يهود الولايات المتحدة يعلنون الحرب على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين

في خطوة غير مسبوقة، نشرت صحيفة نيويورك تايمز إعلانًا مدفوع الأجر يحمل اتهامًا خطيرًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسعي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

الإعلان الذي ظهر في الصفحة السابعة من الصحيفة بتاريخ 13 فبراير 2025، جاء بعنوان صادم: “اليهود يقولون: لا للتطهير العرقي!”، في إشارة إلى معارضة مئات الشخصيات اليهودية، معظمهم من الحاخامات، لأي خطة تهدف إلى إخلاء غزة من سكانها.

الإعلان أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتُبر أقوى موقف يهودي معلن ضد إدارة ترامب منذ مغادرته البيت الأبيض، ورغم عدم وجود تصريحات رسمية من واشنطن حول “خطة التهجير”، إلا أن مجرد نشر الإعلان بهذا الشكل قد يعني أن هناك تحركات حقيقية تجري خلف الكواليس، وأن الأمر لم يعد مجرد تكهنات سياسية.

ترامب في مأزق.. هل تنكشف اللعبة؟

لطالما كان ترامب يحظى بدعم قوي من التيارات الصهيونية المتشددة في الولايات المتحدة، لكن الإعلان الأخير يكشف عن انقسام غير مسبوق داخل الأوساط اليهودية بشأن سياساته تجاه الفلسطينيين، فبينما دعم العديد من القادة اليهود سياسات ترامب المؤيدة لإسرائيل، يبدو أن خطة تهجير سكان غزة كانت القشة التي قسمت ظهر التحالف.

الإعلان لم يترك مجالًا للشك في أن هناك تمردًا داخل المجتمع اليهودي الأمريكي ضد فكرة اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، حيث أكد الموقعون أن هذه السياسة تمثل جريمة تطهير عرقي مرفوضة تمامًا.

أسماء بارزة في قائمة الموقعين

ما يلفت الانتباه في هذا الإعلان هو العدد الكبير من الشخصيات البارزة الموقعة عليه، والتي تنتمي إلى تيارات دينية يهودية مختلفة، مما يعكس مدى عمق الانقسام داخل المجتمع اليهودي.

من بين الأسماء اللافتة في القائمة:

• الحاخام جيل ستاين: أحد أبرز القادة الدينيين الداعين إلى العدالة الاجتماعية في الولايات المتحدة، والمعروف بمواقفه المعارضة للسياسات الإسرائيلية المتشددة.
• الحاخام مايكل روثباوم: ناشط في قضايا حقوق الإنسان، وسبق أن انتقد علنًا الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.
• الحاخام بريندا كاتز: إحدى أوائل النساء الحاخامات في التيار الإصلاحي، والتي تتبنى موقفًا داعمًا لحل الدولتين.
• الحاخام ديفيد ميسنر: شخصية أكاديمية معروفة في الأوساط الدينية اليهودية، وله كتابات كثيرة حول أخلاقيات الحرب والسياسة في اليهودية.

وجود هذه الأسماء يؤكد أن المعارضة ليست فقط من تيارات يسارية معروفة، بل تمتد إلى شخصيات دينية رئيسية، مما يعزز من قوة الرسالة التي يحملها الإعلان.

قائمة بالأسماء – نيو يورك تايمز

حاخامات ضد ترامب.. تمرّد غير متوقع

ما يزيد من أهمية الإعلان أنه لم يصدر عن سياسيين أو ناشطين يساريين، بل عن مجموعة ضخمة من الحاخامات ورجال الدين اليهود الذين لطالما كانوا في قلب السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل، هذه الرسالة تعني أن هناك تحولًا خطيرًا في المزاج العام لليهود الأمريكيين، حيث لم يعد الجميع يسير خلف أجندة ترامب بلا نقاش أو اعتراض.

كما يضع هذا الموقف إدارة بايدن في موقف معقد، إذ أن تجاهل هذا الإعلان قد يُفسر على أنه موافقة ضمنية على المخطط المزعوم، بينما إدانته قد تثير غضب التيارات الصهيونية المؤيدة لترحيل الفلسطينيين.

البيت الأبيض صامت.. لكن إلى متى؟

حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض حول الإعلان أو حول حقيقة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، لكن بعض المصادر المطلعة أكدت أن الإدارة الأمريكية تراقب ردود الأفعال بحذر شديد.

السؤال الأهم الآن هو: هل سنشهد تسريبات جديدة تكشف حقيقة ما يجري؟ أم أن ترامب سيخرج بنفسه لنفي الأمر؟ الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت غير متوقعة، خاصة إذا استمرت الضغوط الإعلامية والدبلوماسية على واشنطن.

هل نحن أمام مواجهة جديدة قد تعيد تشكيل التحالفات داخل الولايات المتحدة؟ هذا ما سنعرفه قريبًا!

اقرأ أيضًا: ترامب يؤجل حظر تيك توك.. التطبيق يعود لمتجري آبل وجوجل بعد حظر مؤقت

زر الذهاب إلى الأعلى