100 ألف سوداني يغادرون مصر نحو الخرطوم.. هل بدأت رحلة العودة من اللجوء إلى الوطن؟

في خطوة تعكس مرحلة جديدة في ملف اللاجئين السودانيين، أعلنت رئيس لجنة العودة الطوعية للسودانيين، أميمة عبد الله، عن بدء تنفيذ خطة تفويج واسعة تشمل نحو 100 ألف سوداني من المقيمين في مصر، وذلك ضمن مبادرة شاملة لتيسير العودة إلى الأراضي السودانية.
وقالت عبد الله في تصريحات إعلامية إن المبادرة أُطلقت منذ نحو ثلاثة أشهر، بالتعاون مع السفارة السودانية في القاهرة والجهات المعنية في مصر، مشيرة إلى أن عمليات التفويج تتم وفق إجراءات منظمة وجداول زمنية دقيقة، بما يضمن سلامة العائدين وسهولة تنقلهم.
وأوضحت أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا في وتيرة التفويج، في ظل ارتفاع أعداد الراغبين في العودة، مؤكدة أن اللجنة تعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتسهيل الرحلات، والتعامل مع أي تحديات لوجستية قد تطرأ أثناء تنفيذ المبادرة.
دعم مصري متواصل واحتضان إنساني
وأشادت عبد الله بالمواقف الرسمية والشعبية في مصر تجاه اللاجئين السودانيين، مؤكدة أن الدولة المصرية لم تبخل يومًا بتقديم يد العون والرعاية. وقالت: “نحن لم نشعر أننا غرباء، بل كأننا في وطننا الثاني، ومصر تحتضن أبناء السودان بمحبة وأصالة”، مشيرة إلى أن ما قدمته القاهرة خلال الأزمة سيبقى محفورًا في ذاكرة السودانيين.
كما خصّت بالشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على مواقفه الإنسانية، وحرصه الدائم على التعامل الكريم مع أبناء السودان، معتبرة أن هذه الروح الأخوية تعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين.
دور فعال للسفارة السودانية بالقاهرة
في السياق ذاته، ثمّنت رئيسة لجنة العودة الطوعية الجهود المبذولة من قبل السفير السوداني في القاهرة عماد العدوي، مشيرة إلى أنه لم يتوانَ عن متابعة أوضاع الجالية والتنسيق اليومي مع اللجنة، بما يضمن سير خطة التفويج بشكل سلس ودون عراقيل.
وأضافت أن التنسيق بين السفارة والسلطات المصرية كان ركيزة أساسية في إنجاح المبادرة، لاسيما فيما يتعلق بتأمين وسائل النقل، وتسهيل عبور العائدين عبر المنافذ الحدودية إلى داخل السودان.
دعوة لتوسيع نطاق المبادرة
ودعت عبد الله إلى ضرورة توسيع نطاق المبادرة خلال الأسابيع المقبلة، وزيادة عدد المستفيدين، خاصة مع ما وصفته بـ”التحسن النسبي” في الوضع الأمني داخل السودان، وهو ما شجّع الآلاف على اتخاذ قرار العودة.
وأكدت أن العودة الطوعية تُعد خطوة ضرورية لتخفيف الضغط عن الدول المستضيفة، وفي الوقت نفسه للمساهمة في إعادة إعمار واستقرار السودان من الداخل، عبر دعم جهود السلام وعودة الكفاءات.
خطوة نحو عودة الاستقرار في السودان
تُعد خطة التفويج الأخيرة من أكبر المبادرات المنظمة لإعادة السودانيين من مصر، وتأتي في ظل واقع إنساني صعب، وتحديات أمنية واقتصادية معقدة تمر بها البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ويأمل الكثير من السودانيين أن تكون هذه العودة بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار الداخلي.
اقرأ أيضا: سلام أردوغان مع الأكراد يشعل تركيا.. هل يتصدّع تحالف السلطة؟