وفقا لاقتراح بايدن.. كاتس يهدد بتكثيف القتال في غزة حال عدم إطلاق الرهائن
القاهرة (خاص عن مصر)- أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنذارًا صارخًا لحماس، محذرًا من شن ضربات غير مسبوقة على غزة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى المجموعة على الفور.
وفقا لما نشرته تايمز أوف إسرائيل، في حديثه خلال زيارة لبلدة نتيفوت، صرح كاتس، “ما لم تسمح حماس قريبًا بإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين من غزة وتوقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل، فإنها ستواجه هجمات بحجم لم تشهده غزة من قبل”.
أكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتكثيف حملته العسكرية ضد ما أسماه “أوكار الإرهابيين” في غزة.
كما تحدث الوزير إلى سكان غزة، وحثهم على الانتفاضة ضد حماس، التي اتهمها باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وأكد استعداد إسرائيل للتفاوض على صفقة لتبادل هادئ، مشيرًا إلى اقتراح تقدم به الرئيس الأمريكي جو بايدن كإطار محتمل للحل.
من بين الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حماس إطلاق الصواريخ على نتيفوت، والتي على الرغم من عدم التسبب في إصابات أو أضرار، إلا أنها أدت إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
اقرأ أيضًا: بعد رحيل الأسد.. حسابات إسرائيل الاستراتيجية تقلب المشهد السوري رأسًا على عقب
اقتراح بايدن لوقف إطلاق النار: خطة من ثلاث مراحل
قدم الرئيس جو بايدن خطة شاملة من ثلاث مراحل تهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، وبدء جهود إعادة الإعمار في غزة. ويؤكد الاقتراح على الإغاثة الإنسانية والاستقرار الإقليمي، بهدف تحقيق التوازن بين المخاوف الأمنية لإسرائيل واحتياجات المدنيين الفلسطينيين.
المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار الفوري وتبادل الرهائن
المرحلة الأولى، التي تستمر ستة أسابيع، تدعو إلى:
- وقف إطلاق النار الكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
- إطلاق سراح الرهائن، مع إعطاء الأولوية للنساء وكبار السن والجرحى، في مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.
- زيادة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية إلى 660 شاحنة يوميًا، إلى جانب توزيع الملاجئ المؤقتة والإمدادات الأساسية.
- كما سيتم إطلاق سراح الرهائن الأميركيين خلال هذه المرحلة، في حين تبدأ المفاوضات بين إسرائيل وحماس لتحديد الشروط اللازمة لوقف دائم للأعمال العدائية.
المرحلة الثانية: وقف دائم للأعمال العدائية
بناءً على أسس وقف إطلاق النار الأولي، ستشهد المرحلة الثانية ما يلي:
- إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.
- انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة.
- التحول من وقف إطلاق نار مؤقت إلى وقف دائم للأعمال العدائية، بشرط وفاء حماس بالتزاماتها.
- تهدف هذه المرحلة إلى تمهيد الطريق لإعادة بناء غزة والحد من التوترات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
المرحلة الثالثة: إعادة الإعمار والتكامل الإقليمي
تركز المرحلة الأخيرة على التعافي والاستقرار على المدى الطويل، وتتضمن:
- جهد دولي كبير لإعادة بناء البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المنازل والمدارس والمستشفيات.
- تدابير لمنع حماس من إعادة التسلح، بإشراف من أصحاب المصلحة الدوليين.
- التكامل الإقليمي لإسرائيل، بما في ذلك اتفاقيات التطبيع مع دول مثل المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا: بسبب صراعها مع أوكرانيا.. القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة خلال عام 2024
استجابة منقسمة
بينما تحدد خطة بايدن مسارًا منظمًا نحو السلام، فقد واجهت انتقادات من فصائل مختلفة داخل إسرائيل. إن العناصر المتشددة داخل الحكومة الإسرائيلية متشككة، وتدعو إلى استمرار العمليات العسكرية وتعارض التنازلات التي يُنظر إليها على أنها تمكن حماس.
ومع ذلك، قال بايدن أن الحرب غير المحددة من شأنها أن تستنزف موارد إسرائيل وتعمق عزلتها الدولية، في حين تفشل في تأمين إطلاق سراح الرهائن أو تحقيق نصر حاسم.
في خطابه إلى الجمهور الإسرائيلي، حث بايدن على اتباع نهج استراتيجي، مؤكداً أن الاتفاق من شأنه أن يعزز الأمن، ويعزز الشراكات الإقليمية، ويوفر الأساس لتقرير المصير الفلسطيني. وقال بايدن: “هذه اللحظة حاسمة. إن النهج المتكامل الذي يبدأ بهذه الصفقة سيعيد الرهائن إلى ديارهم ويحقق قدراً أعظم من الأمن لإسرائيل”.
يؤكد إنذار كاتس على المخاطر العالية في هذه اللحظة. إذا رفضت حماس الاقتراح، فإن خطر التصعيد يلوح في الأفق، حيث قد تواجه غزة ضربات عسكرية غير مسبوقة. من ناحية أخرى، قد يمثل القبول بداية لعملية تحولية، وتحويل مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني نحو التهدئة وإعادة البناء.
حماس تقترح وقف إطلاق نار مؤقت
وسط تصاعد الخطاب، اقترحت حماس وقف إطلاق نار لمدة أسبوع، وعرضت تقديم قائمة بأسرى إسرائيل في اليوم الرابع، كما طلبت إسرائيل.
وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن الاقتراح لا يطالب بشروط بالإفراج عن الأسرى، أو انسحاب القوات الإسرائيلية، أو عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال غزة. وأشارت حماس، التي تحتجز حوالي 100 أسير إسرائيلي، إلى الصراع المستمر كعائق أمام تجميع قائمة كاملة بالمعتقلين.
على الرغم من اقتراح وقف إطلاق النار، أكدت حركة المقاومة الفلسطينية استعدادها للتوصل إلى اتفاق، مذكّرة بقبولها اقتراحًا توسطت فيه الولايات المتحدة في مايو، والذي رفضه في النهاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب شروط إضافية.
اقتراح بايدن لوقف إطلاق النار يفشل
كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا عن خطة لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل تهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية في غزة. ورغم الترويج لها باعتبارها “اقتراحًا إسرائيليًا جديدًا”، فإن الخطة تعيد تدوير المبادرات السابقة التي رفضتها الحكومة الإسرائيلية.
ردود أفعال أصحاب المصلحة على خطة بايدن
استجابت حماس بشكل إيجابي لخريطة الطريق التي وضعها بايدن، ورحبت بالخطوات نحو وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من غزة، وصفقات تبادل الأسرى الشاملة.
وكررت قطر ومصر، الوسيطان الرئيسيان في الصراع، هذه المشاعر، وحثتا الطرفين على الانتهاء من الاتفاق. ومع ذلك، تعكس ردود الفعل المحلية في إسرائيل انقسامات عميقة، حيث يعارض المسؤولون المتشددون أي هدنة لا تضمن القضاء التام على حماس.