ختام مفاوضات الوفدين الأمريكي والروسي في السعودية .. ماذا دار في الكواليس؟

مفاوضات وفد أمريكا وروسيا .. اتجهت أنظار العالم خلال الـ 48 ساعة الماضية إلى العاصمة السعودية “الرياض”؛ وذلك بعد الإعلان عن عقد لقاءات لوفدي القوى العظمي في العاصمة برعاية المملكة العربية السعودية.

مفاوضات وفد أمريكا وروسيا في السعودية

التقى الوفد الأمريكي الوفد أوكراني مساء أول أمس الأحد، وأعقبه لقاء الوفد الأمريكي لوفد روسي في ساعة متأخرة من مساء أمس، وامتد اللقاء للساعات الأولى من فجر اليوم.

وقد صرّح عضو الوفد الروسي رئيس اللجنة الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي غريغوري كاراسين، أن وفدي روسيا وأمريكا اختمما المفاوضات في الرياض، وقال كاراسين لوكالة “تاس” الروسية: “نحن بصدد اختتام المفاوضات، ومن المتوقع أن نصل إلى إصدار بيان مشترك”.

وفد أمريكا وروسيا يناقش أخطر المشاكل

وفي وقت سابق من أمس الاثنين، أفاد عضو الوفد الروسي، غريغوري كاراسين، بأن المفاوضات مع الجانب الأمريكي في الرياض تجري على قدم وساق، مشيرًا إلى أن الجانبين يتحدثان عن “أخطر المشاكل”.

وقد اجتمع الوفدان في فندق ريتز كارلتون، وقد طلب موظفو جهاز أمن الدولة في المملكة العربية السعودية من الصحفيين وغيرهم من الأشخاص مغادرة الفندق، كما منعت دخول أي شخص إلى مبنى الفندق طوال يوم أمس حتى لا يتم الإدلاء بأية تصريحات، أو تصوير أعضاء الوفدين، وفقاً لطلبهم، وأيضاً لأغراض تأمينية لهم.

أعضاء الوفد الأمريكي والروسي

ويقود الوفد الأمريكي أندرو بيك مسؤول الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأميركي، ومايكل أنطون كبير موظفي تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأميركية، وفق ما أفادت وكالة رويترز.

ويمثل روسيا في الاجتماع رئيس اللجنة الدولية لمجلس الفيدرالية الروسي، غريغوري كاراسين، ومستشار مدير جهاز الأمن الفيدرالي سيرغي بيسيدا.

أما الوفد الأوكراني، فرأسه وزير الدفاع رستم عمروف، ووزير الخارجية أندريه سيبيها، والمستشار العسكري الرئاسي بافلو باليسا، ومعهم أيضاً رئيس مكتب زيلينسكي أندريه يرماك.

وقد تركزت المحادثات في المقام الأول بشكل أساسي على الفروق الدقيقة في احتمال استئناف المبادرة المتعلقة بسلامة الملاحة في البحر الأسود، والتي تمت مناقشتها خلال الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.

وبحث بوتين وترامب في محادثات هاتفية في 18 مارس الجاري، الوضع في أوكرانيا، وشروط منع التصعيد، إضافة إلى قضايا دولية.

في الوقت نفسه، تمت مناقشة جوانب أخرى تتعلق بالتسوية الأوكرانية خلال مفاوضات الرياض.

وصرح المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، بأن الولايات المتحدة تتوقع تقدمًا ملموسًا من المفاوضات مع روسيا في المملكة العربية السعودية.

وأضاف ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز”، أنه من الممكن أن يتم إحراز تقدم حقيقي في مباحثات المملكة العربية السعودية، خاصة فيما يتعلق بالبحر الأسود، والمزيد من وقف إطلاق النار على السفن بين البلدين، ومن الطبيعي أن يتبع ذلك وقف كامل لإطلاق النار”.

وفي 18 مارس الجاري، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكما أفاد الكرملين، طرح ترامب خلال المحادثة اقتراحا لأطراف الصراع بالتخلي المتبادل عن الهجمات على البنية التحتية للطاقة لمدة ثلاثين يوما؛ وأيد بوتين هذه المبادرة وأعطى الجيش الروسي على الفور القيادة المناسبة.

وفي وقت لاحق، قال فلاديمير زيلينسكي إن أوكرانيا ستدعم اقتراح وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة.

هدنة مؤقتة لـ 30 يومًا

يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت طرحت سابقًا هدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا بين الدولتين، تتوقف خلالها جميع الهجمات بشكل كامل لاسيما ضد البنى التحتية ومنشآت الطاقة.. وهو ما بحث إمكانية تنفيذه أعضاء الوفود الثلاثة، ومن المتوقع أن تحدث انفراجة قريبة في الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن المباحثات بين الوفد الروسي والأمريكي في الرياض قد أحرزت تقدماً كبيراً في تقريب وجهات النظر وهناك شبه اتفاق على عدة مبادئ عامة وأولها ضرورة إنهاء الحرب .. ومن المنتظر أن يتم إصدار بياناً خلال الساعات القادمة من الجانبين بعد الرجوع لقيادات البلدين، والتوصل لاتفاق.

لماذا اختيرت الرياض؟

تلعب المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في محيطها الاقليمي والدولي، فهي أكبر مُصدِر للبترول، وتتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وكذلك روسيا، واحتفظت بعلاقة وثيقة مع كييف واستقبلت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة، وحضر خلال إحدى زياراته قمة الجامعة العربية في مايو عام 2023 في جدة. والتقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في وقت سابق.

اقرأ أيضًا: مفتاح الإيقاف.. كلمة السر وراء مراجعات دول أوروبا لتعاقداتها على المقاتلة F-35