ولي العهد السعودي يلغي رحلته إلى قمة العشرين في ريو 

 القاهرة (خاص عن مصر)- كشفت مصادر مطلعة على الأمر، لبلومبرج، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سيغيب عن حضور قمة مجموعة العشرين الأسبوع المقبل في ريو دي جانيرو. ويمثل هذا غيابًا ملحوظًا للحاكم الفعلي القوي للمملكة، والذي يبدو أن قراره متأثر باعتبارات صحية.

مخاوف صحية وراء القرار

يبدو أن السبب الرئيسي وراء إلغاء الأمير محمد هو مشكلة صحية متكررة: حالة قناة الأذن المزمنة التي أزعجته في الماضي.

تشير المصادر إلى أن الرحلة الطويلة من الرياض إلى ريو، والتي امتدت لأكثر من 14 ساعة، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انسداد الأذن والالتهاب الذي عانى منه الأمير محمد بن سلمان خلال الرحلات الدولية السابقة. وقد تركته مثل هذه الظروف أحيانًا مع انزعاج دائم لأيام بعد السفر، مما جعل الرحلة إلى البرازيل مشكلة خاصة.

هذه ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها المخاوف الصحية إلى إلغاء ارتباطات الأمير محمد الخارجية. في وقت سابق من هذا العام، انسحب من زيارة رسمية مقررة إلى اليابان، مشيرًا إلى مشاكل والده الصحية. كان الملك سلمان بن عبد العزيز، 88 عامًا، يخضع للعلاج من حالة في الرئة، مما دفع ولي العهد إلى البقاء بالقرب من الوطن.

أقرا أيضا.. العنف في أمستردام يعكس التطرف الناتج عن حرب إسرائيل ضد غزة

تأثير محمد بن سلمان على الدور العالمي للسعودية

على الرغم من غيابه عن قمة مجموعة العشرين، لا يزال الأمير محمد يتمتع بنفوذ كبير في الجغرافيا السياسية العالمية، وخاصة في قطاع الطاقة. بصفته رئيس وزراء السعودية، فإنه يدير الشؤون اليومية للمملكة، وهو الدور الذي أصبح أكثر أهمية نظرًا لتدهور صحة والده.

في الماضي، حضر اجتماعات دولية رفيعة المستوى، بما في ذلك قمة مجموعة العشرين العام الماضي في نيودلهي، مما يؤكد دوره القيادي العالمي.

قد يلعب توقيت قمة مجموعة العشرين والسياق الجيوسياسي الأوسع أيضًا دورًا في قرار ولي العهد. سيغيب كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الأمريكي جو بايدن عن تجمع ريو.

يعكس غياب بوتن، على وجه الخصوص، التوترات الأوسع داخل المجتمع الدولي. إن حقيقة أن رئاسة بايدن تقترب من نهايتها، مع بقاء شهرين فقط، ربما قللت من إلحاح حضور محمد بن سلمان، خاصة بالنظر إلى العلاقات الشخصية القوية التي تربط ولي العهد بكل من الزعيمين.

العلاقات الاستراتيجية مع روسيا والولايات المتحدة

كانت علاقات محمد بن سلمان مع كل من بوتن وبايدن موضوعًا لاهتمام كبير في السنوات الأخيرة. يتمتع الأمير محمد بعلاقة وثيقة مع الرئيس الروسي، وخاصة في سياق تحالف أوبك+.

تعمل السعودية وروسيا، وهما من أكبر منتجي النفط في العالم، عن كثب لإدارة إمدادات النفط العالمية واستقرار الأسعار. كانت شراكتهما حاسمة في الحفاظ على الاستقرار في سوق الطاقة العالمية.

علاوة على ذلك، تظل علاقات الأمير محمد مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قوية. كان محمد بن سلمان من أوائل زعماء العالم الذين هنأوا ترامب على فوزه في وقت سابق من هذا الشهر، مما يدل على الدفء المستمر بين الاثنين.

تشير هذه التحالفات، وخاصة في مجالات الطاقة والجغرافيا السياسية، إلى أن قرار ولي العهد بتخطي القمة قد يكون انعكاسا لتحول الأولويات الدولية، مع انخفاض الضغوط المباشرة لحضور مثل هذه التجمعات في أعقاب التحولات القيادية الرئيسية.

رؤية 2030 وطموحات السعودية العالمية

في حين أن المخاوف الصحية للأمير محمد ربما أدت إلى هذا الإلغاء المحدد، فإن رؤيته الأوسع للمملكة العربية السعودية لا تزال غير متأثرة. تحت قيادته، شرعت المملكة في مبادرة طموحة بمليارات الدولارات تُعرف باسم رؤية 2030.

تهدف الخطة إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط، وفتح مجتمعها المحافظ تقليديا، ووضع السعودية كواحدة من أكبر 10 اقتصادات في العالم. إن الغياب عن قمة مجموعة العشرين لا يفعل الكثير ليصرف الانتباه عن أهدافه طويلة الأجل، والتي لا تزال تجتذب اهتماما واستثمارا دوليين كبيرين.

Back to top button