ياسمينا تصل إلى عمان وتشعل ثورة رقمية.. تجربة ذكاء اصطناعي شبيهة بالإنسان مصممة خصيصا للسلطنة

في خطوة تجسد اندماج التقنية بالهوية، أطلقت مجموعة يانجو رسميا مساعدها الذكي “ياسمينا” في سلطنة عمان، لتعلن بداية عصر جديد من الذكاء الاصطناعي المصمم خصيصا للمجتمعات الخليجية.

وتتوفر ياسمينا، بقدرتها على التحدث بالعربية والإنجليزية، بما في ذلك اللهجات الخليجية، حاليا من خلال مكبرات الصوت الذكية من يانجو (ميدي، ميني، ولايت)، لتمنح المستخدمين تجربة صوتية طبيعية، إنسانية، ومتوافقة مع ثقافتهم اليومية.

ذكاء اصطناعي بثقافة محلية.. ياسمينا تحاكي الواقع العماني

وما يميز ياسمينا ليس فقط قدرتها على تنفيذ المهام التقنية، بل قدرتها على تجسيد الثقافة العمانية في أدق تفاصيلها. من تحديد مواقيت الصلاة بدقة في مسقط، وتلاوة السور القرآنية، وتفعيل الأذان، إلى تقديم وصفات تقليدية مثل الشورى العمانية، كما تساعد ياسمينا المستخدمين في تنظيم يومهم بما يتماشى مع عاداتهم الدينية والاجتماعية.

وتسهم أيضا في تخطيط رحلات عائلية إلى أماكن محلية شهيرة مثل وادي شاب، مما يضفي بعدا شخصيا وواقعيا على تجربة المستخدم. ولأنها مبنية على نموذج لغوي كبير مطور داخليا (YangoAI)، فإنها تستجيب للسياق بثقة ودفء، مستخدمة نبرة صوت مألوفة ومصقولة عبر مساهمات لغويين محليين.

التعليم والتواصل.. جوهر التصميم التفاعلي لياسمينا

وتمثل ياسمينا نقلة نوعية في التعليم وتعلم اللغات. تقدم المساعد الذكي محتوى تعليميا مبسطا، وسردا تفاعليا للقصص، وتوفر خدمات ترجمة فورية بين اللغتين العربية والإنجليزية، مما يجعلها أداة فعالة داخل الفصول الدراسية وفي المنازل.

وبدوره، أكد إسلام عبد الكريم، الرئيس الإقليمي لمجموعة يانجو في الشرق الأوسط، على هذا البعد الإنساني في تصريحاته قائلا: “تُحدث تقنية الذكاء الاصطناعي تحولا في طريقة عيش الناس وتعلمهم وتواصلهم.. ويتوسع نظامنا البيئي بخدمات مصممة لتحسين حياة المواطنين العمانيين”.

وتعكس كلماته رؤية يانجو الأوسع في جعل الذكاء الاصطناعي أداة للوصول، لا الامتياز، ومصدرا للتنمية المجتمعية.

رؤية عمان 2040.. التحول الرقمي يبدأ من داخل المنازل

ويتناغم طرح ياسمينا مع الأجندة الرقمية الوطنية لعمان، حيث تهدف رؤية عمان 2040 إلى تعزيز الابتكار المحلي، ورفع مستوى الوعي الرقمي، وتحقيق السيادة التقنية.

وفي هذا السياق، رحبت مجموعة ITHCA – الذراع الاستثماري التكنولوجي لهيئة الاستثمار العمانية – بهذه المبادرة، واصفة إياها بأنها “خطوة حيوية نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية بطرق مألوفة وعملية”.

ومن هذا المنظور، فإن ياسمينا ليست مجرد جهاز ذكي، بل رفيقة رقمية تعكس تطلعات السلطنة في تطوير اقتصاد قائم على المعرفة.

استراتيجية توسع إقليمية بنكهة خليجية

وتشكل ياسمينا جزءا من استراتيجية توسع أوسع لمجموعة يانجو في منطقة الخليج والشرق الأوسط. بعد تقديمها في بعض دول المنطقة في نهاية عام 2023، تم دمجها في تطبيق يانجو بلاي بحلول مايو 2024، لتكون جزءا من منظومة شاملة تشمل خدمات مثل التنقل الذكي، والتوصيل، والإعلانات الرقمية، وحتى الروبوتات اللوجستية.

وفي عمان، استحوذت المجموعة على منصة “أوتاكسي”، وتسعى بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إلى تطوير خدماتها لتصل إلى معايير عالمية. كما تمتد عمليات يانجو إلى الإمارات والسعودية، بالإضافة إلى أسواق أفريقية مثل المغرب وزامبيا وكوت ديفوار، حيث تم تسجيل أكثر من 630 مليون رحلة، وأكثر من مليون سائق نشط.

اقرأ أيضا.. ما هي حلقة النار بالمحيط الهادئ؟ موطن الزلازل والبراكين الأكثر نشاطًا في العالم

ياسمينا.. أكثر من تقنية فهي شريكة في المستقبل

ومن خلال مساعدتها في الصلاة، تعليم الأطفال، دعم ثنائية اللغة، وتبسيط التعامل مع الأجهزة الذكية، تجسد ياسمينا نموذجا جديدا للمساعدين الرقميين: إنسانية، ذكية، ومتصلة بثقافة المستخدم. كما تمثل نافذة مفتوحة نحو مستقبل يمكن فيه للتقنية أن تخدم الإنسان، لا أن تستبدله.

ومع تقدم السلطنة نحو تحقيق أهداف رؤية 2040، من المرجح أن تمثل ياسمينا نموذجا يحتذى به في كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الناس، وتحقيق توازن فريد بين الأصالة والحداثة.

زر الذهاب إلى الأعلى