18 ألف شهيد و60 ألف جائع ومئات المعتقلين.. ماذا فعلت الحرب في أطفال غزة؟

كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الخميس، أن نحو 39 ألفا من أطفال قطاع غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، في ما وصفها بأنها “أكبر أزمة يُتم في التاريخ الحديث”.

وأوضح أن من بين هؤلاء، هناك ما يقارب 17 ألف طفل حُرموا من والديهم معًا، في ظل أوضاع إنسانية كارثية وانهيار شبه كامل لنظم الرعاية الاجتماعية.

وأضاف الجهاز في بيان صحفي بمناسبة “يوم الطفل الفلسطيني”، الذي يوافق الخامس من أبريل من كل عام، أن هؤلاء الأطفال يعيشون ظروفًا مأساوية، حيث اضطر العديد منهم إلى اللجوء لملاجئ مؤقتة غير مؤهلة أو مساكن مدمرة جزئيًا، وسط غياب تام للرعاية الاجتماعية والنفسية.

أرقام صادمة للضحايا والمصابين من أطفال غزة

وأشار البيان إلى أن نسبة النساء والأطفال الذين سقطوا في الهجوم الإسرائيلي تجاوزت 60% من إجمالي الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى الفلسطينيين 50,021 شخصًا، بينهم 17,954 طفلًا، من بينهم 274 رضيعًا قُتلوا تحت القصف، و876 طفلًا دون العام الواحد، إلى جانب 17 طفلًا قضوا بسبب البرد في مخيمات النازحين، و52 آخرين فارقوا الحياة بسبب التجويع وسوء التغذية.

في السياق ذاته، ارتفع عدد المصابين إلى 113,274 شخصًا، بينهم 69% من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 11,200 فلسطيني في عداد المفقودين، بينهم 70% من الأطفال والنساء.

تفاقم سوء التغذية والمجاعة وسط أطفال غزة

من جانبه، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من تفشي المجاعة في القطاع، حيث أشارت التقديرات إلى وجود 60 ألف حالة متوقعة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال. كما أكدت الوزارة عودة مرض شلل الأطفال إلى القطاع نتيجة التدهور الحاد في الخدمات الصحية ونقص اللقاحات.

وفي الضفة الغربية، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب 923 شخصًا، بينهم 188 طفلًا، بينما أُصيب 660 طفلًا بجروح متفاوتة.

انهيار القطاع التعليمي

على صعيد آخر، كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن استمرار توقف العملية التعليمية في غزة للعام الدراسي الثاني على التوالي، ما أدى إلى فجوة تعليمية غير مسبوقة.

وعلى الرغم من تبني وزارة التربية والتعليم بدائل مثل التعليم الإلكتروني والمدارس المؤقتة، فإن الإحصاءات تشير إلى أن أكثر من 298 ألف طالب وطالبة التحقوا بالمدارس الافتراضية، غير أن العديد منهم لم يتمكنوا من الاستفادة من التعليم بسبب انقطاع الكهرباء وضعف الإنترنت، ما يهدد مستقبل جيل كامل.

تصاعد الاعتقالات بحق أطفال غزة

وفي سياق الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وثّقت مؤسسات حقوقية اعتقال ما لا يقل عن 700 طفل فلسطيني خلال العام الماضي، ليصل إجمالي المعتقلين الأطفال منذ بدء الحرب إلى أكثر من 1,055 طفلًا.

وأوضح تقرير حقوقي أن هؤلاء الأطفال تعرضوا لانتهاكات جسيمة، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية، والتعذيب، والحرمان من حقوقهم القانونية، ما يشكل خرقًا واضحًا للقوانين الدولية واتفاقية حقوق الطفل.

انعدام الأمن الغذائي لـ أطفال غزة

فيما يتعلق بالأوضاع المعيشية، أظهر تقرير حديث لمنظمة الأمن الغذائي أن 1.95 مليون شخص في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 345 ألفًا يواجهون خطر المجاعة الكارثية.

كما توقعت التقارير تسجيل 60 ألف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال، منهم 12 ألفًا يعانون من سوء تغذية وخيم يهدد حياتهم بشكل مباشر، بالإضافة إلى 16,500 امرأة حامل ومرضع بحاجة إلى علاج عاجل بسبب سوء التغذية.

كارثة إنسانية تتفاقم

في ظل هذه الأوضاع، يستمر تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تتوالى التحذيرات الدولية من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة غير مسبوقة في القطاع، مع تزايد أعداد القتلى والمصابين، وتصاعد معاناة الأطفال والنساء في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.

اقرأ أيضا

مع تصاعد التهديد الأمريكي.. هل تشارك دول الخليج في الهجوم المحتمل على إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى