تتسم بضعف خدمة الهاتف المحمول، وعدم السماح باستخدام الهواتف الشخصية في بعض المناطق. وتثير هذه الاكتشافات مخاوف كبيرة بشأن مشاركة المعلومات الحساسة عبر قنوات غير آمنة.
قام هيجسيث، المسؤول عن الإشراف على الدفاع الوطني، بتركيب كابلات في وقت سابق من هذا العام لتوصيل جهاز كمبيوتر خاص بتطبيق سيجنال.
سهّل هذا الإعداد، الذي ورد أنه شاركه فيه مساعده ومساعد عسكري مبتدئ، التواصل في المبنى. ومع ذلك، فإن استخدام أدوات الاتصال الخاصة داخل البنتاجون أثار الآن مخاوف بشأن الأمن وإدارة المعلومات السرية.
وزير الدفاع الأمريكي وخطط الهجوم على اليمن
اشتدت حدة الجدل بعد الكشف عن استخدام هيجسيث لتطبيق سيجنال لمشاركة تفاصيل عسكرية حساسة قبل ساعات فقط من مهمة أمريكية استهدفت قوات الحوثيين في اليمن في 15 مارس.
وفقًا للتقارير، كشف هيجسيث عن خطط هجوم سرية للغاية في محادثة على سيجنال، شارك فيها زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي. وجاء ذلك قبيل مشاركته معلومات مماثلة مع مجموعة من كبار مسؤولي الأمن القومي.
أُعلن عن الاختراق عندما أُدرج محرر مجلة ذا أتلانتيك، جيفري جولدبرج، عن غير قصد في محادثة الأمن القومي. وقد زاد هذا الكشف غير المقصود عن الخطط العسكرية السرية من اشتعال الوضع، مما دفع إلى مزيد من التدقيق في ممارسات هيجسيث في التواصل داخل البنتاغون.
رد البنتاجون والتحقيق الرسمي
ردًا على الجدل المتزايد، أكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، أن اتصالات وزير الدفاع سرية، لكنه نفى أي مخالفات، مشيرًا إلى أن هيجسيث لم يستخدم سيجنال مطلقًا على جهاز الكمبيوتر الحكومي الخاص به.
نفى البيت الأبيض، على لسان المتحدثة باسمه كارولين ليفيت، هذه المسألة ووصفها بأنها “غير موضوعية”، مؤكدًا أن تطبيق سيجنال مُعتمد للاستخدام الحكومي.
ورغم هذه التأكيدات، بدأ القائم بأعمال المفتش العام في البنتاغون مراجعةً لأفعال هيجسيث المتعلقة بالكشف عن معلومات حساسة. كما دعا عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي روجر ويكر وجاك ريد إلى إجراء تحقيق فيما إذا كان استخدام هيجسيث لتطبيق سيجنال ينتهك البروتوكولات المتعلقة بمشاركة المعلومات السرية.
أقرا أيضا.. الجامعة لم تعُد الحلم.. شباب أمريكيون يختارون العمل بدلًا من الغرق في الديون
تداعيات واضطرابات في صفوف الموظفين
لم يقتصر الجدل الدائر حول هيجسيث على استخدامه لتطبيق سيجنال. ففي الشهر الماضي، واجه مكتبه اضطرابات كبيرة، حيث اتُهم أعضاء من فريقه المترابط بتسريب معلومات غير مصرح بها.
أُخرج ثلاثة من كبار العسكريين المخضرمين الذين جلبهم هيجسيث إلى البنتاجون من المبنى بعد اتهامهم بالكشف عن مواد حساسة.
بالإضافة إلى ذلك، لم يُسهم قرار هيجسيث بالتحدث علنًا على قناة فوكس نيوز، حيث انتقد المستشارين المفصولين ونفى الادعاءات، في تهدئة التوترات. أعرب مسؤولو البيت الأبيض، الذين يشعرون بالإحباط أصلًا من أسلوب إدارته، عن قلقهم إزاء الفوضى الداخلية في مكتبه، وحثوه على السيطرة على الوضع.
التدقيق المستمر والتداعيات السياسية
في حين دعم الرئيس ترامب ومسؤولو البيت الأبيض هيجسيث علنًا خلال الجدل الدائر، لا يزال مستقبل وزير الدفاع غامضًا.
دفع التدقيق المحيط بأفعاله، إلى جانب مشاكل الموظفين الداخلية، البعض إلى التشكيك في قيادته للبنتاغون. ومع استمرار التحقيقات في تعامله مع الاتصالات الحساسة، قد يواجه دور هيجسيث في الإدارة المزيد من التحديات.