14 مليار دولار إيرادات السياحة عام 2023.. ومدن سياحية جديدة قريبًا
واجهت صناعة السياحة في مصر خلال العقد الماضي تحديات جسيمة عقب ثورة يناير 2011، حيث تأثرت نتيجة لانقطاع الطرق، واختطاف السياح، والتظاهرات قرب المناطق السياحية والأثرية، وانتشار الإرهاب، ورغم ذلك، عملت الدولة بجهود مكثفة للحفاظ على القطاع السياحي، مما أسهم في انتشاله من شفا الانهيار وتحقيق إنجازات ملموسة على مدار السنوات الأخيرة.
قفزة في أعداد السياح والإيرادات
شهدت أعداد السياح الوافدين إلى مصر زيادة كبيرة، حيث ارتفع العدد من 9.8 مليون سائح في عام 2011 إلى نحو 15 مليونًا في عام 2023، أي بزيادة تقدر بـ5 ملايين سائح، وصاحب هذه الزيادة قفزة في الإيرادات السياحية التي بلغت 14 مليار دولار في 2023، وهو الرقم الأعلى في تاريخ مصر السياحي، ويرجع هذا النمو إلى معالجة الدولة أوجه القصور التي أثرت سابقًا على القطاع السياحي، وفق بيانات وزارة السياحة والآثار.
اقرأ أيضًا: 50 مليار جنيه.. السياحة تستهدف استراتيجية كبرى لتشجيع وجذب الاستثمار
مدن سياحية جديدة لزيادة أعداد السائحين وتعظيم السياحة
أسهمت المشاريع السياحية الكبرى التي أطلقتها الدولة في الأعوام الأخيرة في زيادة أعداد السياح وتنوع الأنماط السياحية، ومن أبرز هذه المدن الجديدة مدينة العلمين الجديدة ومدينة الجلالة، والتي أضافت تجربة سياحية متطورة وجذبت أنظار السياح من مختلف أنحاء العالم.
القضاء على الإرهاب واستعادة الأمن كانا الأساس في إنعاش قطاع السياحة، والعمليات الإرهابية التي شهدتها مصر بين عامي 2011 و2016 كادت أن تقضي على السياحة، إلا أن نجاح الدولة في مواجهة هذه التحديات أعاد الثقة للسياح والمؤسسات السياحية.
شهدت السنوات العشر الماضية تطويرًا شاملًا للبنية التحتية، خاصة في مجالات الطرق والاتصالات، مما ساهم في تسهيل التنقل بين المدن السياحية وزيادة جاذبية مصر للسياح، ودعمت الدولة القطاع من خلال تأجيل الرسوم المستحقة، وتقديم تسهيلات للاستثمارات السياحية، وتمويل إنشاء وصيانة الغرف الفندقية، بالإضافة إلى تدعيم العاملين في القطاع خلال فترات الأزمات بمنح مالية ومبادرات إنقاذ.
وتسعى مصر إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية من خلال عدد من المشروعات الكبرى المنتظرة التي تهدف إلى تقديم تجربة سياحية فريدة ومتنوعة، وتأتي هذه المشروعات في إطار استراتيجية شاملة تستهدف رفع أعداد السياح وزيادة الإيرادات السياحية، مع تحسين جودة الخدمات المقدمة وتوسيع الخيارات المتاحة أمام الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ومن أبرز المشروعات المنتظرة، تطوير مدينة الأهرامات باعتبارها إحدى عجائب الدنيا السبع ومقصدًا سياحيًا رئيسيًا، ويشمل المشروع إنشاء بنية تحتية متطورة لخدمة الزوار، مثل مسارات مخصصة للمشاة، مناطق استراحة عصرية، ومراكز ثقافية تقدم محتوى تفاعليًا عن تاريخ المنطقة، إضافة إلى ذلك، من المنتظر افتتاح المتحف المصري الكبير بالكامل، والذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم، ليكون مركزًا يعرض أبرز القطع الأثرية المصرية النادرة بطريقة تجمع بين الأصالة والتقنيات الحديثة.
المشروعات السياحية المصرية المنتظرة
كما تعمل مصر على إطلاق مشروعات سياحية على الساحل الشمالي مثل تطوير منطقة “مدينة العلمين الجديدة” لتصبح وجهة سياحية دولية تضم فنادق ومنتجعات عالمية، إلى جانب إنشاء قرى سياحية متكاملة في البحر الأحمر وسيناء، تستهدف عشاق الطبيعة والمغامرات البحرية.
إلى جانب المشاريع الكبرى، تهتم الدولة بدعم السياحة البيئية من خلال إنشاء محميات طبيعية مزودة بالخدمات اللازمة لاستقبال الزوار، مما يتيح تجربة سياحية فريدة تجمع بين الترفيه وحماية البيئة.
تولي الحكومة اهتمامًا خاصًا بتعزيز البنية التحتية المرتبطة بالسياحة، مثل إنشاء طرق جديدة لتسهيل الوصول إلى المناطق السياحية، وتطوير المطارات لتوفير تجربة سفر مريحة.