وسط ترحيب دولي.. حكومة نواف سلام ترى النور في لبنان وهذا ما ينتظرها

أعلنت رئاسة الجمهورية في لبنان، السبت، عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام؛ وذلك بعد توقيع الرئيس  جوزاف عون مرسومين، الأول: بتكليف سلام بتشكيل الحكومة، والثاني: بقبول استقالة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي.

وجرى توقيع مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرًا، بعد مشاورات استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع مع مختلف القوى السياسية اللبنانية.

نواف سلام يعلن خطة الإصلاح

وفي كلمة ألقاها عقب تكليفه، شدد رئيس الوزراء اللبناني الجديد نواف سلام على أن الحكومة ستكون حكومة إصلاح وإنقاذ، مؤكداً أن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي.

قاضٍ دولي في مهمة حكومية.. نواف سلام يقترب من رئاسة وزراء لبنان

وأشار سلام إلى التزام حكومته بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل عام 2006، والعمل على تأمين الأمن والاستقرار في لبنان من خلال استكمال تنفيذ هذا القرار واتفاق وقف إطلاق النار.

كما أكد أن الحكومة الجديدة ستولي اهتماماً خاصاً بتنفيذ إصلاحات اقتصادية عميقة بهدف جذب أموال إعادة الإعمار والاستثمارات اللازمة للنهوض بالاقتصاد اللبناني، في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

أول جلسة للحكومة الجديدة في لبنان

وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن مجلس الوزراء الجديد سيعقد أولى جلساته يوم الثلاثاء المقبل 11 فبراير في قصر بعبدا بالعاصمة بيروت، حيث من المتوقع أن يتم تحديد أولويات العمل الحكومي وخطة الإصلاحات المطلوبة.

تشكيلة حكومة لبنان الجديدة

تضم الحكومة الجديدة 24 وزيراً هم: طارق متري نائباً لرئيس الحكومة، ميشال منسى وزيراً للدفاع، يوسف رجي وزيراً للخارجية والمغتربين، شارل الحاج وزيراً للاتصالات، جوزيف صدي وزيراً للطاقة والمياه، أحمد الحجار وزيراً للداخلية، عادل نصار وزيراً للعدل، ياسين جابر وزيراً للمالية، ركان ناصر الدين وزيراً للصحة العامة، غسان سلامة وزيراً للثقافة، جو عيسى الخوري وزيراً للصناعة.

وعامر البساط وزيراً للاقتصاد والتجارة، نزار هاني وزيراً للزراعة، بول مرقص وزيراً للإعلام، حنين السيد وزيراً للشؤون الاجتماعية، فايز رسامني وزيراً للأشغال العامة والنقل، كمال شحادة وزير دولة لشؤون التكنولوجيا، محمد حيدر وزيراً للعمل، نورا بيرقداريان وزيرة للشباب والرياضة، لورا الخازن لحود وزيرة للسياحة، فادي مكي وزيراً للتنمية الإدارية، ريما كرامي وزيرة للتربية والتعليم العالي، تمارا الزين وزيرة للبيئة.

ترحيب دولي

تشكيل الحكومة جاء بعد حالة من الجمود السياسي، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية المرتبطة بالثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل”، واللتين تلعبان دوراً مؤثراً في المشهد السياسي اللبناني.

في هذا السياق، رحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، بتشكيل الحكومة الجديدة، معتبرة أنها خطوة تمهد لفصل جديد للبنان.

وأكدت استعداد الأمم المتحدة للتعاون مع الحكومة اللبنانية في جهودها لتعزيز الإصلاحات وتوطيد الأمن والاستقرار من خلال التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي.

دعم أوروبي

بدورها، أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ساندرا دو وال، عن دعم الاتحاد للحكومة الجديدة، مرحبة بالتزامها بأجندة إصلاحية.

وقالت في منشور على منصة “إكس”: “نعرب عن دعمنا للحكومة الجديدة في لبنان ونرحب بالتزامها بأن يكون لديها أجندة إصلاحية. الإصلاحات ضرورية لمستقبل لبنان وسنواصل دعمها”.

وأضافت دو وال أن الاتحاد الأوروبي يعول على جميع القوى السياسية اللبنانية ليس فقط في اعتماد الإصلاحات، بل أيضاً في تنفيذها لضمان تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد.

تحديات تنتظر حكومة لبنان

تواجه الحكومة الجديدة تحديات جسيمة تتعلق بالأزمة الاقتصادية الحادة، والانقسام السياسي الداخلي، إلى جانب الضغوط الخارجية المرتبطة بالملفات الإقليمية.

ومع ذلك، يبقى الأمل معقوداً على قدرة الحكومة بقيادة نواف سلام على تنفيذ إصلاحات حقيقية تعيد الثقة إلى الداخل اللبناني والمجتمع الدولي، وتفتح الباب أمام دعم اقتصادي طال انتظاره.

اقرأ أيضًا: دعا للوحدة والتوافق.. سلام يبدأ تشكيل حكومة لبنان وسط تحديات سياسية