10 ثوانٍ من الرعب تختصر مأساة غزة.. طفلة تهرب من الموت وسط النيران والجثث | شاهد

في مشهد لا يتجاوز عشر ثوانٍ، وثّق مقطع فيديو مروّع لحظة فرار طفلة فلسطينية من قطاع غزة من تحت الأنقاض والنيران، وسط جثث عائلتها، بعد قصف إسرائيلي استهدف مدرسة “فهمي الجرجاوي” التي كانت تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة.

المقطع، الذي انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل، اختصر ببشاعة ما تعيشه غزة منذ أكثر من 19 شهرًا من حرب مدمّرة.

“طفلة غزة … تخيّل هذه ابنتك أو أختك الصغيرة”

بهذه العبارة الموجعة، وصف أحد الناشطين الفلسطينيين على “إنستغرام” المشهد الذي التُقط قبيل فجر الإثنين، حيث تظهر الطفلة وهي تركض مذعورة بين الجثث، وتكاد تسقط أكثر من مرة، فيما ألسنة اللهب تلتهم المكان من حولها.

لم تكن الطفلة وحدها، كانت تبحث عن شيء يشبه الحياة وسط كومة من الدمار والأجساد المحترقة، وتحت قصف مستمر ترك عشرات الأطفال والنساء بين شهيد وجريح.

طفلة غزة حكاية مقطع أشعل مواقع التواصل

ما إن نُشر المقطع حتى تحول إلى مادة غاضبة وموجعة على مختلف المنصات الرقمية، رواد مواقع التواصل في فلسطين والعالم العربي وصفوه بأنه “أكثر المقاطع إيلامًا منذ بداية الحرب”، عبارات مثل “صباح غزة كان أسود” و”هذا المشهد من دون وصف” تكررت بين آلاف التغريدات والتعليقات.

وتساءل مغردون: “هل تحتاج منظمات حقوق الإنسان إلى أكثر من هذا لتتحرك؟”، فيما علّق آخرون: “كأنها بنتك… كأنها أختك… شاهدها من هذا المنظور”.

33 شهيدًا في مدرسة واحدة

المدرسة التي كانت تؤوي عشرات العائلات الفلسطينية لم تسلم من القصف. وأكد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن عدد الشهداء جراء قصف مدرسة فهمي الجرجاوي ارتفع إلى 33، معظمهم من الأطفال والنساء.

وقال بصل لوكالة الصحافة الفرنسية: “تم انتشال جثث متفحمة، الغرف التي كانت تأوي النازحين استُهدفت بشكل مباشر، وما زال هناك عدد من المفقودين تحت الأنقاض، ولا نملك المعدات الكافية للبحث عنهم”.

اعتراف إسرائيلي

من جانبه، أقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، باستهداف المدرسة، زاعمًا أن قوات الجيش والاستخبارات (الشاباك) نفّذت عملية مشتركة استهدفت “إرهابيين من حماس والجهاد الإسلامي” كانوا يستخدمون مبنى المدرسة كموقع قيادة وتحكّم.

لكن الرواية الإسرائيلية لم تجد من يصدّقها على الأرض، إذ أكد شهود عيان أن القصف تم أثناء نوم العائلات، دون أي اشتباكات في المنطقة أو تحرّكات مسلّحة.

مأساة بلا نهاية

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل نحو 19 شهرًا، بلغ عدد الشهداء وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية أكثر من 38 ألف شهيد، ثلثهم من الأطفال، إضافة إلى أكثر من 87 ألف مصاب، وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية، ونقص حاد في الغذاء والمياه والوقود.

ورغم المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار، فإن القصف لم يتوقف، والمجازر تتكرر، فيما يزداد صمت المجتمع الدولي ثقلًا على كاهل المدنيين المحاصرين في القطاع.

صرخة في 10 ثوانٍ

وفق مراقبون فإن ذلك الفيديو، الذي لم يتجاوز مدته عشر ثوانٍ، بات شاهدًا على مجزرة موثقة، ورسالة مؤلمة للعالم. طفلة صغيرة تركض هاربة من الموت، تصرخ بعينيها وتلهث بأنفاسها، بينما حولها يتناثر الحطام والجثث، إنها غزة كما لم تُرَ من قبل: جحيم على الأرض، وأطفال يبحثون عن الحياة في رمادها.

اقرأ أيضا

ألف شاحنة يوميًا و10 رهائن أحياء.. هل تنجح «خطة بحبح» في وقف الحرب بـ غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى