يكفي لـ10 قنابل نووية.. كيف نجحت إيران في حماية اليورانيوم المخصب من هجمات إسرائيل؟

رغم الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت أبرز المنشآت النووية في إيران، إلا أن الغموض لا يزال يلفّ مصير نحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية تُعتبر كافية لصناعة ما يصل إلى عشر قنابل نووية.

بحسب تقارير فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن نجاح العملية في “تدمير القدرات النووية الإيرانية”، لكن خبراء ومنظمات دولية شكّكوا في حجم الأضرار الفعلية، خاصة مع تداول تقارير عن نقل اليورانيوم إلى مواقع غير معلنة قبل الضربة.

جدل حول مصير اليورانيوم المخصب في إيران

قبل يومين من تنفيذ الضربات، التقطت أقمار صناعية تابعة لشركة “ماكسار” الأمريكية صوراً أظهرت تحركات لافتة لـ16 شاحنة خرجت من محيط منشأة فوردو، وهو ما اعتبره محللون دليلاً على عملية إخلاء استباقية للموقع من المواد الحساسة.

بعد الغارات، أظهرت الصور نفسها أن الشاحنات لم تعد في المكان، ما فتح باب التساؤلات: هل راقبتها الاستخبارات الأمريكية؟ وإن كانت تعرف، لماذا لم تُستهدف هذه القوافل؟

 مخزون غير معروف المصير

بحسب تقارير فقد عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة،  عن قلقها البالغ، وأكدت أن مفتشيها رصدوا في 10 يونيو وجود 408.6 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% داخل منشآت إيران.

لكن بعد الضربات، لم تتمكن الوكالة من تعقب مكان هذه الكمية، وطالبت طهران بـ”توضيحات كاملة” ومنح المفتشين حق الوصول الفوري إلى المواقع الجديدة.

واشنطن تُقرّ بالجهل بمكان مخزون اليورانيوم المخصب في إيران

نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أشار في تصريحات لشبكة ABC إلى أن الكمية المفقودة يمكن أن تنتج ما يصل إلى عشر قنابل نووية.

وفي حديث لشبكة CBS، قال وزير الخارجية ماركو روبيو إنه “يشكّ” في أن اليورانيوم قد نُقل فعلاً، مرجحًا أن يكون “مدفونًا في عمق منشأة أصفهان”.

لكن الخبير النووي الأمريكي جيفري لويس أكد أن الضربات فشلت في تدمير البنية التحتية الأساسية، مشيرًا إلى أن مخزون اليورانيوم كان محفوظًا في أنفاق عميقة تحت أصفهان، ولم تُستهدف تلك الأنفاق بالضربات.

هل فعلاً نقلت إيران اليورانيوم المخصب قبل القصف؟

تقارير إسرائيلية وأمريكية تحدثت عن نقل اليورانيوم على هيئة غاز إلى مواقع غير معلنة، قبل وقت قصير من بدء الغارات.

كما كشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن طهران تمتلك مخزونًا إجماليًا يتجاوز 8400 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، ما يجعلها قادرة نظريًا على إنتاج عدة قنابل خلال أيام، في حال قررت رفع نسبة التخصيب.

وأكد الخبير النووي يسري أبو شادي أن إيران اصطحبت مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إلى منشأة تقع 800 متر تحت الأرض بجوار نطنز، بهدف إظهار قدرتها على إخفاء ما تشاء من اليورانيوم.

هل ما زالت إيران قادرة على إنتاج قنبلة نووية؟

رغم الأضرار التي لحقت ببعض أجهزة الطرد المركزي، إلا أن طهران كانت تمتلك 22 ألف جهاز قبل الضربة، بينها أجهزة متطورة من طراز IR-6، ما يمنحها قدرة سريعة على إعادة التخصيب.

ويشير محللون إلى أن إعادة تشغيل البرنامج كاملاً قد يستغرق شهوراً أو سنوات، لكن امتلاك المواد الخام مسبقًا يجعل من السهل استئناف العمل لاحقًا.

قنابل من دون أجهزة طرد مركزي؟

بحسب تقارير حذر رونين سولومون، وهو محلل استخباراتي إسرائيلي، من أن امتلاك اليورانيوم لا يعني بالضرورة إمكانية استخدامه، قائلاً: “هو وقود من دون مركبة”. وأضاف أن إيران قد تكون بنت منشآت صغيرة مخفية قادرة على تخصيب الكمية المتبقية دون أن تُرصد.

وفي المقابل، أعلنت إيران نيتها إنشاء منشأة تخصيب جديدة في موقع “آمن”، واستبدال الأجهزة القديمة بأخرى من الجيل السادس الأسرع بكثير.

ضرب اليورانيوم المُهرب

إذا ما قررت واشنطن أو تل أبيب استهداف مكان تخزين اليورانيوم المنقول، فإن ذلك قد يُطلق غاز سداسي فلوريد اليورانيوم السام، ما يؤدي إلى تلوث محلي محدود، لكنه لا يُحدث انفجاراً نوويًا.

وقال مارك فينو، من مركز جنيف لنزع السلاح، إن تدمير هذه المواد قد يكون ضرورياً، لكنه يحمل في طيّاته مخاطر بيئية وصحية للعاملين في الموقع.

اقرا ايضا

وفق حسابات المكسب والخسارة… من ربح الحرب بين إيران وإسرائيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى