وقود إيران الصلب يعاقب إسرائيل بصواريخ تخترق القبة الحديدية.. مقارنة شاملة مع نظيره السائل

مع احتدام الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل وقيام طهران برشق تل أبيب بصواريخ بعيدة المدى .. برز الحديث عن أنواع الصواريخ التي تم استخدامها في قصف إسرائيل، ومداها وقوتها وقدرتها التدميرية.

فلم تعد الصواريخ تُقاس فقط بمدى وصولها أو حجم رؤوسها الحربية، بل أصبح نوع الوقود المستخدم فيها عاملاً استراتيجياً يفصل بين صاروخ ينطلق خلال ثوانٍ وآخر يحتاج دقائق طويلة للتجهيز.

وكشف التقارير الأخيرة عن استخدام إيران صواريخ ذات الوقود الصلب، فما الفرق بينها وبين الصواريخ التي تستخدم الوقود السائل؟ وهل يؤثر نوع الوقود سواء كان صلبًا أم سائلاً على سرعة الردع، فعالية الهجوم، وأمان التشغيل؟

الوقود الصلب مقابل الوقود السائل: ما الفرق؟

الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب تتميز بجاهزية شبه فورية، إذ تكون مخزنة وهي مشحونة بالوقود وجاهزة للإطلاق في لحظة، ما يمنحها أفضلية في الاستجابة السريعة، خصوصًا في سيناريوهات الردع النووي أو الضربات الوقائية.

كذلك، يسهل تخزينها ونقلها دون مخاطر عالية، كما تتحمل ظروفًا بيئية قاسية.

فاتح إيران إسرائيل
صاروخ إيران فرط الصوتي “فتاح” يعمل بالوقود الصلب

الوقود السائل أكثر عُرضة للرصد عبر الأقمار الصناعية

في المقابل، تعتمد الصواريخ ذات الوقود السائل على تعبئة خزاناتها قبل الإطلاق، وهو ما يتطلب وقتًا وتجهيزات ميدانية قد تُرصد عبر الأقمار الصناعية.

ومع ذلك، تمنح هذه الصواريخ مرونة عالية في التحكم، خاصة في تعديل الدفع أثناء التحليق، كما أنها تستطيع حمل رؤوس حربية أكبر، وغالبًا ما تتمتع بمدى أطول من نظيراتها ذات الوقود الصلب.

صاروخ رعد-500 الباليستي الإيراني ويعمل بالوقود السائل

هل يؤثر نوع الوقود في القوة التدميرية أو المدى؟

يؤثر نوع الوقود على أداء الصاروخ في أكثر من جانب.

فبينما تتمتع الصواريخ العاملة بالوقود السائل بمدى أطول وقدرة على حمل حمولات أثقل، فإن الصواريخ ذات الوقود الصلب تتفوق من حيث الجاهزية وسرعة الإطلاق.

وعادة ما تستخدم الدول الكبرى مزيجًا من النوعين في برامجها الصاروخية لتغطية سيناريوهات مختلفة: ضربات استباقية، ردع نووي، أو دعم عمليات تكتيكية.

الصواريخ ذات الوقود الصلب أكثر جاهزية

ومن جانبه قال اللواء أركان حرب وائل ربيع الخبير العسكري، في تصريحات لـ “خاص مصر”، إن “الصواريخ ذات الوقود الصلب أصبحت خيارًا مفضلًا للدول التي تسعى لردع سريع، خصوصًا في بيئات غير مستقرة، حيث لا وقت للتجهيزات أو التعبئة”.

ويضيف ربيع : الصواريخ السائلة، رغم دقتها وقوتها، باتت تواجه تحديات في زمن الكشف عبر الأقمار الصناعية، كما أنها أقل أمانًا في النقل والتخزين.

ولهذا تتجه معظم الدول الحديثة إلى تطوير جيل جديد من الصواريخ بالوقود الصلب بعيد المدى، مثل الصين والهند وحتى إيران.

الوقود الصلب الأكثر تفضيلاً

يشكل نوع الوقود المستخدم في الصواريخ فارقًا حاسمًا في جاهزيتها واستراتيجيتها، وهو ما يدفع العديد من الدول نحو الاستثمار في الوقود الصلب رغم تعقيد تصنيعه.

أما الصواريخ السائلة، ورغم قوتها ومداها، فقد أصبحت تمثل عبئًا في ميادين الحرب الحديثة التي تتطلب استجابة فورية وتحركًا سريعًا، لا سيما في ظل تطور قدرات الرصد والاستهداف الاستباقي.

اقرأ أيضاً.. أغلى طائرة في العالم| قاذفة الأشباح الأمريكية B-2.. هل تتدخل لحسم المعركة لصالح إسرائيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى