12 مترا تكفي أسرة من الخضار.. زراعة الكفاف فوائد كبيرة في مساحات صغيرة

قد تكون هناك بعض الأفكار الزراعية الناجحة التي تم نسيانها في ظل الظروف والتحديات الاقتصادية التي يمر بها المواطنون ومن بينها زراعة الكفاف.
وهي نوع من الزراعة، يقوم فيه المزارعون بزراعة ما يلبي احتياجاتهم الغذائية الخاصة، حيث يركز على الاكتفاء الذاتي للمزارعين وأسرهم وليس بغرض البيع وتحقيق المكسب، حيث يتم اتخاذ القرارات الزراعية بناءً على احتياجات الأسرة.
ما هي زراعة الكفاف؟ وما هي أهدافها؟
من جانبه قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ التابع لمركز البحوث الزراعية، إن في ظل الظروف الحالية ووسط ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتفتت الأراضي في الوادي والدلتا لقطع صغيرة، فإنه يجب التفكير بشكل مختلف بشكل ذكي وعملي.
اقرأ أيضًا: مصر تزرع برتقال فالنسيا.. الصنف الأكثر طلبًا في السواق الدولية| وهذه أهم مميزاته
وأضاف أن الحل هو زراعة الكفاف وهو شكل من أشكال الزراعة البسيطة لكنها عبقرية للغاية في أهدافها، ويُطلق عليها أيضًا الزراعة المحلية أو الزراعة الأسرية.
وقال: “تعني أن يقوم كل فلاح أو مزارع بسيط بالزراعة لنفسه ولأسرته على قدر احتياجاتهم وذلك في جزء صغير من الأرض إلى جانب المحصول الرئيسي، حيث يتم زراعة بعض أنواع من الخضار أو حتى نباتات عطرية، وتكون منتجات نظيفة 100% كأنها عضوية، ويكون الغرض منها تلبية احتياجات بيته وأسرته دون أن يقوم بالشراء من الأسواق”.
مميزات عديدة لزراعة الكفاف
وأشار إلى أن تلك الزراعة تحدث بشكل خاص في المناطق التي تعاني من تفتت الحيازات الزراعية، وخاصة أراضي الوادي والدلتا، حيث تحولت الأرض هناك إلى شرائح صغيرة، والمزارع لم يعد قادرًا على الاعتماد على الزراعات التجارية الكبيرة وحدها، وبالتالي يخلق لنفسه مساحة صغيرة للاكتفاء الذاتي.
اقرأ أيضًا: اللتر يبدأ من 250 جنيهًا| كيف تميز زيت الزيتون الأصلي من المغشوش بطرق بسيطة؟
وقال: “زراعة الكفاف ليست مجرد نمط تقليدي لكنها نموذج اقتصادي حقيقي، يعتمد عليه ملايين الريفيين حول العالم في طعامهم وشربهم، وأحيانًا في زيادة دخولهم أيضًا”.
وأضاف أن مساحة قصبة واحدة “حوالي 12 متر مربع” يمكن أن تكفي 10 أسر من الخضار.
أهم أنواع النباتات التي يمكن زراعتها
كما أن هناك حقول أخرى يُزرع فيها كل أنواع الخضار وخاصة الفلفل والكرنب والملوخية والجرجير والباذنجان والبسلة والفاصوليا وأحياناً الطماطم والبطاطس في قطعة لا تزيد عن مساحة قيراط ونصف “250 متر مربع”.
وأضاف أن تلك الزراعة منتشرة جدًا تحت النخيل في زمام قرية قلعة المرازيق البدرشين في الجيزة.
اقرأ أيضًا: بعد تصدير 168 ألف طن بصل.. توصيات مهمة لزيادة الإنتاج خلال يوليو
وقال: “الموضوع يشبه الزراعة بين الخطوط أو ملء الفراغات التي تُزرع بين أشجار النخيل أو داخل زراعات الري المحوري بين البيوفتات في المشاريع الكبرى في الصحراء، أي أن كل فراغ في الأرض يمكن أنيتحوّل لمصدر طعام وأمان غذائي”.
وأكد أنه لو تم تنظيم زراعة الكفاف بشكل صحيح، وتم البدء في إعطاء المزارعين أصناف قوية من التقاوي تكون إنتاجيتها عالية، ومقاومة للأمراض، واحتياجاتها السمادية قليلة فإنه يمكن خلق منظومة زراعية أسرية قوية من دون تكلفة كبيرة أو استخدام مفرط للكيماويات.
وأشار إلى أن المطلوب الآن أن تقوم الجهات العلمية والبحثية بالعمل على تطوير هذا النمط من الزراعة، مع ضرورة تجربة أصناف جديدة من التقاوي على مساحات صغيرة، بالإضافة إلى تشجيع استخدام الأسمدة العضوية من المخلفات، ودعم الفلاح البسيط لتحقيق الاكتفاء الذاتي.