يعمل منذ 70 عاما.. الجيش الأمريكي يبحث عن بديل للرشاش M240| برنامج بمليون دولار لأبحاث بنادق الجيل القادم

بدأ الجيش الأمريكي رسميًا العمل على برنامج لاستبدال جزء من رشاشاته المتوسطة الشهيرة M240، التي تخدم منذ السبعينيات، ضمن خطة تحديث شاملة تحت اسم “برنامج الرشاش المتوسط المستقبلي” (FMMG)، والذي يهدف إلى توفير سلاح يتمتع بمدى أطول وقوة فتك أعلى، خصوصًا في سيناريوهات القتال واسع النطاق.

الجيش الأمريكي يبحث عن بديل لرشاش  M240

يأتي هذا التطور في وقت بدأت فيه وزارة الدفاع الأمريكية تضمين تمويل البرنامج ضمن ميزانية العام المالي 2026، دون تحديد دقيق للمبالغ المطلوبة، حيث أدرجت ضمن بند عام يشمل تسليح الأفراد وتجهيزاتهم.

وبحسب وثائق الموازنة، فإن برنامج FMMG يستهدف وحدات القتال القريب (Close Combat Force)، والتي تشمل القوات الخاصة والمشاة والاستطلاع والأطقم الطبية والهندسية.

ويُنتظر أن يوفر النظام الجديد قدرة فائقة على الاشتباك الناري، مع تحسين القدرة على تثبيت الخصم والحفاظ على زخم العمليات القتالية.

الجيش الأمريكي يبحث عن بديل للبندقية M240

نورما ماجنوم على الطاولة

الجيش الأمريكي أبدى في وقت سابق من هذا العام اهتمامًا بتبني رشاشات جديدة تعمل بذخيرة .338 Norma Magnum، التي تُعد أكثر قدرة بكثير من ذخيرة 7.62×51 ملم المستخدمة في M240، إذ توفّر مدى اشتباك يتجاوز ضعف مدى الرشاش التقليدي.

في الوقت نفسه، يدرس الجيش أيضًا خيارات لإعادة تسليح رشاشات M240 الحالية بذخيرة 6.8×51 ملم، وهي نفسها التي تعتمدها البنادق الهجومية الجديدة M7 والرشاشات الخفيفة M250، ما يوفّر تكاملًا لوجستيًا ومرونة في الإمداد.

ورغم الانتقادات التي وُجهت للبندقية M7 مؤخرًا – بما في ذلك مخاوف من أمانها وكفاءتها وسعرها المرتفع – إلا أن الجيش الأمريكي منحها رسميًا تصنيف “القياسي” في مايو الماضي، إلى جانب رشاش M250، ما يعزز فرص اعتماد الذخيرة الجديدة على نطاق أوسع.

تجارب متعددة ورؤية غير واضحة للمتطلبات النهائية

حتى الآن، لم يكشف الجيش الأمريكي عن المتطلبات الدقيقة للرشاش الجديد، لكن في مايو الماضي، أطلق طلبًا للحصول على معلومات بشأن تصميمات تعمل بعيار 338، مع إمكانية التحويل إلى 6.8×51 ملم باستخدام مجموعة تحويل.

جدير بالذكر أن قيادة العمليات الخاصة (SOCOM) ومشاة البحرية الأمريكية أبدوا اهتمامًا مماثلًا بالرشاشات من هذا العيار، وقاموا بتجربة عدة نماذج منها:

MG 338 من شركة SIG Sauer (نفس الشركة المصنّعة لـ M7 وM250)

RM338 من شركة True Velocity

REAPR من شركة Ohio Ordnance Works

الرشاشات التي تستخدم ذخيرة .338 توفر مدى اشتباك يصل إلى أكثر من 2400 متر في بعض الحالات، مقارنة بـ1200 متر كحد أقصى للـM240، وأقل من ذلك ضد أهداف دقيقة.

البندقية الرشاش M240 تخدم بالجيش الأمريكي منذ سبعينيات القرن الماضي

مليون دولار لأبحاث الرشاش XM250

الجيش الأمريكي خصص أكثر من مليون دولار في ميزانية 2025 لأبحاث وتقييمات تتعلق بإمكانية استخدام XM250 كبديل لـM240، إضافة إلى تجارب على سبطانات 6.8 ملم لرشاشات M240.

ويواصل الجيش هذا التوجه في ميزانية 2026، حيث طلب تمويلًا إضافيًا لاختبارات وتحسينات على مختلف أنواع الرشاشات (خفيفة، متوسطة، ثقيلة) ومنظومات الأسلحة البعيدة (Remote Weapon Systems).

وفي موازاة ذلك، يُتوقع أن تؤثر قرارات الجيش الأمريكي على بقية أفرع القوات المسلحة، وكذلك على شركائه الدوليين، خاصة أن تصميم M240 (المشتق من FN MAG) يستخدم على نطاق واسع عالميًا، ما يجعل البرنامج الجديد محط اهتمام العديد من الجيوش الحليفة.

وعلى سبيل المثال، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن قوات الدفاع الإسرائيلية بدأت في يناير الماضي باقتناء نسخ من رشاش M250 بعيار 7.62 ملم، في خطوة قد تمهّد لاستبدال جزئي لسلسلة رشاشات “نيغيف” الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا: الدول العربية المحاطة بالقواعد الأمريكية.. هل أصبحت واشنطن عبئًا على الخليج؟

زر الذهاب إلى الأعلى