إنتاج 50 ألف سيارة سنويا.. مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات| صرح صناعي عملاق

في ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، تتجه الحكومة إلى تعزيز القطاعات غير النفطية عبر الاستثمار في الصناعات المتقدمة، حيث أطلقت مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات.
ويأتي قطاع صناعة السيارات في مقدمة هذه التوجهات، حيث تسعى السعودية إلى تأسيس بيئة صناعية متكاملة تدعم الابتكار والتصنيع المحلي، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز القدرة التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن إطلاق تسمية “مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات” على المنطقة المخصصة لتصنيع السيارات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة.
ويأتي هذا الإطلاق في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الإيرادات غير النفطية عبر دعم القطاعات الصناعية الواعدة.
اقرأ أيضًا: مصرف الإنماء السعودي يدشن هويته الجديدة.. مما تتكون؟
تحول استراتيجي في قطاع السيارات السعودي
ويُعد المجمع الجديد مركزًا محوريًا لصناعة السيارات في المملكة، حيث سيضم عدة منشآت صناعية ضخمة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية والتقليدية.
ومن أبرز هذه المنشآت مصنع “لوسيد جروب” للسيارات الكهربائية، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 155 ألف مركبة سنويًا، ما يمثل دفعة قوية لصناعة السيارات الكهربائية في المنطقة.
كما سيتم إنشاء مصنع “سير”، وهو أول علامة سعودية متخصصة في إنتاج السيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج رسميًا في عام 2025.
ويأتي هذا المشروع بدعم مباشر من صندوق الاستثمارات العامة، في إطار جهوده لتوطين الصناعات المتقدمة.
- صناعة السيارات
شراكات دولية لتعزيز الإنتاج بمجمع الملك سلمان
وفي خطوة تعكس الانفتاح على الشراكات العالمية، تم الإعلان عن مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة “هيونداي” الكورية الجنوبية، باستثمارات تقدر بحوالي 1.8 مليار ريال (ما يعادل 480 مليون دولار).
ومن المخطط أن يبدأ المصنع الجديد بإنتاج 50 ألف سيارة سنويًا بحلول عام 2026، ما يعزز من تنافسية السوق السعودي في قطاع تصنيع السيارات.
وفي إطار دعم الصناعات المغذية لقطاع السيارات، سيحتضن المجمع مصنعًا للإطارات بشراكة مع العلامة الإيطالية “بيريللي”، وذلك باستثمارات تصل إلى نحو 2 مليار ريال (533 مليون دولار).
ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2026، مما يساهم في تكامل منظومة التصنيع داخل المجمع ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.
دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص استثمارية
ووفقًا لتقارير إعلامية محلية، فإن “مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات” سيخلق فرصًا استثمارية واعدة للقطاع الخاص، كما سيلعب دورًا محوريًا في تطوير قطاع السيارات في السعودية.
وتشير التقديرات إلى أن المجمع سيسهم بأكثر من 92 مليار ريال (24.5 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بحلول عام 2035، مما يعزز من تحقيق أهداف رؤية 2030.
اقرأ أيضًا: متى تصرف تعويضات الإجازات الصيفية للمعلمين المتقاعدين في السعودية؟
جذب الاستثمارات الأجنبية ضمن رؤية 2030
يأتي إطلاق المجمع في سياق جهود المملكة لتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث كشفت شبكة “سي إن بي سي” الأميركية في تقرير سابق أن السعودية تستهدف جذب 100 مليار دولار سنويًا من الاستثمارات الأجنبية بحلول عام 2030.
ولكن البيانات الحكومية تشير إلى أن متوسط الاستثمارات الأجنبية المباشرة حاليًا يبلغ نحو 12 مليار دولار سنويًا، ما يبرز الحاجة إلى مزيد من الجهود لجذب المستثمرين الدوليين.
ويمثل “مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات” خطوة استراتيجية نحو تعزيز قطاع التصنيع المحلي وجعل المملكة مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات.
ومن خلال الاستثمارات الكبرى والشراكات الدولية، يعكس المشروع طموح السعودية في تحقيق تحول اقتصادي مستدام يعتمد على التنويع والتكنولوجيا المتقدمة، ما يعزز من مكانتها في الأسواق العالمية.