وفاة الأمير النائم بعد أكثر من عقدين من الغيبوبة.. نهاية فصل إنساني هز مشاعر السعوديين والعالم العربي
أعلن الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز، اليوم السبت، وفاة نجله الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف إعلاميا بـ”الأمير النائم”، بعد 21 عاما من الغيبوبة إثر حادث مروري أليم وقع في عام 2005.
ونعى الأمير خالد ابنه عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، قائلا: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، ننعى ابننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم”.
حادث غيّر حياة شاب واعد
وُلِد الأمير الوليد في أبريل 1990، وكان من الطلبة المتفوقين في الكلية العسكرية بلندن عندما تعرض لحادث مروري مروع عام 2005.
وقد أدخله الحادث في غيبوبة تامة استمرت حتى وفاته. طوال هذه الفترة، ظل تحت رعاية طبية دقيقة في مركز متخصص داخل المملكة العربية السعودية، دون أن يستعيد وعيه، مما جعله يعرف بين السعوديين بـ”الأمير النائم”.
تشييع الجثمان ومراسم العزاء
وأعلن الأمير خالد بن طلال أن الصلاة على جثمان الأمير الوليد ستقام عصر يوم غد الأحد في جامع الإمام تركي بن عبدالله، وسط العاصمة السعودية الرياض.
وأوضح أن عزاء الرجال سيكون في قصر الأمير الوليد بن طلال بحي الفاخرية، بينما يقام عزاء النساء في قصر الأمير طلال بن عبدالعزيز في الحي ذاته، بعد صلاة المغرب ولمدة ثلاثة أيام.
صبر عائلة لا يضاهى وإيمان لا يتزعزع
طوال السنوات الماضية، تمسك الأمير خالد بن طلال بالأمل، رافضا فكرة رفع أجهزة الإنعاش عن نجله، ومؤمنا أن “الحياة والموت بيد الله وحده”. وصرح مرارا أن التحركات الجسدية الطفيفة التي ظهرت احيانا على الأمير الوليد – مثل تحريك الرأس أو اليد – كانت سببًا متجددًا للأمل لدى العائلة ومحبيه.
وقد استحوذ موقف الأمير خالد على تعاطف الشارع السعودي والعربي، ولاقى احتراما واسعا من المتخصصين والمهتمين بالشأن الإنساني، إذ عبر كثيرون عن تقديرهم العميق لصبر الأب وإيمانه الراسخ، في ظل غياب أي مؤشرات طبية قوية على تحسّن الحالة الصحية.
تعاطف واسع ومتابعة مستمرة
وقد حظيت حالة الأمير الوليد باهتمام واسع داخل المملكة وخارجها، وتحولت قصته إلى واحدة من أكثر القضايا الإنسانية تداولا على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وانتشرت مقاطع فيديو وصور للأمير “النائم”، أبرزها مقطع عام 2019 أظهره وهو يحرك رأسه من جهة إلى أخرى، ما أثار موجة تعاطف كبيرة خاصة بين الأجيال الجديدة.
وقد عبر الآلاف من المواطنين عن مشاعرهم في تعليقاتهم ودعواتهم، مؤكدين أن القصة تجاوزت كونها حالة طبية لتصبح رمزًا للصبر والإيمان والتعلق بالأمل، ورسالة واضحة بأن المحبة والعائلة يمكن أن تصنع المعجزات حتى في أحلك الظروف.
نهاية رحلة طويلة.. وبداية حكاية في الذاكرة
ولم تكن مأساة الأمير الوليد مجرد غيبوبة طبية، بل تحولت إلى ملحمة إنسانية تجسد معاني الصبر والتشبث بالأمل، جسدتها عائلة آل سعود، وخصوصا والده الأمير خالد.
اقرأ أيضا.. تحديث محسوب في مكة والمدينة.. السعودية تراهن بقوة على ملكية الأجانب للعقارات
وعلى مدى 20 عاما، بقي الوليد في وعي السعوديين، شاهداً على وفاء أسرته، وتعاطف مجتمع بأكمله.
ورغم الرحيل، تبقى قصة “الأمير النائم” محفورة في وجدان من عايشوها، شاهدا على إرادة الحياة في وجه الألم، وعلى حب لم يبهت، وعلى دعاء لم ينقطع.