15 مليار درهم.. طاقة الإماراتية تستحوذ على “تي آي” البريطانية لنقل الكهرباء

في خطوة جديدة تؤكد طموحاتها التوسعية واستراتيجيتها لدعم التحول العالمي في قطاع الطاقة، أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة” عن استحواذها الكامل على شركة “ترانسميشن إنفيستمنت” (TI)، وهي منصة استثمارية رائدة في قطاع المرافق والطاقة وتتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها.

ويُمثل هذا الاستحواذ محطة بارزة في مسيرة “طاقة”، إذ يعزز من مكانتها الدولية، ويمنحها موطئ قدم قوي في أحد أكثر أسواق الطاقة تطوراً في العالم، وخاصة في مجال النقل البحري للكهرباء الذي يُعد من الأعمدة الرئيسية للطاقة المتجددة.

طاقة الإماراتية دخول نوعي لسوق نقل الكهرباء البحرية

تُعد “ترانسميشن إنفيستمنت” من أكبر الشركات العاملة في المملكة المتحدة في مجال الربط الكهربائي البحري، حيث تشغل أصولاً استراتيجية تقوم بربط مزارع طاقة الرياح البحرية بشبكة الكهرباء الوطنية، وهي وظيفة حيوية في دعم البنية التحتية للطاقة النظيفة في البلاد.

وتدير الشركة حالياً محفظة تضم 11 مشروعاً للنقل البحري للكهرباء، تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 15 مليار درهم (ما يعادل 3 مليارات جنيه إسترليني)، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في قطاع الطاقة المستدامة في المملكة المتحدة.

ومن خلال هذا الاستحواذ، تكون “طاقة” قد دخلت رسمياً سوق نقل الكهرباء في بريطانيا، وهي سوق تتسم بالتنظيم الصارم والفرص الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة، خاصة مع توجه البلاد نحو تخفيض انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد المناخي.

التحول إلى “طاقة شبكات النقل”

بموجب الصفقة الجديدة، ستنضم شركة “تي آي” إلى “طاقة لشبكات النقل”، وهي الذراع الجديدة التي أطلقتها الشركة مؤخراً لتتولى تطوير وتشغيل البنية التحتية لنقل الكهرباء والمياه على نطاق واسع، سواء داخل دولة الإمارات أو على المستوى العالمي.

ويمثل هذا التكامل دفعة قوية لطاقة، حيث يجمع بين الخبرة التقنية للشركة البريطانية والقدرات التمويلية والإدارية لشركة “طاقة”، مما يمكّن الأخيرة من تنفيذ مشاريع ضخمة مستقبلاً في أوروبا وخارجها.

مشاريع استراتيجية للربط الكهربائي الأوروبي

إلى جانب تشغيل الأصول الحالية، فإن “ترانسميشن إنفيستمنت” تشارك في تطوير مشاريع ربط كهربائي بحرية استراتيجية، من بينها مشروع “فاب لينك” الذي يربط المملكة المتحدة بفرنسا، ومشروع “لير إي سي” الذي يربطها بأيرلندا الشمالية.

وهذه المشاريع التي تنظمها هيئة الطاقة البريطانية “أوفجيم”، تعتمد على تكنولوجيا النقل المستمر عالي الجهد (HVDC)، وتبلغ قدرتها الإجمالية حوالي 2 غيغاواط، وهو ما يعادل تقريباً استهلاك مليوني منزل في بريطانيا.

اقرأ أيضًا… بقيمة 9 مليارات دولار.. صفقة استحواذ محتملة لأدنوك على “إيثون” للغاز الطبيعي بأمريكا

اهتمام متزايد من طاقة الإماراتية بالسوق الأوروبية للطاقة

تأتي هذه الخطوة في سياق اهتمام متصاعد من قبل شركة “طاقة” بالأسواق الأوروبية، فقد أفادت تقارير إعلامية مؤخراً أن الشركة الإماراتية تسعى للاستحواذ على حصة في مجموعة “ناتورجي” الإسبانية للطاقة، وهي من أبرز اللاعبين في قطاع الغاز والكهرباء في إسبانيا.

ووفقاً لوكالة “بلومبرغ”، فإن وزير الاستثمار الإماراتي محمد حسن السويدي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة شركة “طاقة”، أجرى محادثات مباشرة في إسبانيا مع كبار المسؤولين في مجموعة “كريتيريا كايشا”، المساهم الأكبر في “ناتورجي”، لمناقشة صفقة محتملة.

ورغم أن المفاوضات لا تزال في مراحلها المبكرة، إلا أن الشركة الإسبانية أبقت الباب مفتوحاً أمام الحوار، بشرط عدم السعي للسيطرة الكاملة على الشركة أو التأثير على علاقاتها الحساسة مع الجزائر، التي تُعد أحد أكبر موردي الغاز الطبيعي لها وفقًا لتقارير وكالات الأنباء العالمية.

يُعد استحواذ “طاقة” على “تي آي” خطوة تعكس التغيرات الجذرية التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي، خاصة مع التوسع الكبير في مشاريع الطاقة النظيفة والربط الكهربائي العابر للحدود. كما أن هذه الصفقة تمثل تجسيداً عملياً لرؤية “طاقة” في التحول إلى مزود عالمي متكامل للطاقة والبنية التحتية.