وفق حسابات المكسب والخسارة… من ربح الحرب بين إيران وإسرائيل؟

مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل، احتدم الجدل حول نتائج المواجهة العسكرية بين الجانبين، التي شكّلت واحدة من أكثر جولات التصعيد خطورة في الشرق الأوسط منذ عقود..

في هذا التقرير، نحاول الإجابة على السؤال من ربح الحرب بين إيران وإسرائيل  ومن خرج منها مثقلًا بالخسائر بعد 12 يوما من الصراع العسكري؟

خسائر إيران من الحرب مع إسرائيل

شهد اليوم الأول من الحرب ضربات إسرائيلية موجعة استهدفت مواقع قيادية حساسة في إيران، وأدت إلى مقتل رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، وهو ما اعتُبر ضربة موجعة للمنظومة العسكرية الإيرانية.

كما تعرض البرنامج النووي الإيراني لخسائر فادحة بعد اغتيال عدد من أبرز العلماء النوويين الذين يشكلون العمود الفقري للمشروع النووي الإيراني.

وأكدت تقارير غربية أن منشآت حيوية، أبرزها منشأة “فوردو”، تعرضت لهجمات أمريكية دقيقة تسببت في دمار جزئي أو كلي، وهو ما لم تنفه طهران رسميًا حتى الآن.

خسائر بشرية واقتصادية داخل إيران

أسفرت الضربات الجوية والصاروخية التي طالت مواقع متعددة في إيران عن سقوط المئات من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون وعسكريون، إلى جانب خسائر كبيرة في البنية التحتية، شملت منشآت صناعية وعسكرية.

هذه التطورات جاءت في وقت تعاني فيه إيران من أزمة اقتصادية خانقة بفعل العقوبات الأمريكية المستمرة منذ سنوات، ما ضاعف من حجم الأثر الداخلي للضربات.

إسرائيل تحت نيران صواريخ إيران

في المقابل، تلقت إسرائيل ضربات صاروخية مباشرة من إيران، وُصفت بأنها الأعنف في تاريخها، حيث استهدفت عدة مدن إسرائيلية وتسببت في مقتل وجرح العشرات من المدنيين، إلى جانب دمار طال البنية التحتية في مناطق مختلفة.

الهجمات الإيرانية أعادت إلى الواجهة الجدل حول كفاءة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وعلى رأسها “القبة الحديدية”، التي عجزت عن صد عدد من الصواريخ، ما أثار قلقًا واسعًا داخل الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

الولايات المتحدة تعيد فرض هيبتها

دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة عبر استهداف منشآت نووية إيرانية منحها موقعًا محوريًا في المعادلة. فقد استخدمت واشنطن هذه الجولة لتأكيد تفوقها العسكري، ولإيصال رسالة واضحة مفادها أنها لا تزال اللاعب الأقوى في معادلات الشرق الأوسط.

الاتفاق الذي أعلن عنه ترامب جاء ليحقق هدفًا مزدوجًا: إيقاف التصعيد قبل أن يتوسع إقليميًا، وتسجيل مكاسب استراتيجية دون التورط في حرب طويلة.

من المستفيد من وقف الحرب بين إيران وإسرائيل؟

بالنظر إلى حجم الاختراقات التي طالت الأجهزة الإيرانية، والخسائر البشرية والعلمية التي تكبدتها طهران، يرى مراقبون أن الاتفاق مثّل طوق نجاة للنظام الإيراني، الذي كان يواجه خطر انهيار داخلي وشيك.

وبحسب مراقبين فقد منح الاتفاق إيران فرصة لالتقاط الأنفاس، ووقتًا لإعادة تقييم ثغراتها الدفاعية والأمنية.

في الجانب الإسرائيلي، سارع المسؤولون إلى إعلان النصر، مؤكدين أن تل أبيب قضت على التهديد الوجودي الإيراني عبر تحييد منشآت نووية واغتيال شخصيات قيادية. إلا أن الحرب كشفت في المقابل هشاشة الجبهة الداخلية، وضرورة مراجعة استعدادات الدولة لمواجهة صراعات متعددة الجبهات.

لا منتصر حقيقي

بحسب تقارير فرغم ما تصفه الأطراف بمكاسب ميدانية، فإن الواقع يشير إلى خسائر مؤلمة للطرفين. إيران خرجت من المعركة ضعيفة عسكريًا واقتصاديًا، بينما تعرَّضت إسرائيل لضربات غير مسبوقة، واهتزت ثقة الداخل بقدرتها على الردع.

وفق مراقبين فإن الولايات المتحدة وحدها ربما خرجت من هذه الجولة بمكسب استراتيجي واضح، بعد أن أعادت فرض حضورها العسكري، ودفعت الطرفين إلى طاولة التهدئة بشروطها.

لكن السؤال الأكبر كما يراه الخبراء: هل انتهت المواجهة فعلًا أم أنَّ جولة جديدة من التصعيد تنتظر اللحظة المناسبة للانفجار؟

اقرأ أيضًا: نبوءة “جوج ومأجوج” تُعود للواجهة.. هل تستعد إسرائيل لصدام مقدس مع إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى