وصفهم بـ«أولاد الكلاب».. سر خطاب محمود عباس ضد حماس

في تصعيد غير مسبوق، شنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، هجومًا لاذعًا على حركة حماس، مستخدماً عبارات مسيئة وشتائم علنية، خلال كلمة ألقاها، اليوم الأربعاء، في افتتاح الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني بمدينة رام الله.
وقال عباس في خطابه: “يا ولاد الكلب، سلموا الرهائن حتى لا يكون لإسرائيل أي ذريعة”، في إشارة إلى الجنود والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس منذ بداية الحرب على غزة.
هذه العبارة فجَّرت موجة استياء واسعًا، وطرحت تساؤلات حول دلالات التوقيت وحِدَّة اللغة التي لم يسبق أن استخدمها رئيس السلطة بهذا الشكل المباشر.
تصريحات محمود عباس أقسي خطاب في العلاقة بين فتح وحماس
جاء خطاب عباس في وقت حرج تمر به الساحة الفلسطينية، وسط حرب إسرائيلية مستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، وانقسام داخلي سياسي عميق.
وبحسب تقارير فإن التصريح الذي وُصف بأنه الأقسى في تاريخ العلاقة بين فتح وحماس، أثار استنكاراً من شخصيات سياسية ومحللين، وفتح باباً جديداً للجدل حول شرعية الخطاب السياسي للسلطة الفلسطينية.
ورأى متابعون أن الخطاب لم يُوجَّه لحماس فقط، بل حمل في طياته إساءة لكثير من الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، الذين يدفعون يوميًا ثمن العدوان والانقسام السياسي.
علاقة مباحثات حماس والإدارة الأمريكية بتصريحات محمود عباس
وفق مراقبين يأتي التصعيد من عباس في ظل شعور السلطة الفلسطينية بالعزلة السياسية، خاصة بعد مؤشرات عن تواصل غير مباشر بين حماس وبعض الجهات الدولية، بما فيها أطراف من الإدارة الأمريكية، لمناقشة مستقبل غزة بمعزل عن السلطة. هذا التهميش المتزايد أغضب قيادة رام الله، التي ترى في هذه التحركات مساساً بدورها السياسي والتمثيلي.
كما تشير مصادر فلسطينية إلى أن خطاب عباس جاء في سياق داخلي أيضاً، في ظل تحركات داخل منظمة التحرير لاستحداث منصب نائب للرئيس، ما يعكس صراعاً خفياً على مستقبل القيادة السياسية الفلسطينية.
مقاطعة فصائلية لاجتماع المجلس المركزي
اللافت أن المجلس المركزي الذي ألقى فيه عباس كلمته، شهد غياب عدد من الفصائل الرئيسية، مثل الجبهة الشعبية والمبادرة الوطنية، إضافة إلى حماس والجهاد الإسلامي. هذا الغياب بحسب مراقبون أكد مجدداً هشاشة التمثيل السياسي الفلسطيني الرسمي، وأظهر عمق الشرخ في النظام السياسي القائم.
رد حماس على إهانة محمود عباس
ورغم أن حماس لم تصدر موقفاً رسمياً فورياً، إلا أن عضو مكتبها السياسي باسم نعيم وصف الاجتماع بأنه مغتصب للشرعية، مؤكداً أن خطاب عباس يخدم رواية الاحتلال، ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحساسة.
في المقابل، طالب محللون الرئيس الفلسطيني بالاعتذار عن عباراته، والعودة إلى خطاب يوحّد الفلسطينيين بدلاً من تقسيمهم، خاصة في ظل ما يتعرض له القطاع من دمار غير مسبوق.
اقرأ أيضا: بعد خلية الصواريخ.. الأردن يعلن الحرب على الإخوان ويحظر أنشطتها ويصادر مقراتها